تجهيز سجن لعزل المصابين بفايروس كورونا
في ظل تفشي ” فايروس كورونا “، لم يعد السجن مكاناً للمُجرمين والمتهمين المحكومين بأحكام قضائية فقط، فمن المتوقع أن يتحول سجن منطقة ” دقريس”، (13) ك/م غربي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، مركزاً لعزل كل المُشبته بإصابتهم بفايروس ” كورونا ” بالولاية إذا ما اكتمل تجهيزه كأحد الخيارات الأخيرة المقترح اللجوء إليها كمركز لعزل المُصابين .
ويقول مزمل آدم أحمد، مدير الطوارئ ومكافحة الأوبئة بولاية جنوب دارفور لـ(اليوم التالي)، إن الوضع الصحي بالولاية حتى الآن مستقر ولم تُسجل الولاية إى حالة إصابة إلا أنها تحسباً للمرض وضعت خطة طوارئ، لمنع وصول أو انتشار المرض. وأضاف في حديثة أمس (الأحد)، أن هناك رقابة محكمة على مطار نيالا الدولى كبوابة للمدينة حيث تتوفر فيه الإجراءات الصحية الكشفية للمواطنين القادمين والمسافرين من وإلى الخرطوم. وأشار إلى وجود جهازين لقياس درجة الحرارة عن بعد في المطار .
و ارتفاع درجة حرارة جسم المسافر في مطار نيالا إلى أعلى من (38) درجة قد تكون سبباً في حجزه للتقصي والإجابة على أسئله الفحص الأولى، مشيراً إلى أن المدينة لا يتوفر بها معمل مرجعي مجهز لإثبات ما إذا كان الشخص مصاباً أم لا، وبحسب الخطة الموضوعة من السلطات الصحية هناك فأن جميع ركاب الطائرات التى تهبط في مدرج مطار المدينة وتقلع منه بمن فيهم الأطقم يخضعون للفحص، قبل السماح لهم بالدخول أو الإقلاع. وبحسب مدير الطوارئ ومكافحة الأوبئة أن السلطات الصحية تقوم بأخذ العينات من المريض إذا تم الاشتباه في إصابته بالفايروس و إرسالها إلى معمل “إستاك” بالخرطوم لكونه المعمل الوحيد الذي وفرت فيه منظمة الصحة العالمية جهازاً لفحص عينات المشتبه بإصابتهم بعدوى الفايروس، وهنا لابد من الإشارة إلى أن عدد رحلات الطيران إلى مدينة نيالا غير منتظمة وهي (4) رحلات في الأسبوع ما قد يؤخر إرسال العينات من الولاية لمعمل إستاك في الخرطوم .
ونسبة لمتاخمة جنوب دارفور لعدد من دول الجوار، فإن حدود الولاية تقع ضمن خطة الطوارئ الاحترازية التي تنفذها حكومة الولاية وفقا لما أشار إليه مدير الطوارئ والأوبئة بوزارة الصحة الولائية. وكشف مزمل عن زيارات تفقدية إلى مناطق أم دافوق، الردوم، كفيه كنجي، كفن دبي بالإضافة لمواقع التنقيب عن الذهب بغرض توعية المواطنين وتوزيع النشرات التوعوية للتعرف على الإصابة وكيفيه التبليغ بها، إلى جانب تنوير للأطقم الطبية بمنطقة الردوم أم دافوق والمديرين التنفيذيين بمناطق التعدين.
ويشير مزمل إلى أنه لا توجد تحديات يمكن أن تعيق عمل السلطات الصحية بولاية جنوب دارفور، بيد أنه نوه إلى عدم توفر الميزانيات لتدريب الكوادر وطباعة النشرات والرسائل التوعوية لافتًا إلى أن ذلك يشكل هاجساً تأمل إدارة الطوارئ في إزالته عاجلاً ، وتكتفي إدارة الطوارئ والأوبئة في مدينة نيالا بالعمل وفقًا لماهو متاح من وسائل توعوية وتدريبية ( إذاعة، تلفزيون محلى، واتساب، فيسبوك)، فمن خلال هذه الوسائط تنشر الإرشادات الصحية والوقائية والتعريفية بالفايروس .
وبحسب ما توصلت إليه (اليوم التالي) من معلومات، من المتوقع أن يعقد اجتماع مع إدارات الصحة وشُركائها في اللجنة التنسيقية للاستجابة للوباء بقاعة وزارة الصحة اليوم (الاثنين) لبحث الجهود الممكن بذلها في الفترة القادمة لمنع وصول الوباء ومكافحته حال سجلت الولاية حالة إصابة به، ونسبة للكثافة السكانية الكبيرة ومحاددة الولاية عدداً من دول الجوار، تبقى حاجة إدارة الطوارئ إلى مزيد من أجهزة فحص وقياس درجة الحرارة عن بعد ضمن الضروريات الواجب على وزارة الصحة العمل على توفيرها وإرسالها للولاية. وطبقا لإدارة الطوارئ لتأمين ومنع دخول الفايروس عبر حدود الولاية فأن مناطق السنطة، الردوم، أم دافوق، كاس، مدخل الفاشر بحاجة لأن تزود بأجهزة قياس الحرارة ، مما يجعل حاجة الولاية إلى أجهزة قياس الحرارة تزيد عن (5) أجهزة الآن، بخلاف الجهازين في مطار المدينة.
فيما يتعلق بأفراد بعثة قوات حفظ السلام ” يوناميد” وعددهم (41) فرداً وصلوا إلى نيالا الاسبوع الماضي، قال مزمل إنهم يخضعون للحجر الصحي بمعسكر القوات بمحلية كأس، وأضاف أنهم ملتزمون بإجراءات الحجر الصحي ولم يخرجوا من العزل منذ تاريخ وصولهم الولاية لأداء أي مهمة. و أوضح أنه خلال الـ(10) الأيام الماضية أجريت لهم (4) فحوصات لقياس درجة الحرارة، وأشار الى أن درجات حرارتهم حتى الان عادية و أعلى درجة حرارة كانت(36.9) ، لافتاً إلى أنه سيسمح لهم بمزاوله مهامهم بعد انتهاء مده الحجر الصحي حال لم تسجل درجات حرارتهم في الفحوصات لاحقاً درجة أعلى مشيراً إلى أن إدارة الطوارئ والأوبئة بالولاية على تواصل يومي معهم.
الخرطوم ــ المقداد سليمان
صحيفة ( اليوم التالى)