مقالات متنوعة

يا جوبا.. مالِك علينا !!

@ بدأت الململة و التذمر علانية من أداء الحكومة الانتقالية التي انتهزت التأييد الشعبي لجماهير الثورة و لم تحقق النتائج المرجوة منها بل على العكس تماما ازدادت الأزمات المتعلقة بالمعيشة من الحصول على الغذاء بأسعار معقولة و انعدام السلع الاستراتيجية كالخبز و الوقود و غاز الطبخ و تصاعد الأسعار الجنوني الذي لا يتناسب مطلقا مع مداخيل المواطنين الذين لا سبيل لهم غير الجأر بالشكوى عسى ان ينتبه أهل الحكم للإسراع في حل ضائقة المواطنين المعيشية أو إعلان الفشل، و قد بدأت المقارنة بأيام الحكم السابق الذي لم تصل فيه الأزمة إلى هكذا حد بصرف النظر عن ضلوع الفلول في احداث كل هذه الأزمات و تعقيدها، الحكومة من ناحيتها تعزي الامر الى عدم اكتمال مؤسسات الحكم بالبلاد حيث ما يزال الولاة عسكريون، يدينون بالولاء لمؤسستهم العسكرية التي يأخذون منها التعليمات و الأوامر و في الغالب ما تتعارض مع توجه الشق المدني للحكومة الانتقالية التي تحتاج لذراع تشريعي يقوي من شوكتها و يدعمها قانونياً و دستورياً.

@ عدم اكتمال مؤسسات الحكم المدني بإختيار و تعيين الولاة المدنيين و نواب المجلس التشريعي القومي ، كل هذه المؤسسات تم ارتهان قيامها بالوصول الى إتفاق لمباحثات السلام في جوبا بين كل الأطراف المجتمعة هنالك، كل الاطراف المجتمعة الآن في جوبا تخرج جانب كبير منها من مباحثات طويلة الامد مع النظام السابق في الدوحة و لم يخرجوا بأي اتفاق إلا أن النظام تمكن من تحنيط القضية و استمال فصائل من تلك الحركات السياسية و العسكرية لجانبه بطريقة (شتى و اخواتها) باقي الفصائل و الأطراف علّت من سقف مطالبها و قد استمرأوا حياة الفنادق و الدعة و الرفاهية و ما يتلقونه من أموال مختلفة المصادر، أرادوا تكرار تجربتهم التفاوضية في جوبا بذات الطريقة و الكيفية بعد أن أفلحوا في تكبيل الحكومة الانتقالية بشرط الوصول لإتفاق بين الأطراف المتواجدة في جوبا الآن و من ثم استكمال مؤسسات الحكم منهم.

@ شرط التوصل لإتفاق في جوبا، يصبح غير ملزم لأن المتضرر الوحيد هي الثورة و الذين قاموا بتفجيرها و بذلوا فيها غالي الدماء شهداء و مفقودين و جرحى لتزداد المعاناة في انتظار ما سيسفر من لقاء جوبا، إتسعت دائرة الأزمات اليومية و اصبح ما يحدث في جوبا الآن مسرحية عبثية من اطراف ظلوا سنوات طوال يحاربون بالتصريحات ، لم يفلحوا في اسقاط النظام و لن يسقطوه لو أنه ما يزال ، لأن النظام باستخباراته و عيونه داخلهم ادرك حقيقة ما يريدونه و بدأ يعمق في أزماتهم الداخلية و لم تعد غالبية الحركات المسلحة بذات الحجم و القوة عندما إنطلقت ضد النظام السابق و لهذا جاءت كل هذه الحركات منهكة إنفض سامرها و لا يوجد لديها ما يمكن أن تهدد به هذه الحكومة الانتقالية غير ما سيفضح وضعهم و حقيقتهم و لذلك كانوا أكثر إصراراً على عقد المفاوضات خارج السودان حتى لا تتكشف عيوبهم ويظهر ضعفهم وحتى لا تنقطع عنهم المساعدات و الدعم المالي في جوبا، كان عليهم عقد مباحثاتهم هذه في الخرطوم او كنانة او مروي حتى يتعرفوا على معاناة المواطنين في الداخل و هم المكتوين بنيران مماطلتهم في جوبا، أي تهديد يصدر من قيادات الجبهات و سماسرة المحاصصات و الباحثين عن مناصب من المتسكعين في جوبا لن يؤثروا في توجه و مسيرة الثورة المحروسة بشبابها و قوة مواطنيها و على الحكومة عدم انتظار سماسرة و عواطلية جوبا الذين يتفاوضون لمصالحهم الخاصة، لابد من اعلان استكمال مؤسسات الحكم المتبقية و الماعاجبوا يدخل الغابة.

حسن وراق
الجريدة