اختفاء اليخت الرئاسي
في سيرة اليخت الرئاسي والفلل الرئاسية
أفاد رئيس منظومة زيرو فساد في مؤتمره الصحفي أمس الأول، عن اختفاء اليخت الرئاسي بعد بلاغ من المنظومة بخصوصه، وتعود حكاية هذا اليخت إلى العام (2006) الذي استضافت فيه الخرطوم إحدى القمم الافريقية، علَّ هذه الاستضافة توفر لها ميزة تفضيلية تضعها على رأس الاتحاد الافريقي بأمل أن تنجح هذه الوضعية الافريقية القيادية للخرطوم في فكفكة الحصار الدولي الذي أطبق على خناقها آنذاك، ولكن للأسف لم تبلغ الخرطوم مرادها وعادت من غنيمة الأفارقة فقط بأربعين ڤيللا رئاسية ويخت رئاسي، الڤلل الجميلة الفخيمة التي تطل على النيل أُعدت خصيصاً لسكنى الرؤوساء، وقد كان رغم توفر الفنادق من ذوات الخمس نجوم التي كانت تكفي للمهمة، أما اليخت الرئاسي (أين هو الآن) الذي كان من المنتظر أن يهيئ لهؤلاء الرؤوساء ساعات (بريكBreak )غاية في المتعة والفرفشة والدردشة عندما يمخر بهم عباب النيل في رحلات نيلية سياحية ومقيلات (ما منظور مثيلا)، ولكن لسوء حظ القادة الأفارقة، لم يُقدر لهذا اليخت وصول البلاد إلا بعد مغادرتهم لها، لعله قد أصابته لعنة الخراب الذي أحدثه على طول رحلته البرية من الثغر إلى كرش الفيل، حيث تطلبت عملية نقله من الميناء الى العاصمة إزاحة وهدم بعض الأبنية والأشجار وقطع أسلاك الكهرباء التى تعترض طريقه، ومن يومها لم يعد أحد يسمع عنه شيئاً سواءً مازال حكومياً أو تمت خصخصته وبيعه أو (راح في حق الله)، وكان غموض كثيف احاط بأمره حتى اضحى مثل الشبح، ومن هذا الغموض صفقة شرائه التي بدأت داخل القصر الجمهوري منذ عام 2004 وعرابتها شابة جميلة وانيقة لم يكن لها ذكر في عالم المال والاعمال ورغم ذلك نالت حظوة استيراد هذا اليخت بقيمة أربعة ملايين ونصف مليون دولار، وبالمناسبة كان هناك ايضا يختا ثانيا اكبر حجما، كما يقال ان هناك ثالث قدمه الحزب الشيوعى الصينى هدية لحزب المؤتمر الوطنى المحلول، ويبلغ طول اليخت الرئاسى 181 قدماً وعرضه (32) قدماً، وتبلغ حمولته (172) طناً.. أما الڤلل فلم تعد رئاسية بعد أن أخلت الحكومة طرفها منها ببيعها لصندوق أبو ظبي للتنمية بمبلغ خمسين مليون دولار، ليرسو أمرها أخيراً على الامريكان الذين استأجروها من المالك الجديد بعد أن أدخل عليها المالك الجديد التحسينات التي ترقي لمقام اليانكي لمدة عشرة أعوام بواقع (50) مليون دولار للعام، أي أن البائع استرجع قيمة امتلاكه الفلل في ظرف عام واحد فقط، ، هذه الڤلل كما هو معلوم تقع على أحد جانبي شارع النيل، ويبلغ عددها (40) فيلا في مساحة قدرها (60) ألف متر مربع..وبعد.. هذه غيض من فيض قصص تحكي بأسى كيف تم بيع أصول ومُؤسسات الدولة عبر صفقات دبرت بليل، أبطالها غير مجهولى الاسماء والصفات ولغوا في بيع جملة من المؤسسات العامة ولغفوا ريعها، منها على سبيل المثال مصنع غزل الحاج عبد الله، ، فندق السودان، أسهم فُندق الهيلتون، وغيرها وغيرها العشرات من مؤسسات كانت تملكها الدولة فآلت ملكيتها عبر صفقات فاسدة لأفراد بل ولدول بحالها..
حيدر المكاشفي
الجريدة