مقالات متنوعة

الجزء الملئ من الكوب

خبر صغير في الاسافير ..35 سائحا ايطاليا ..انتهت تأشيرة دخولهم لاثيوبيا لكنهم رفضوا السفر وصاروا مهاجرين غير شرعيين في قارة أفريقيا ..كذلك رشحت أنباء عن تجديد جمهورية الصومال لتأشيرة 21 سائح اوربي كانوا على وشك المغادرة لكنهم خافوا على انفسهم من الوباء ففضلوا المكوث بمقديشو ..سبحان من له الدوام ..الدنيا دوارة وكل دور اذا ماتم ينقلب ..صارت افريقيا مطلبا في حد ذاتها وكل هذا من تحت رأس الفيروس الصغير الذي لا يرى بالعين المجردة ..(كورونا سرها باتع).
المتأمل لمسيرة الفايروس ..وضراوته في الحقبة القصيرة الماضية ..نجده قد أعمل سيفه في اوربا والدول المتقدمة ..ذات الطقس البارد ..وسبحان الله تلك التي تملك التجهيزات والتامينات الصحية العالية ..وكان سيفه ( حنينا ) علينا حتى تاريخه ..لكن ليس هذا مقصدي ..فذلك لا يعني بأي حال من الأحوال الاستهانة بقوة الوباء ..او التهاون في تجهيزات التصدي له …لكن مقصدي ان حالة العزل التي فرضها الفيروس على العالم ..ستعيد ترتيب الكثير من الاشياء وسيميز الخبيث من الطيب وسيكون البقاء للاصلح ..والاصلح هنا هو ذلك الذي يملك الموارد الطبيعية ولا يحتاج للآخرين ..
هل وصلت فكرتي ؟ الفيروس ينتقل بالاشياء والاسطح اكثر من الهواء ..وحركة التنقل بين البلاد توقفت للاشخاص وقريبا ستتوقف عمليات الشحن خاصة من الدول الموبؤة مثل الصين ودول شرق آسيا ..مما يعني بالضرورة اعتماد كل بلد على مواردها الذاتية ..لذلك نقولها عالية ..ركزوا في ورقكم يا جماعة ..ازرعوا تلك الاراضي الخالية ..ضاعفوا من انتاج الثروة الحيوانية ..انتجوا بكثافة وادعموا المنتج المحلي ..سيأتي يوم لا نجد فيه غيره .
لا تزال بلادنا خارج منطقة الخطر ..ويمكننا بشئ من الجد والتزام التعليمات خلال الايام القادمة ..قفل المداخل والمخارج ..التزام البيوت ..منع التجمعات.. اتباع تعلميات النظافة..كل هذه الخطوات ستقلل من انتشار الفيروس وربما نستطيع التخلص منه نهائيا ..وفي المقابل نستطيع الاستفادة من فترة العزل هذه في الانتاج والتركيز على ورقنا والاستفادة من التكاتف والنفير الذي ينتظم البلد هذه الايام في الانتاج ؟ هل من الممكن هذا؟
اذكر انني قرأت قصة تحكي عن ملك يهوى تربية الطيور ..كان له طائر يقف على غصن طوال الوقت ..ويبدو عليه أنه يخشى الطيران ..كانت كل الطيور تحلق من حوله وهو يكتفي بالمشاهدة ولا يشاركها ..استشار الملك عدة أطباء لكنهم لم يستطيعوا حث الطائر على التحليق ..حتى عرض احد المزارعين خدماته على الملك ..وبعد يوم فقط شاهد الملك الطائر يحلق عاليا في السماء ..سأل الملك المزارع متعجبا (كيف استطعت حمله على الطيران ؟)..رد المزارع ببساطة (كسرت الغصن الذي كان يقف عليه) ..
هل تفعل الكورونا مافعله المزارع وتكسر الغصن وتجعلنا نحلق عاليا ؟؟ ليس ذلك على الله ببعيد ..حفظ الله البلاد والعباد جميعا.

ناهد قرناص
الجريدة