والصحفيون ماذنبهم !!
موجة غضب واسعة طالت قبيلة الصحفيين عقب المؤتمر الصحفي الذي عقده الدكتور ابراهيم البدوي وزير المالية وللأسف جرف تيارها كثير من أصحاب الوعي والعلم الذين كنا نظن وبعض الظن (غلطة) انهم لا يمكن أن يختلط عليهم الفهم والتفسير والتفريق مابين الصحفي وغيره من العامة، وطفح كيل الشتائم في منصات التواصل الإجتماعية على الصحفيين وتداولت بعض المواقع عبارات السخرية منهم.
وللأسف بعض هذه المواقع الإلكترونية لم يعرفها الناس ومازاد متابعيها و( لايكاتها ) إلا بأخبار الصحف تنتظر ادارتها شروق الشمس بفارغ الصبر حتى تخرج الصحف التي يعمل فيها الصحفي ليل نهار وهو يبحث عن المعلومة والخبر ويلاحق المصدر ويذهب الى مكاتب المسؤولين ليأتي ويكتب ويصيغ خبرا بجهده وخبرته وصاحب الموقع (الفاشل او الكسول) كل ما يقوم به ( كوبي بست ) وبعض المواقع الإلكترونية تتجرأ بأكثر من ذلك وتسرق جهده بعد ان تحذف اسمه وتنسب الخبر لها دون حياء او تجعله يتيماً لكي يرجع نسبه لها في عملية ( حرمنة ) واضحة تحدث يومياً دون حسيب او رقيب او ان خبر الصحفي تجده في صفحة ناشط يحصد به آلاف المتابعين والمعجبين وعندما تصل صفحته الى ١٥ الف او أقل اول مايكتبه يكيل الشتائم الى صحفي او صاحبة الجلالة بكلمات لا تشبهها ولا تليق بها وبتاريخها.
وماذنب الصحفي ان تمت دعوته لمؤتمر صحفي بوكالة انباء عمرها عشرات السنين ولكنها لم تستفد من خبرتها وتجربتها الطويلة لتجعل ابواب المؤتمر مشرعة لكل من هب ودبَ مؤتمر اجتمع فيه الصحفي بالناشط وتاجر الذهب والسمسار و ( الجايي ساكت ) ليصبح أشبه بحوش الخليفة في ليلة المولد وضاع الصحفي في حلبة الصراع التي لم يفرق فيها بين الجاني والمجنى عليه ضرباً وتعدياً وان كثيراً من الزملاء الصحفيين كانت لهم أسئلة للسيد الوزير لم يستطيعوا طرحها لأن المؤتمر تم احتلاله بالكامل من قوة مدججة لاتعرف طريقاً لالقاء السؤال والحوار والنقاش إلا( بالبنية )
لتبقى سونا واجهة إعلامية ومنبراً لايصلح لمثل هكذا مؤامرات يتابعها العالم كله وتنقل فعالياتها قنوات عربية وعالمية وقبل ان نغفر لها الخطأ الذي صاحب بيان رئيس مجلس الوزراء وكيف قدمته بطريقة مخجلة لاتليق به وبشخصيته ومنصبه أتت وعادت لتكرر ذات الخطأ بطريقة أفظع ليس لتشويه صورة وزير المالية وحسب ولكن لتشويه صورة الصحافة تلك الصورة التي ظلت محترمة طوال عمرها ومسيرتها ترفع شعار الرأي والرأي الآخر لم يكن لديها مشكلة مع من خالفها الرأي كيف لا وهي التي نصت قوانينها وعرفها على (حق الرد) وان يفسح الكاتب زاويته ومساحته لكل من يتضرر من كتابته وله ان يقول فيها مايشاء مهنة بهذه المثالية حاشا ان يكون فيها الاعتداء بالأيدي فهي لا تحمل سلاحاً إلا القلم ولا تعرف طريقاً للحجة الا بالحرف والكلمة لتأتي سونا بتصرفاتها الحمقاء تفتح عليها أبواب الشتم والسخرية من الذين هم اقصر من قامتها بكثير.
والسؤال هل سونا ستحاسب وتعاقب وتعفي الذين نظموا هذا المؤتمر مثلما فعلت في خطاب رئيس مجلس الوزراء ام ان التعدي على الصحافة وسمعتها ليس كالتعدي على المسؤولين؟!
طيف أخير:
وعلمني السُقوطُ ببئرِ نفسي.. بأن الماءَ في الأعماقِ أحلى
صباح محمد الحسن
الجريدة