حكومة فاشلة لا تشبه الثورة وعليها أن ترحل
لن يتوانى صاحب هذا القلم عن قول الحق ولو على انفسنا ومن نحب ، هكذا قلناها للمخلوع ورهطه يوم أن سكت الآخرون ، وسنقولها كلمة حق ونؤديها بحقها دون خوف ولا وجل .
فيوم أن قلنا للمخلوع ارحل وعلام ننتخبك ، ونادينا بزوال الإنقاذ وبشرنا به يومها لم يكن كثير من يركب قطار الثورة الآن قد فكر ولو مجرد التفكير أن الإنقاذ ستذهب .
عليه فإن انصاف الحلول لا تجدي ، وسياسة دفن الرؤوس في الرمال لن تنفع إذا وقعت الواقعة .
والثورة التي حلمنا بها وبشرنا الناس بها ودفع الشباب أرواحهم ثمنا لها لا يمكن أن نتخلى عنها ونحن نراها تعاني الويلات بسبب من تولوا أمرها الآن خاصة في هذه الحكومة .
فلنكن صريحين مع أنفسنا ومع من تولى أمرنا بعد الثورة أيا كان موقعة ، والصراحة تقتضي المكاشفة والوضوح وبالواضح أن ثورة لا يجد الناس أثرها في معاشهم فهي ثورة لم تكتمل ولم تحقق أهدافها ، والمسؤولية تقع على عاتق هؤلاء الذين يقودن البلاد الآن .
لن يقنعني وزير المالية بكلامه وحلوله التي لم تحل شيئا ولا وزير التجارة المعتذر عن وعوده التي اخلفها ولم يستقيل وجالس على كرسيه بلا حياء او خجل .
وأصلا وزراء أمثال فيصل والست أسماء لا في العير ولا في النفير ومثلهم كثر مثل وزير الزراعة والتربية وغيرهم ممن لم نسمع لهم صوتا ولم نر لهم عملا .
كل هؤلاء الوزراء لا لزوم لهم ما دام المواطن يعيش ضائقة كبرى في معاشه من كل جانب .
الأزمة تأخذ بناصة أختها من الخبز وحتي البترول ، والغلاء يضرب في الناس بلا هوادة ، والحكومة مكانك سر.
ماذا في جعبة رئيس الوزراء غير هذه الزيارات والوعود ؟ كلام في كلام .
والناس لا تأكل وعودا ولا تشرب كلاما .
وكاذب من يقول أن هذا الشعب قام بثورته من أجل عيون ديمقراطية جوفاء وحرية فارغة المحتوى وسلام يستجديه المسؤولون من الحركات التي تقتات من العمالة وتتغذي من ثدي النضال الزائف .
كيف يهضم المواطن خطاب الحكومة حول السلام ومتطلباته بمعدة خاوية ؟ وكيف يفهم ويمارس حريته وهو في لهاث خلف لقمة العيش ؟
معاش الناس هو الهدف من أي تغيير ، فإذا فشلت الحكومة في توفير مستلزماته فلا بقاء لها .
والمطبلون والواهمون والخائفون من عودة الكيزان ويتملكهم رهاب الكيزان وعودتهم للحكم يتحججون ويبررون لهذا الفشل .
والفشل يمشي برجليه وتراه عيانا بيانا في كل زاوية وكل ركن ، لا يحتاج لمصباح لكشفه إلا لهؤلاء .
الآن ونحن ندخل في العام الثاني للثورة ، والحكومة لها أكثر من ستة شهور بالتمام والكمال لنا أن نسأل :
أين المجلس التشريعي ؟
وأين حكام الولايات المدنيين ؟
وأين الخبز ؟
وأين البنزين والجازولين ؟
وأين تصفية وتفكيك النظام الفاسد ؟
وأين استرداد الأموال المنهوبة ؟
وأين محاكمة الفسدة واللصوص والقتلة ؟
أين الشفافية في طرح قضايا البلد ؟
أين عودة المفصولين تعسفيا ؟
أين السلام الذي وعدوا به في الشهور الستة الاولى للحكومة ؟
أين الرقابة على السلع وفي الأسواق ؟
أين الرقابة على الحدود ومنافذ البلاد لمنع المهربين .
كل هذه الإسئلة لا أجابة واحدة تشفي غليل المتسائل .
وبعد ذلك قولوا لي ما هو الفشل ؟ أقول لك هو هذه الحكومة . والله المستعان .
د. زاهد زيد
الراكوبة