رأي ومقالات

عثمان إبراهيم: السودان وألمانيا


السودان ?? وألمانيا ??

ثلاثة أحداث هامة كانت حاضرة في شهر فبراير بما يخص العلاقة بين السودان وألمانيا الاتحادية .
الحدث الأول الذي ربما لم يسمع به إلا القليلين جدا حتى داخل ألمانيا كان مسرحه مدنية فرانكفورت العاصمة الاقتصادية والمالية لأوروبا ومقر البنك المركزي الأوروبي ومدينة البنوك . حيث كان السودان ضيف شرف لمهرجان أفريقيا الثقافي والأدبي السادس والعشرين والذي تنظمه بلدية فرانكفورت سنويا . حيث شرفه حضورا الكاتب والروائي عبدالعزيز بركة ساكن الفائز بجائزة الأديب الطيب صالح للعام 2008 وكذلك المنتج السينمائي طلال عفيفي والكاتبة الروائية صباح سنهوري والفائزة ايضا بجائزة الطيب صالح للقصة القصيرة العام 2009.
تم خلال المهرجان الذي امتد لعشرة أيام تم عرض العديد من الأفلام السينمائية السودانية القديمة مثل تاجوج ، الحبل ، الضريح والخرطوم وكذلك تم عرض الفلم المثير للجدل ستموت في العشرين والذي نال حظه من المناقشة والنقد خاصة من جانب النساء السودانيات المقيمات في فرانكفورت كون ان الفلم يعرض أحداثا مغلوطة عن المجتمع السوداني واقعة المعاش.
كذلك تمت مناقشة الرواية الجديدة للكاتبة صباح سنهوري بارادايس . ونالت الثورة السودانية حظها في النقاش وتم عرض بعض الأفلام والمقاطع من أيام الإعتصام . شارك في المهرجان أيضا فنان الراب السوداني المقيم في المانيا عباس النور بقصائده الثورية التي ألهبت الحضور. وكذلك نال حضور ومشاركة المرأة السودانية الكثير من الاستحسان.

الحدث الثاني الذي نال حظه كاملا في وسائط الإعلام المختلفة هو زيارة السيد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ووفده الكريم الي ألمانيا للمشاركة فى مؤتمر ميونخ للامن . حيث كان لافتا دلوف السيد رئيس الوزراء إلى العاصمة الألمانية برلين أولا ولقاءة مع السيده المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل الذهاب إلى ميونخ . ووجد الوفد استقبالا حافلا وألقت السيده ميركل كلمة ترحيبية ومساندة للحكومة المدنية مؤكدة دعمها وعملها لاستقرار السودان. وكان البرلمان الألماني قد ألغي العقوبات والقيود التي كان قد فرضها على الخرطوم في بداية إنقلاب الإنقاذ وقد أصبح بمقدور السودان الإستفادة من التبادل التجاري والمالي ووصول المنتجات الزراعية والحيوانية وغيرها الي السوق الألمانية كما يسمح بوصول الصناعات الألمانية الي السودان.
ومن المعلوم أنه إذا فتحت لك ألمانيا أبوابها فقد فتحت لك كل الأبواب في أوروبا.

الحدث الثالث الذي ينتظر حدوثه خلال هذا الأسبوع هو زيارة السيد فرانك شتاينماير رئيس ألمانيا الي السودان. ومعلوم أن منصب رئيس ألمانيا هو تشريفي وبورتكولي ولكن دائما ما يصحبه في زياراته زخم إعلامي كبير وشركات ومنظمات ومتخصصين . وهذه الزيارة سيكون لها ما بعدها إذا أحسن الإعداد لها واستغلالها . فالسودان يحتاج إلى دعم كبير في المجالات الاقتصادية والتقنية والمهنية والطبية والتعليمية وفي مجال التصنيع والتدريب والزراعة . وكذلك إمكانية التعامل بين الجامعات والمعاهد بين البلدين وتبادل الخبرات .
ويمكن عمل تؤامة بين المدن السودانية ونظيراتها الألمانية مثلا بين مدينتي بورتسودان وهامبورج أو بين الخرطوم وبرلين أو فرانكفورت وغيرها من المدن للاستفادة من الخبرات الألمانية في مجال تخطيط المدن وفي مجال المؤنشئات والتخطيط المستقبلي.

ولا ننسى التبادل الثقافي والفني والأدبي والرياضي وما أحوجنا إلى ذلك.
وكذلك الإستفادة من المنظمات الحكومية والغير حكومية والطوعية للعمل الإنساني واعمار مناطق النزوح .

ويجب أن لا ننسى دور الدبلوماسية الشعبية والاستفادة من الجالية السودانية المقيمة في المانيا بمختلف تخصصاتهم لفتح آفاق للتعامل مع المؤسسات الألمانية المختلفة.
فالسودان يمكن أن يصبح ألمانيا أفريقيا أن احسنا إستغلال الاندفاع الألماني نحو السودان.

المجد والخلود لشهداء لشهداء الوطن كافة
وحفظ الله البلاد والعباد

عثمان إبراهيم
فرانكفورت


تعليق واحد

  1. وانا اخترح تدريس اللغة الالمانية في المدارس (اختياري) لتوثيق الروابط بين الشعبين وحافز لالمانيا كاول رئيس اروبي يزور السودان منذ عقود.