مقالات متنوعة

سفاهة شيخ


السفه نقيض الحلم، وهو سرعة الغضب والطيش والسب الفاحش، والسفه يكون في الأمور الدينية والدنيوية، والسفيه هو ذلك الإنسان ناقص العقل، الذي يتجرأ على الآخرين أولاً بالشتم المقذع، ويتهجم بلا سبب، وربما بالضرب، ويطلق الكلام القبيح بسهولة، وعطفا على هذه التعريفات المتفق عليها للسفيه، فلن نكون مخطئين ولا مغالين اذا أطلقنا على خطيب مسجد عمر بن الخطاب بحي الشاطئ بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور وصف السفيه لاطلاقه من على منبر الجمعة عبارة بذيئة وفالتة سب بها الاطباء نترفع عن ذكرها هنا، وما يزيد سفاهته كيل سفاهة أنه شيخ كبير، وهي سفاهة لا حلم بعدها ولا برؤ منها كما قال الشاعر (ان سفاه الشيخ لا حلم بعده)، فمثل هذا الشيخ السفيه يكون قد اكتسب سفاهته منذ صباه فصارت من صميم طبعه اللئيم وكلامه الفاحش الذي لا فكاك له منه في شيخوخته، ومن شب على شئ شاب عليه، ومن لؤم هذا الشيخ الفاحش انه كان أيضاً يحرض الناس ضد الاجراءات الاحترازية التي اعلنتها الدولة للوقاية من وباء كورونا المميت، بل ويدعوهم لكسرها وعدم العمل بها، وحسنا فعلت وزارة الشؤون الدينية والاوقاف بأن حركت ضده عدة بلاغات، شملت الاساءة للأطباء وسبهم ومخالفة توجيهات الحكومة وقرارات الجهات المختصة وإثارة الفتن..
وما أتاه هذا الشيخ فالت اللسان يفتح ملف ائمة ودعاة من أمثاله، ما فتئوا يمارسوا على الناس الخرمجة والسواطة، تجد الواحد منهم يفتي ويصرح ويصرخ في أي شيء وكل أمر حتى ولو كان حظه فيه كمثل حظه في الفيزياء النووية، يسوط الواحد منهم ويهرج ويخرمج في أعقد القضايا، ولو سألته عن أيسر وأسهل ما فيها لوقف وقفة حمار الشيخ في العقبة ولحار جواباً، ولو سئل هذا الشيخ بذئ العبارة عن مدى علمه ب(كورونا) لحسبها أنثى (الكورو) والكورو لمن يشكل عليهم الاسم هو القرد، وبعض آخر من خطباء خبط العشواء هؤلاء جعلوا من منابر المساجد وخطب الجمعة حكراً لاشخاصهم. يستغلونها لاغراضهم الشخصية ، يبثون من خلالها افكارهم السياسية الخاصة ويروجون لها ويكيلون الشتائم لما عداها . حتى وان كانت تنطلق من مشكاة الاسلام، يثيرون النعرات المذهبية والحزبية. بل وجعل منها بعضهم منابر لتصفية الحسابات والخصومات، فلم تعد بذلك دوراً للعبادة والتنوير والهداية، وانما مكاتب للتعبئة السياسية والحزبية ، الامر الذي يفقدها روحانيتها وسموها وقدسية رسالتها وتحولها من مراكز للاشعاع الى منصات للتخويف والتخوين والتهديد وبث اسباب الفرقة والخلاف والتحريض ونشر الفتنة والاساءة، يسيئون استخدام هذه المنابر التي يفترض انها للمسلمين جميعاً على اختلاف مذاهبهم واختلافاتهم التي هي رحمة..فلابد والحال هذا ان تتدارك وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مثل هذه التفلتات والانفلاتات وتضع حدا لها قبل ان تستفحل مثل هذه الطبزات وتنتشر لغة الازقة والحواري داخل المساجد وتتحاوز كل الحدود..

حيدر المكاشفي
الجريدة