هرج ومرج في مؤتمر وزير المالية وملاسنات بين مصدري الذهب
سادت حالة من المرج والهرج بالمؤتمر الصحفي الذي عقده وزير المالية بوكالة سونا ووصفه مراقبون بالفضيحة بسبب سوء التنظيم وعدم حصره على الصحفيين فقط حيث لم يتمكن سوى ثلاثة أو أربعة صحفيين فقط في الوصول الى منصة المؤتمر الصحفي لامتلاء القاعة عن آخرها بناشطين سياسيين وناشطين في وسائط التواصل الاجتماعي وساهم في الهرج والمرج انتهاز مصدري الذهب المؤتمر الصحفي لتوجيه سهام نقدهم لوزير المالية وصب جام غضبهم وبدا المؤتمر الصحفي وكأنه ساحة لتصفية صراعات المصالح وأعلنت اللجنة التمهيدية لاستعادة نقابة الصحفيين رفضها لفتح المؤتمرات الصحفية لغير الصحفيين المعنيين والممثلين لمؤسساتهم واعتبرت إن ماحدث أمس يمثل اساءة للصحفيين والحكومة وهددت اللجنة بدعوة منسوبيها لمقاطعة المؤتمرات الصحفية في حال عدم تنظيم المشاركة في المؤتمرات الصحفية فهل ستستجيب الحكومة لتلك التهديدات ؟
غضب وتماسك :
وكان من اللافت إن وزير المالية ظل متماسكا على الرغم من الاتهامات التي طالته ولم يظهر عليه الغضب ولم يستخدم نبرات حادة كما فعل رئيس لجنة السلع الاستراتجية الذي ظهرت علامات الغضب عليه وكان يتحدث في المؤتمر الصحفي وكأن كل الصحفيين المشاركين في المؤتمر أدانوا وزارة المالية قبل الاستماع الى ردها حول ما أثير ضدها
وقال وزير المالية إبراهيم البدوي في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بوكالة سونا للأنباء تمر البلاد بوضع إستثنائي ومجهوداتنا متواصلة وأي جهد انساني فيه قصور ولكننا لن نألوا جهدا ، ونوه الى ان الاقتصاد السوداني مأزوم منذ العام 2011م واعتبر أنها مثلت علامة فارقة في الاقتصاد السوداني لفقدان البلاد 95 %من إجمالي الصادرات وأكثر من 70 % والإيرادات ، وأكد ان النظام البائد بدد ثروات النفط ولم يتهيأ لانفصال الجنوب ووصف حال السودان كالمريض الذي يتناول الأدوية وتحسر البدوي على استمرار العقوبات الأمريكية وأردف للأسف مازالت العقوبات ماثلة ، ولم يتم تقديم دعم كافي للحكومة الانتقالية باستثناء الإمارات والسعودية وأثنى على دعمهما ونوه الى إن ذلك الدعم ساهم مساهمة كبيرة في توفير مدخلات الانتاج واحتياجات البلاد من القمح والأدوية وأضاف نتطلع للمزيد ولسنا من من يجحدون الدعم والعطاء ولكن نحتاج الى توفير النقد الأجنبي للمواد البترولية.
وبرر لجوء الوزارة لشركة الفاخر لجهة إن المخزون الاستراتيجي للبلاد كان لايكفي أكثر من سبعة أيام فقط وقطع بعدم وقوع الوزارة في تجاوزات بشأن ذلك لجهة إن الاتفاق الذي تم بين الشركة والمالية تم حسب قانون التعاقد والشراء الذي يسمح لوزير المالية في الظرف الاستثنائي بالعمل على التعاقد أو الشراء المباشر وزاد ليس هناك تعاقد لأنه هناك اتفاق بين بنك السودان ووزارة المالية للخروج من شراء الذهب لأنها تسببت في آثار تضخمية للعملة نتيجة لتوريد القمح والمواد البترولية وقال الوزارة تعهدت بالشراء بموارد حقيقية ولم يستطيع بنك السودان توفير 28 مليون دولار خاصة بتكلفة شحن باخرة القمح وتواصلنا مع عدة جهات لتوفير ذلك المبلغ ونفى وزير المالية وجود علاقة بينهم وبين شركة الفاخر فقط دفعت مستحقات تلك الباخرة ونوه الى إن الوزارة تواصلت بعد ذلك مع اتحاد أصحاب العمل لتوسيع مظلة شراء الذهب عن طريق موارد حقيقية وحتى يتم استخدام عائداته في استيراد القمح والموارد البترولية وأشار الى إن النظام البائد خلف متأخرات كثيرة وزاد المالية والمركزي ينفذان سياسة الدولة وتمت بموافقة من رئيس مجلس الوزراء والقضية ليست أن وزير المالية اتخذ القرار بمعزل عن الدولة ، وأعلن البدوي استعداده لتوفير المعلومات لكل من يرغب في اجراء تحقيق استقصائي.
