مقالات متنوعة

ثم ماذا بعد محاولة إغتيال رئيس مجلس وزراء الثورة؟ – (3/3)


أما وقد حدث الأسوأ بمحاولة إغتيال د. عبد الله حمدوك رئيس الوزراء فإنه قد بات واضحا أن أعداء الثورة قد تجاوزوا كل الخطوط الحمراء و لم يبق أمام الجميع حكومةً و شعباً إلا الوقوف بحزم للدفاع عن الثورة و العمل الجاد على تحقيق كل مبادئها من حرية و سلام و عدالة على أرض الواقع. و عليه فقد بات من الضروري على السيد رئيس الوزراء إتخاذ بعض التدابير العاجلة منها على سبيل المثال:

1- إعادة النظر في التشكيل الوزاري و الطواقم المساعدة الأخرى بما يخدم هذه المرحلة المفصلية و يحقق تطلعات الشعب في رؤية نظام سياسي و خدمي محترم يلبي أهداف و طموحات الفترة الإنتقالية.

2- تكملة هياكل السلطة للمرحلة الإنتقالية و ذلك بتعيين حكام الولايات. إن الحكم الفيدرالي كما نصت عليه الوثيقة الدستورية لا يتحقق إلا بتعيين حكام الولايات المدنيين. إنّ تأخير تعيين حكام الولايات قد أفسح المجال واسعاً أمام النظام البائد في أن يُبقي على جميع أقاليم السودان تحت حكم منسوبيه من جنرالات الجيش و لا يزال التمكين سيد الموقف على الرغم من مرور قرابة العام على ثورة الشعب. إن تعيين السلطة المدنية في الأقاليم من شأنه أن يرفع الكثير من العبء عن السلطة المدنية المركزية و يوطّد سلطة الشعب على جميع أنحاء السودان و يؤكّد مدنية الحكم.

3- تعيين المجلس التشريعي الذي يدرك الجميع أهمية في هذه المرحلة. فمن شأن المجلس التشريعي إصلاح التشوهات التي صاحبت الوثيقة الدستورية بملئ الفراغ التشريعي الذي حال دون إطلاق يد السلطة التنفيذية في ولايتها على أهم المرافق السيادية متمثلةً في وزارة الدفاع، البنك المركزي، الإتصالات و السياسة الخارجية. لم يعد من الحكمة الإنتظار أكثر مراعاة لما ستسفر عنه مفاوضات السلام في جوبا التي لا يدرى أحد متى ستنتهي و ماذا ستكون عليه مخرجاتها.

4- حل آلية معالجة الوضع الإقتصادي تماماً و إرجاع أمر معالجة الإقتصاد للسلطة التنفيذية. لقد كان لأمر إسناد معالجة الحالة الإقتصادية لجهات ليس فقط من خارج الحكومة التنفيذية و لكنّها أيضاً لا علاقة لها بالإقتصاد، وقعاً سيئاً و محبطاً على المواطنين. فأمر الإسناد كان واضحاً منه تهميش الحكومة المدنية و إظهارها بمظهر العاجز عن القيام بالدور المطلوب. إن الوقت مناسب الآن لحل آلية معالجة الوضع الإقتصادي تماماً و إرجاع أمر معالجة الإقتصاد للسلطة التنفيذية.

ختاما، إن موقف الدكتورة منى كواحدة من كنداكات السودان و هي تواجه تعرض موكب رئيس الوزراء للتفجير الغادر بشجاعة و رباطة جأش يملؤنا فخراً و عزاً و يجعلنا أكثر تمسكاً و إيماناً بمستقبل هذا الوطن الغالي و يؤكّد بأنه لا عودة للوراء مهما كانت التضحيات. لهذا ندعو السيد رئيس مجلس وزراء الثورة و حكومته أن يمضوا موفّقين دون تردد في ممارسة السلطة كاملة بتفويض من الشعب تحت ظل القانون.

ملحوظة:
و نتيجةً للرفض الكامل الذي قوبل به تكوين آليّة معالجة الوضع الإقتصادي فقد جرى بعض التعديل في هيكل رئاستة الآليّة لإمتصاص الغضب الشعبي. بيد أنّ ذلك كلّه غير كافٍ و الحلّ يكمن في الحلّ و إسناد أمر معالجة الوضع الإقتصادي إلى المؤتمر الإقتصادي الذي يجب أن ينعقد في أسرع وقت ممكن.
م/ التجاني محمد صالح

الراكوبة