حظر التجوال في السودان ما بين خطر الوباء وضيق العيش
لم تكن شوارع الخرطوم الرئيسة مزدحمة كالمعتاد في هذا اليوم بعد أن اتخذت الحكومة السودانية حزمة من الإجراءات والتحوطات الاحترازية لمجابهة تفشي فيروس كرونا بالبلاد؛ حيث بدأت بإغلاق المعابر الجوية والبحرية والنهرية والبرية واعطاء الإجازات الجزئية لبعض المؤسسات حتى وصلت أخيرا إلى حظر السفر بين الولايات المختلفة، وفرض حظر التجوال الذي بدأ تطبيقه مساء اليوم منذ الساعة الثامنة مساء حتى الساعة السادسة من صباح يوم الغد.
وقد يتذمر البعض من فرض حظر التجوال لتأثيره على أوضاعهم المعيشية، مع تخوف البعض من تفشي الوباء إن لم يلتزم المواطنون بتطبيق التحوطات التي فرضتها الحكومة، فالمعادلة أصبحت صعبة عليهم؛ بين خطر الجائحة القاتلة وضيق العيش. وطالب البعض بوضع البدائل المعيشية لهم وتقديم المساعدات، بينما أكد البعض أهمية الإجراءات وضرورة الحظر حتى لا تتفشى الجائحة بالبلاد.
ذكرت الطالبة منتهى مجدي أن “فرض حظر التجوال جاء في وقت مناسب، كنا ننتظر أن يكون في الفترة النهارية بدل الفترة المسائية، لأن أغلب المواطنين يتحركون في النهار وتقل الحركة في الليل.”
وأضافت قائلة: “إن السلطات لم تتأخر في الإجراء لأن السودان لم يصل مرحلة تفشي (الجائحة) بعد.”
مواطنة (س) من الخرطوم فضلت حجب اسمها قالت إن حظر التجوال يؤثر على الناحية الاقتصادية لهم (لأن معيشتنا اليومية في الصينية دي) و قالت ان الناس يحتاجون لوسائل أخرى لتأمين المعيشة اليومية.
مضيفة أن مدة الحظر لأسبوعين طويلة بالنسبة لهم، وناشدت السلطات بإيجاد البديل لهم (لأن المعيشة صعبة).
وقال أحمد فتح الرحمن عثمان، سائق ركشة، وهو طالب: إن قرار حظر التجول صدر في وقت مناسب، وكان يترقب القرار من قبل فترة، مشيرا إلى أن هنالك دولا كبرى تعاني من تفشي المرض، وأضاف أن النواحي السلبية في القرار تأثيره على النواحي الاقتصادية؛ لأغلب العاملين بالفترة المسائية كسائقي الركشات وغيرهم، وتساءل هل هنالك عقوبات على خرق الحظر في الضرورة، وهل توجد مساءلة قانونية لخرق التجوال، وأكد أن التحوطات من تفشي المرض أثرت (على الشغل اليومي) وقال يجب أن نكون جادين ونتخذ الإجراءات المناسبة خلال الفترة المعينة لحظر التجوال.
وذكرت فاطمة عبد الرحمن جديد؛ عاملة أن حظر التجوال يؤثر بصورة كبيرة على المعاش اليومي لهم، موضحة صعوبة الوضع الاقتصادي لهم، وطالبت بوضع حلول وتقديم المساعدات الضرورية لهم من أجل المعاش؛ خلال فترة الحظر (دي معيشتي في الصينية دي)، وقالت نحن خائفين من المرض؛ لكن الظروف الاقتصادية صعبة جدا.
واوضحت موظفة بمطعم شموخ النيل بشارع النيل؛ أن الحظر يؤثر على الشريحة العاملة بالمطعم في فترة المساء، وهي الأكثر تضررا بالقرار لأنها تعمل من الساعة الرابعة الى الثانية عشرة مساء خاصة من الناحية الاقتصادية (حيقل المرتب الى النص).
وقالت إن وقت الحظر غير مناسب، وجاء في وقت غير مناسب، والناس تستقبل في هذا الوقت شهر رمضان ( والشهر ده المصاريف كتيرة وأغلب الناس بتجمع القروش في الوقت ده” لكي تسافر في رمضان إلى أهلها في الأقاليم، وأشارت إلى أن وقت التجوال وحظر السفر غير مناسب؛ لأن وقت السفر ضيق لا يمكن من الاستعداد للسفر من الناحية الاقتصادية، وقالت لو أن القرار مد الى فترة أطول من ذلك لتمكن المواطنون من التجهيز للسفر .
وأوضح عدد من المواطنين أن حظر التجول من الساعة الثامنة الى الساعة السادسة صباحا اتخذ من أجل سلامة وصحة الموطنين وهى “عملية جميلة”، وقالوا لابد أن يعمل الجميع به، وأن الالتزام بالحظر مادام محدد بفترة زمنية، “ولنكون مع العالم في وضع الإجراءات السليمة”.
مواطن – لم يذكر اسمه – تمنى السلامة والصحة للسودان، والشفاء للمرضى، وقال إن الحركة بالنهار عادية وتوجد زحمة في المواصلات والشارع والمتاجر مفتوحة، مشيرا الى أهمية أن يكون حظر التجوال من الصباح الى المساء من أجل أن يحفظ كل إنسان نفسه ويحفظ الآخرين من المرض، وقال إن السودان بلد مترامي الأطراف يجب وضع الإجراءات اللازمة.
المواطن أيمن محمد؛ قال إن فيروس كرونا خطير ومعد، ولابد من أخذ التحوطات اللازمة ومنعه من التفشي .
المواطن محمد صلاح الرشيد سيد احمد؛ قال إن حظر التجوال سوف يؤثر على معيشة الشعب السوداني، وقال إن الوضع بالنسبة للمطاعم التي يعمل بها سيكون صعبا، مشيرا الى أن الوقاية خير من العلاج، وأن يحافظ كل مواطن على نفسه، وأن التحوطات من تفشي المرض أثر على النواحي الاقتصادية للمواطنين؛ لارتباطهم بعمل اليوم باليوم ورأيي أن الحظر يجب أن يكون بالنهار.
استطلاع: هند الأمين
الخرطوم 24-3-2020م(سونا)