مقالات متنوعة

قوش لم ننسى ولن !!

تداولت عدة المواقع خبراً عن توسط دولة جنوب السودان، لمصالحة بين قائد الدعم السريع نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان (دقلو ) ومدير جهاز الأمن في عهد المخلوع الفريق صلاح عبد الله (قوش ) وتحدث الخبر عن ان اسم صلاح قوش يتردد في وسائل الإعلام السودانية على الرغم من استقالته من منصبه ومغادرته السودان في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في العام الماضي، آخرها أنباء عن طلب السودان تسليمه عبر الإنتربول، ويعتبر العديد من المراقبين أن دور صلاح قوش في عملية الإطاحة بالبشير في 11 أبريل 2019 أساسي ويعتبرونه الأب الروحي والمحرك الفعلي للثورة السودانية، إذ تشير العديد من التقارير إلى أنه أراد أن “يسوق نفسه بديلاً للرئيس عمر البشير”، والتقى بالعديد من قادة المعارضة خلال حركة الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت ضد حكم البشير وهو من سهل للمتظاهرين الإعتصام أمام مقرات الجيش بالخرطوم، بيد أنه تقدم باستقالته من منصبه بعد يومين من الإطاحة بالبشير وتقول تقارير صحفية أنه متواجد بجمهورية مصر العربية) .
هذا على (ذمة الراوي) الذي (بقدرة قادر) جعل من قوش أب روحي للثورة..!!
وبما ان الحديث لمراقبين ، وان صفة مراقب هذه ليست حكراً على احد ففي رأيي (كمراقبة)، أرى ان هذا الحديث ماهو الا ( كريم أساس) من ماركة ( كيزانية ) منتهية الصلاحية ضارة بصحة (البشرة السياسية )، مهربة من دول مجاورة يريدون بها ترميم ومعالجة وجه مدير جهاز الأمن في عهد المخلوع ، الذي شهد في عهده الجهاز أشد أنواع الظلم والقمع والعذاب وكانت الحراسات فيه تصدح فيها أنات المظاليم له وترتفع فيها الأصوات ويرتقي الدعاء على قوش ورجاله الذين لا يخافون الله في عباده.
وتبقى عملية (السلم والثعبان) التي تقودها المخابرات المصرية عبر الوسيط الخفي (المعلن) حكومة جنوب السودان للصلح بين الفريق (أمن) صلاح عبدالله قوش تحركها الأذرع الخفية لمصالح دولتين معروفتين بأوامر ترسلها دول غربية لمحاولة رسم خارطة سياسية إقتصادية محورية يكون فيها (الكاوبوي) الأمريكي رأس الرمح في ملعب المباراة التي تترقبها القوى الدولية والإقليمية من بُعد لتسمية الوليد (الديمقراطي) للقوى السياسية السودانية التي يلعب فيها الرجلان دوراً محورياً على كافة الأصعدة المؤثرة والبناءة ، (العسكرية.. الأمنية الجيوسياسية) كما يُحسب للرجلين معرفتهما الدقيقة لتفاصيل العمل السياسي والأمني، الذي عاصراه خلال الفترة المنصرمة وخزينة الأسرار التي مفاتيحها بيد قوش وعلاقاته المخابراتية مع محيط دول القرن الأفريقي والعربي والدولي، وهذا ماتراه الدول الحالمة الطامعة في السودان والتي يبقى حلمها مشروعا بالنسبة لها وعصيا في نظر الكثيرين.
ولكن بعيداً عن القراءة السياسية فإن كان الصلح بين الاثنين خاصاً بهما فهذا شأنهما ولكن ان كان الصلح يمهد لقبول قوش في الساحة السياسية فهذا مايجعلنا نسأل هل فات على قوش انه رجل تخطى حاجز السباق المهني بالقفز على زانة الإنتماء العقدي للحركة الإسلامية والتي تنكّر لها حين غرة بعد أن فشل في تحقيق أحلامه التي كانت ( كحذاء جحا ) أكبر من أن تطال أحلامه السراب بالجلوس على مقعد رأس الدولة دون المرور بعلامات الضوء المعروفة.
و المضحك ان يفكر قوش ومعاونوه وأنصاره في تحسين صورته ويعتقدون ان الذاكرة السودانية ذاكرة (سمكية) تسقط كل تاريخ الرجل الأسود لمجرد انه انحاز الى الثورة في دور مشكوك في (صحته وإثباته).
وان أخذنا بهذه الفرضية وان قوش أراد ان يساند الشعب و( ينقلب ) على المخلوع لماذا لم يفعلها قبل قيام الثورة خاصة ان حميدتي بقواته قال انه انحاز للشعب والبرهان قال انحاز للشعب فلطالما كانوا جميعا يتفقون على ان الحكومة ضلت طريقها واستشرى فسادها لماذا لم يضعوا أيديهم فوق بعضها ويخلعوا البشير وهم بيدهم الجيش والأمن والدعم السريع وقوة السلاح لماذا انحازوا في وقت رأوا فيه سقف الحكم يتصدع فوق رؤوسهم وعندما وصل آخر مراحل السقوط والإنهيار انحازوا الى الشعب، ونصبوا أنفسهم شركاء في الثورة تلك الثورة الشعبيه الخالصة التي خرجت كالسيل الهادر الذي كان سيجرف قوش ومن معه ولكنهم اختاروا ان يقفزوا من السفينة قبل الغرق وهذا دهاء سياسي يستخدمه كثير من السياسيين ولا يستحقون عليه الشكر والثناء، ناهيك عن المكافأة عليه..! .
طيف أخير :
ليست حياة المرء في الدنيا سوى حلم يجرّ وراءه أحلاما

صباح محمد الحسن
الجريدة