اللجوء للقضاء :
وفي رده على الاتهامات التي طالت وزارة المالية بسبب شركة الفاخر قال الوزير كل من له تحفظات أو اتهامات على الشركة هناك نيابة عامة معروفة بنزاهتها واستقلاليتها وهناك قضاء مستقل والكل يخضع للقانون وأنا شخصيا لست فوق القانون وأي شخص يمتلك دليل يذهب لمقاضتنا واستدرك قائلا لكن اذا اعتذرنا نعتذر عن عدم قدرتنا على كبح جماح التضخم وارتفاع سعر الصرف وأكد تأثير تصريحات مدير البنك المركزي التي أعلن فيها عن تلقيه خطاب من وزير الخارجية الأمريكي يؤكد فيه رفع العقوبات وزاد نزل سعر الصرف في السوق الموازي اليوم 85 جنيه وهذا يدل على إن أي أخبار سارة تؤدي الى تخفيض سعر الصرف واعتبر إن كبح جماح التضخم مسألة تراكمية وأكد وزير المالية امتلاكهم رؤية واضحة للبرنامج الاقتصادي الذي سينقذ البلاد من وهدتها .
تبرئة ساحة المالية :
وانتقد مدير ادارة السلع الاستراتجية بوزارة المالية علي عسكوري الهجوم الذي تتعرض له الوزارة وقال المالية مفتوحة لأي شخص يبحث عن الحقيقة وليس من يبحث عن الأكاذيب والاشاعات وبرأ الوزارة من الاتهامات التي أثيرت حول وجود علاقة بينها وبين شركة الفاخر وأردف من كتبوا عن هذه القضية كتبوها من بنات أفكارهم وشكك في الغرض من ذلك وأردف دا بوريك إنو في غرض والمالية ليست جزء من صراعات تدور في السوق بين التجار ودلل على ذلك بأن عقود النفط توقعها وزارة الطاقة والنفط .
وفي رده على اتهام وزارة المالية بمنحها عقد امتياز لشركة الفاخر قال عسكوري هذا خطأ واستدل على ذلك بأن الموافقة على عقودات الشركة تمنحها إدارة المخزون الإستراتيجي في البنك الزراعي لأن الشركات الموردة تحصل على الموافقة لاستيراد القمح منه وقطع بأن وزارة المالية ليس لديها اتفاق مع شركة الفاخر وأكد أنها كغيرها من الشركات الأخرى التي منحت الموافقة على تصدير الذهب واستغلال حصائله في استيراد القمح والوقود وكشف عن وجود شركات كثيرة تعمل بذات الطريقة .
صوت لوم للاعلام :
ووجه عسكوري صوت لوم للإعلاميين وخاطبهم قائلا (المؤسف مافي صحفي واحد جاء للوزارة ليستفسر عن ما أثير بشأن شركة الفاخر).
