مقالات متنوعة

بين يديَ مانيس

لا زالت مأساة السودانيين العالقين بمدينة ووهان الصينية مستمرة بعد فشل الحكومة حتى الآن في إجلائهم كما فعلت بقية الدول مع رعاياها.
يحكي مهندس وليد بابكر الريح أحد المهمومين بهذه القضية: (السطور التالية هي شهادة مني وأنا مسؤول عن كل حرف في هذه الحقائق التي أرى انه من الواجب تمليكها للرأي العام، حول جهود حكومتنا في إجلاء رعاياها من مدينة (ووهان) الصينية للخرطوم).
حيث قامت شركة (سودانير) يوم الخميس الموافق ٢٠ فبراير، بإبرام عقد إيجار طائرة مع شركة مصرية خاصة (بقيمة ٤٠٠ الف) دولار بطاقمها، لإجلاء السودانيين من ووهان الصينية على أن تتحرك الطائرة من مطار برج العرب بالاسكندرية يوم الاحد الموافق٢٣ فبراير باتجاه ووهان مباشرة لتعود من هناك بالسودانيين للخرطوم مساء الاثنين او فجر الثلاثاء.
إلتزمت وزارة الخارجية السودانية بإجلاء عدد ٨ عراقيين و ٤ موريتانيين و ٢ مصريين مع السودانيين المسافرين حسب اتفاق حكومتنا مع حكومات تلك الدول التي طلبت مساعدتها في إجلاء رعاياها، تم تكوين غرفة عمليات (اجلاء السودانيين من ووهان) بعضوية سودان اير – الطيران المدني- وزارة الصحة وممثل لتجمع المهنيين لمتابعة التفاصيل المرتبطة بعملية الاجلاء وأهمها إيصال مبلغ الايجار للقاهرة صباح السبت حسب العقد المبرم.
كل التكليف والمطلوبات تمت على أكمل وجه، ووصل مبلغ إيجار الطائرة مساء الجمعة للقاهرة واستلمته السفارة من مندوب الخارجية الذي سافر بطائرة تاركو للقاهرة الساعة ٩ مساء من مطار الخرطوم حاملاً للمال الذي تم سحبه من بنك السودان (نائب المحافظ مشكوراً فتح البنك يوم الجمعة).
وحسب الاتفاق مع الشركة، كان من المفترض حضور مندوب الشركة المؤجرة للطائرة للسفارة السودانية مع مدير مكتب سودانير المكلف في القاهرة لاستلام المبلغ حسب العقد صباح السبت في تمام الثامنة صباحاً، ثم إرسال برنامج مواعيد الرحلة للخرطوم قبل الظهر وعمل كل الترتيبات لقيام الرحلة يوم الأحد، وحتى يتسنى إرسال كل تفاصيل الرحلة للسفارة السودانية في بكين لإطلاع السلطات الصينية عليها وإستخراج الأذونات المطلوبة والتنسيق مع الصينيين لجلب المسافرين للمطار حسب مواعيد الرحلة وكما هو متفق عليه، صباح السبت الموافق ٢٢ فبراير، علمنا في غرفة العمليات ان السيد (عمر مانيس) وزير شؤون مجلس الوزراء وجَه وزارة الخارجية بعدم صرف أي مبالغ للشركة من المبلغ المرسل للسفارة حتى اشعار آخر.
والسبب أن هناك وعداً من دولة الامارات بتوفير طائرة منهم لإجلاء السودانيين من ووهان.
وموضوع الطائرة المستأجرة هو (الخطة ب بحسب منيس).
الشركة المصرية لم تستلم استحقاقاتها حسب العقد واخطرت سودانير انهم لن ينتظروا أكثر من الساعة السادسة مساء ليوم السبت وسيكونون في حل من العقد وأي إلتزام بعد هذه المهلة، وللأسف المهلة انتهت والعقد (فركش) والحديث لوليد، وضاع إنجاز كان بشبهنا والآن الجميع ينتظر طائرة الامارات (الما معروف تقوم متين وتصل الصين متين ونوعها وحجمها)، سوى ان هناك (وعد) يعني فكينا المضمون و قبضنا الهواء.
وسقطنا في أول اختبار نعمل حاجة برانا من حقنا وبقروشنا وبشرفنا وكرامتنا ونبقى مثل بقية العالم المتحضر الذي تفاعل وأجلى رعاياه ووزير مجلس الوزراء قرر انه أخير نستنى (الشحدة) عشان لو لغينا موضوعها ممكن تحصل أزمة دبلوماسية بين البلدين.
السيد السفير مانيس أكد ان القرار قراره وانه مسؤول عن هذا القرار.
يعني مصير أولادنا وأهلنا وأحبابنا العالقين بووهان بين يديَ مانيس، وليس لديَ قول سوى(
ابقوا الصمود (ولوكوا القرض، وإنشاء الله ترجعوا بلدكم معززين مكرمين لما وزير مجلس الوزراء يجيب ليكم طيارة الامارات، وسلموا أمركم لله.
و أعترف إنني ومن معي أُصبنا بهزيمة وحزن شديدين بسبب قرار السيد مانيس، فقد كنا قاب قوسين أو أدنى من نجاح حكومتنا في اجلاء أولادنا من ووهان والعودة بهم معززين مكرمين للوطن.
هذا هو قدرنا ان نحيا كسودانيين مرافقين للفشل والخذلان في كل محطات حياتنا وان ينجح دائماً من يتولى أمرنا في أن يثبت لنا أننا بدون وجيع ودائماً نأتي في المؤخرة ان كان ذلك بقصد أو بدون قصد.

هنادي الصديق
الجريدة