مقالات متنوعة

مواطن درجة ثالثة

يوم أمس كان وبكل المقاييس يوماً عاصفاً لمشاعر الأخوة المسيحيين وغيرهم من الطوائف الدينية في قاعة فندق كورنثيا، ذلك كان ضمن سمنار عن حرية الاديان والمعتقد .

السمنار كان فرصة كبيرة لإخراج الكثير من الهواء الساخن، وقد بدا واضحاً ان هنالك الكثير من الجراحات أدمت إنسانية الطوائف الدينية الاخرى من غير المسلمين .

والشاهد في الأمر ان قصصاً موجعة تم سردها من قبل الحضور اكثرها إيلاماً حينما سأل طفلٌ والده المسيحي بابا هل صحيح انا كافر … ؟؟ وحين تعجب الاب من السؤال اسرع الابن قائلاً التلاميذ في المدرسة يقولون لي يا كافر لأني مسيحي…؟؟

وطفل آخر يعايره زملاؤه بأنه ليس سودانياً لأنه غير مسلم، وهنا تدخل جدلية الهوية والدين بعمق ويسألونك ما هي مواصفات الانتماء للوطن ..؟

الملاحظ لكل المداخلات على طاولة المؤتمر يجد أنها لم تغادر مربع شعور الاخوة المسيحيين والذين كانوا الاكثر حضوراً بأنهم مصنفون في التعليم والمناهج الدراسية وعلى مستوى المجتمع وحتى النخب بأنهم مواطنون درجة ثالثة …!!

شعور مرير وغريب يخلق حالة من الاحباط والغربة الداخلية لمواطنين في بلدهم والذي يفترض انه يسع الجميع، ولكن ما لا يستطيع ان ينكره احد ان هنالك عملية غسل حدثت لأدمغة الشعب على مدى ثلاثة عقود كرست لدين الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني وليس الدين الاسلامي الذي نعرف
.
كان ذلك واضحاً وجلياً في السيطرة على المناهج الدراسية دفعةً واحدة وإعمال آلة الهدم عليها، فلم تبق ولم تزر الا فكراً واحداً واتجاهاً واحداً يقوم على فهم أنا او الطوفان .

اللافت في الامر ان احد الاخوة المسيحيين من مواليد الستينيات تحدث بحب وذكريات جميلة عن ايام الخلوة وقصص القرآن الكريم، وذلك حين كان الوطن يسع الجميع قبيل دولة الكيزان، التي اعتقد مؤسسوها ان الاسلام دخل البلاد عبر بوابة المؤتمر الوطني .

اعادة انتاج المنهج الجديد ينبغي ان تستصحب اولاً وأد الجراحات القديمة للطوائف الدينية، وما لم يكن التسامح ونشر الحب والسلام اساساً للمنهج فلا معنى لأي تعديل .

خارج السور:
سأل احد الاخوة المسيحيين لماذا لم يحدث ان كان الاول في الاساس او الشهادة السودانية مسيحياً؟ اجابه ممثل لجنة المعلمين لأن الطالب المسيحي يغيب اربعة ايام في الشهر للذهاب الى الكنيسة في الوقت الذي تستمر فيه الدراسة، فيكون مجموع ما يفقده (٢٨) يوماً دراسياً في العام الدراسي، فكيف يحرز المركز الأول؟

مطلبنا ثابت:
لا لقانون الأحوال الشخصية.
مليونية نصرة نساء السودان.
سهير عبدالرحيم

الراكوبة