وحاصر عدد من المشاركين في المؤتمر الصحفي مدير ادارة السلع الاستراتجية بالمالية وقاطعوا دفوعاته عن الوزارة وطالبوه بالكشف عن أسماء الشركات التي تعمل في تصدير الذهب بخلاف شركة الفاخر وتحفظ على الكشف عن أسماء تلك الشركات واكتفى بقوله لدينا تعاقدات مع مطاحن الدقيق
ترويج الأشاعات :
ورفض عدد من المشاركيين تحفظات عسكوري عن الكشف عن هوية الشركات الأخرى المصدرة للذهب ورد عليهم مؤكدا بأن شركة الفاخر لاتحتكر تصدير الذهب وردد للمرة الثانية هناك شركات وتم انشاء آلية ورد على أحد المعترضين إذا كنت لاتريد أن تصدق فهذا شأنك وهناك قائمة طويلة من الإجراءات وأي شركة تستوفي مطلوبات تصدير الذهب يسمح لها بذلك وكشف عن تحديد عشرة كيلو ذهب كحد أدنى للشركات التي يسمح لها بالعمل في تصدير الذهب وزاد نحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن أي شركة ، وهناك من يقوم بترويج الإشاعات
مضاربات ومافيا :
وقلل وزير المالية ابراهيم البدوي من الانتقادات التي وجهت لمحافظ البنك المركزي على خلفية تصريحاته الأخيرة وقال ( مجرد خبر علق عليه المحافظ وعاد ليقر بعدم صدور قرار جديد فيما يختص بالعقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد وأضاف ( ماعملنا شيء حتى الآن وأوردت الخبر لأدلل ان السوق الموازي فيه مضاربات شأن أي سوق موازي هناك مضاربات ومافيا تعمل فيه وعاد ليؤكد إن سبب ارتفاع الدولار ناتج عن سياسات خاطئة ورفض اتهام الحكومة بأنها ضللت الشعب وذكر لانسعى للتضليل لكن اذا كان للخبر تأثير ايجابي مفروض دا يسر كل الشعب السوداني )
أيلولة الشركات الأمنية :
وفيما يتعلق بالاجراءات التي اتخذتها الحكومة الانتقالية للحد من تهريب الذهب عبر المطار كشف عن وضع الأجهزة الأمنية خطة محكمة لمنع حدوث ذلك ولفت الى إن السياسات الجديدة تهدف للحد من التهريب فضلا عن أن المنشور الأخير الخاص بتنظيم تصدير الذهب سيشجع القطاع الخاص ويجعله يتأكد من أن الحكومة لديها مصداقية وسياساتها ثابتة وتوقع أن يتم التعامل في التحويلات عبر القنوات الرسمية واعتبر ان ذلك مسألة وقت فقط وأعلن وزير المالية عن اعتزامه عقد مؤتمر صحفي بالتنسيق مع منظومة الصناعات الدفاعية للكشف عن توصلهم الى تفاهمات بناءة مع وزير الدفاع والصناعة سيتم بموجبها ضمان ولاية المالية على الشركات المدنية التابعة للأمن وأكد على موافقة جهاز المخابرات على أيلولة شركة الكتلة الذهبية للمالية حتى تساهم في تطوير قطاع التعدين دون أن يؤثر ذلك على نشاط القطاع الخاص، وحول الصناعات العسكرية قال وزير المالية من حق الجيش أن يكون له صناعة وهذا فخر وعز لنا).
سرية وكتمان :
وفي رده على سؤال حول الأموال المنهوبة قال البدوي تمكنت لجنة ازالة التمكين من استرداد حوالي 29 قطعة في كافوري ومركز تجاري وتم التوافق على انشاء دلالة محكمة لتسيلها واستخدامها في حساب خاص لتحسين أداء الموازنة.
وأوضح إن الأموال المنهوبة في الخارج مسؤولية وزارة العدل والنائب العام وأكد على ضرورة احاطة ملف الأموال بالخارج بالسرية والكتمان حتى تتمكن الحكومة من تحقيق الاجراءات الخاصة بالدول التي تتواجد تلك الأموال فيها.
ونفى وزير المالية تراجع الوزارة عن بورصة الذهب وأكد شروعها في دراسة التجربتين الأثيوبية والكينية.
وفي رده على المداخلات قال مدير إدارة السلع الاستراتجية بوزارة المالية هناك أزمة حقيقية لم تبدأ مع الحكومة الانتقالية لأن الذهب كان محتكرا للمركزي وشركات الامتياز.
وجدد عسكوري رفضه للشكوك التي اثيرت حول طريقة اختيار شركة الفاخر وقال ( عشان نعمل عطاء نحتاج الى 30 يوم وماممكن نقول للشعب السوداني أمشوا نوموا لحدي ماننفذ العطاء وماعندنا غتغتة أو حاجة داسنها ) وأعلن استعداده لمساعدة من يريد مقاضاة الوزارة بتهمة الفساد وأردف من يريد أن يحرك اجراءات لدى النائب العام بديهو عربيتي عشان يمشي بيها).
وقطع بأن وزارة المالية لن تسمح بإشانة سمعة منسوبيها وهدد باتخاذ الاجراءات القانونية ضد أي شخص يقوم بذلك.
ملاسنات بين المصدرين:
وتسبب طلب مدير ادارة السلع الاستراتجية ممثل تجار الذهب هيثم تبيدي تقديم شهادته في وقوع ملاسنات بينه وبين الرئيس السابق لشعبة الذهب وأكد تبيدي إن تصدير الذهب أصبح متاحا ونوه الى إن ذلك سيتم في الفترة القادمة عبر الشعبة ولن يكون هناك أي استثناء.
