الحكم المدني الديمقراطي هو الحل
مع انتشار تيارات الغلو والعنف وكراهية الاخر في بعض المجتمعات وفي بلادنا خاصة تزداد الحاجة لنشر وتعزيز ثقافة السلام والتسامح والمحبة والتعايش الإيجابي وسط المواطنين.
هذا يستدعي المزيد من الاهتمام بالمبادرات التي تهدف لإظهار القيم والمعاملات الدينية على حقيقتها خاصة بعد التشوهات المعيبة التي لحقت بها جراء تجارب الحكم التي ادعت أنها قامت من أجل نشر الدين وتطبيق الشريعة لكنها للأسف قدمت نتائج وممارسات بعيدة كل البعد عن جوهر الدين السمح.
من بين المبادرات والجهود المقدرة الكتابات التي تهدف لدفع عمليات الإصلاح الديني في اتجاهها الصحيح وتجلية المفاهيم والمعاملات الأخلاقية والإنسانية التي بشرت بها كل الأديان السماوية.
من بين هذه المبادرات الهادفة لدفع عمليات الإصلاح الديني كتاب”الإسلام .. الأصل والصورة” لمؤلفه محمد شحرور الصادر من دار طوى للثقافة والنشر بلندن.
ركز شحرور في طرحة للإصلاح الديني على أهمية تعزيز قيم الحرية والعدالة والمحبة والخير وسط الناس بعد أن شوهت تجارب الحكم الديني تحت مظلة بعض الحركات الدينية المسيسة التي هجرت هذه القيم النبيلة من أجل التمكين للحكم والسلطة والجاة والمال.
دعا الكاتب إلى أهمية الإصلاح الديني والثقافي والفكري لإنجاح أي إصلاح سياسي، وإلى تبني رؤى إستراتيجية لبناء دولة المؤسسات والمجتمع المدني الديمقراطي.
خلص المؤلف إلى أن الديمقراطية هي أفضل وسيلة توصل لها الإنسان حتى الان لممارسة الشورى كقيمة دينية وإنسانية، وقال أنه لاديمقراطية بلا تعددية حزبية ولا معارضة ولا ديمقراطية بدون حرية الرأي والرأي الاخر.
توصل أيضاً إلى حقيقة أن الحكم المدني هو الحل خاصة في ظل وجود تعددية ثقافية وإثنية وطوائف وقوميات وأجندة وأطماع خارجية، وأن أفضل وسيلة للتعبير عن قيم الأديان منظمات المجتمع المدني وليس عبر الإستئثار بالسلطة بالقوة والقهر والظلم والفساد ومحاولة إقصاء الاخرين وتهميشهم.
نورالدين مدني
الراكوبة