رأي ومقالات

كلب البدوي !


• يُروى أن سائق عربة أجرة “تكسي” كان يخاف على سيارته من السرقة أو الإتلاف حيث أنها تمثل مصدر رزقه الوحيد ، كان يحرص على مراجعة زيوتها ووقودها وقيادتها بوعي وإنتباه مع الحرص على إيقافها في الظل نهاراً و”تنفيس القزاز” وغسلها بنفسه وعدم السماح لغيره بقيادتها مهما تكن الظروف لعلمه بالآثار الضارة لذلك .
• كان الرجل يحرس السيارة بنفسه ليلاً ونهاراً ، عينه لا تغيب عنها حتى في الليل ، نومه متقطع بسببها ، وليس في منزله “قرّاش” أو مكان داخل “الحوش” ليدخلها فيه ، ولما تعب وأُرهِق من ذلك نصحه أحد أصدقائه بشراء كلب حراسة فاشتراه من أحد البدو في الصحراء ، ومن يومها وهو مطمئن مرتاح حيث يقوم الكلب بالمهمة .
• صباح أحد الأيام خرج الرجل لبدء عمله اليومي فلم يجد السيارة ، فحزن جدا وذهب وأبلغ الشرطة ، جاء معه المتحري الى المنزل حيث رأى المنزل والمكان الذي كانت تقف فيه السيارة ، ورأى الكلب ، فسأل المتحري صاحب السيارة : هل هذا الكلب كلبك ؟ قال نعم ، هل ربيته منذ صغره أم إشتريته كبيراً ؟ قال إشتريته كبيراً من بدوي يسكن في الصحراء في المكان كذا “وصف له المكان” .
• وعده المتحري خيراً وذهب ، ومن القسم أخذ سيارة الى بيت البدوي في الصحراء فوجد السيارة المسروقة ، ألقى القبض على البدوي وجاء به الى القسم ومعه السيارة “المعروضات” ثم إتصل على “التكاسي” وأخبره وبشره بالعثور على سيارته وطلب منه الحضور لإستلامها ، حضر صاحب السيارة الى القسم فرحا مستغرباً .
• سأل الرجل المتحري : كيف عثرت على سيارتي المسروقة بهذه السرعة القياسية ؟ قال المتحري : البدوي الذي باعك الكلب هو من جاء وسرق سيارتك دون أن ينبح فيه الكلب أو يتحرش به أو يعضه لأنه هو من رباه وسعاه وسقاه وعلفه وسمّنه ! باعك الكلب وأصبح كلبك شكلياً لكن ولاؤه بقي لسيده الأول ، فالكلب مهما تنقل وترقى فإنه يبقى وفياُ لأولياء نعمته ومن ربوه وعلموه ورعوه .
• حكمة والله وحكاية .

محمد بيدي
كلب أزرق – (الدار)
٢٥ مارس ٢٠٢٠م


‫2 تعليقات

  1. انت يعني قاصد ناس الحيكومة ولا شنو يا اللخو ؟؟ ما تقولا عدييييل بتلفلف مالك … لكن صراحة تنطبق جدا علي الارزقية الضيعوا البلد .. لعنة الله عليهم

  2. يا عارف
    البدوي هو نظام الكيزان و قيس على كدا المقصود منو.