اتهامات الاحتكار :
وخاطب الرئيس السابق لشعبة الذهب عبد المنعم الصديق وزير المالية قائلا اجتمعنا معك قبل شركة الفاخر وبعد مرور يومين أو ثلاثة أيام وافقت على طلب الفاخر، ونوه الى إن شركة الفاخر ليست من ضمن الشركات العاملة في مجال الذهب ولم تكن عضوة في الشعبة وأردف اذا رجع لنا الوزير نحنا 40 شركة كنا سنوفر له مبلغ 28 مليون دولار خلال ساعتين فقط واتهم وزير المالية باحتكار تصدير الذهب للفاخر وأكد رفضهم لذلك ووصفها بالفاشلة ودلل على ذلك بأنها عجزت عن تخفيض سعر الدولار وتساءل هل سيتم ابعاد الشركة عن الذهب أم ستستمر وحذر من أن الدولار سيصل الى الدولار الى 200 جنيه وزاد الفاخر تربح في القمح والوقود لذلك الدولار يمكن أن يقفز الى أكثر من 150 جنيه لأن الذهب هو الذي يحدد سعر العملة وأكد ان من عملوا بالتصدير لم ينالوا حصيلة الصادر.
ونفى وزير المالية ما أثير حول شروعه في صيانة منزله بمبلغ 5 مليار جنيه وقال (مازلت أسكن في منزلي الخاص ولم استلم منزلا من الحكومة حتى الآن حتى أقوم بصيانته بهذا المبلغ).
وفي رده على القيادي الاسلامي عمار محمد آدم الذي طالبه بتقديم استقالته بسبب أنه من حملة الجوازات الأجنبية ولفشله في ادارة الوزارة قال وزير المالية ليس لدي أي جواز سوى جوازي السوداني، ولست حريصاً على البقاء في هذا المنصب والذي يدفعني للخروج ليس مثل هذه العبارات واذا رأى أصحاب الحق الذين جاءوا بي الى الوزارة سأغادر وأكد التزامه بالديمقراطية وليس اقصاء من يمارس العنف اللفظي.
الوقوف المفاجئ :
ورأى الوزير إن الاقتصاد استبيح وذكر كثيرين نصبوا أنفسهم خبراء ، ونوه الى إن الوقوف المفاجئ أدى الى تجريف رأس المال الاقتصادي منذ العام 2011م ولم تتم أي معالجات وجدد التزامه بالحوار المجتمعي ووصف الميزانية الحالية بأنها مقيدة وليس فيها سياسات واسعة لمعالجة أزمة الاقتصاد الكلي وأردف سنصل خلال أسبوع أو أسبوعين الى توافق في الحوار المجتمعي وأكد تمسكه بمعالجة التشوهات في الأجور.
تبادل الاتهامات :
وفي السياق وصف مدير الإدارة العامة للديون بوزارة المالية علاء الدين محي الدين الحديث حول أن وزارة المالية احتكرت تصدير الذهب لشركة الفاخر بأنه غير دقيق ونوه الى إن السماح لها بذلك تم بعد حوار طويل تم فيه التوافق على اجراءات كفيلة بتوفير المناخ الجيد لتصدير الذهب وأوضح أن التصدير حصري على الشركات ذات الشخصية الاعتبارية وأكد
أن الشركة تنطبق عليها جميع الشروط الواقعة على الشركات التي تستورد المواد البترولية وقاطعه رئيس شعبة الذهب السابق (بتاخد فائدة والمالية احتكرت الذهب للفاخر) و دفع ذلك ممثل الغرفة التجارية هيثم تبيدي لاقتلاع فرصة واتهم عبد المنعم بأنه تسبب في تعطيل تصدير الذهب لتعطيل تكوين الشعبة بسبب تدوينه بلاغ ضده و بدوره نهض عبد المنعم وأمره بالصمت بحجة أنه لايمتلك سجل تجاري وتصاعدت حدة التوتر في المؤتمر الصحفي بين مصدري الذهب وكادت أن تصل حد الاشتباك بالأيدي مما دفع وكالة سونا الى انهاء المؤتمر الصحفي.
رصد: سعاد الخضر
الخرطوم: (موقع صحيفة الجريدة)