مقالات متنوعة

متي تبدأ محاكمة جماعة “الإنقاذ”؟


تمر الأيام والشهور وقريباً السنوات ولا نسمع عن محاكمة من اجرموا في حق الشعب السوداني خلال حكم النظام البائد (ثلاثون عاماً من القتل والتعذيب والاغتصاب والسرقة)!

المهزلة بدات بتقديم راس النظام لمحكمة في قضية غسيل اموال!!!

هل يعقل ان تبدأ محاكمة من سرق البلاد كلها بقضية هكذا؟ غسيل اموال ام غسيل دولة باكملها؟؟ هذه بداية مضيعة الوقت والمماطلة يا ايها القائمين علي العدل في بلادنا!

في كل الدنيا لم نسمع بمن سرقوا السلطة بالانقلابات ومارسوا الحكم الدكتاتوري يحاكمون بسرقة المال قبل البت في امر سرقة السلطة!!

نعم رجعنا للمسائلة حول الانقلاب كما يقول النائب العام، لكن هل يعقل ان يستغرق التحري حول هذا الموضوع كل هذا الوقت؟ هل أنكرت أصلا قيادة الجبهة القومية الاسلامية انقلابها في ٣٠ يونيو ١٩٨٩؟ هذا واقع حدث فعلا وموثق توثيق بين بالصورة والصوت والممارسة!! وعدد الشهود علي ذلك كل سكان الارض، وليس الأربعين مليون سوداني فقط!! هل تريد سلطتنا القضائية احضار شهود والمجرم معترف بارتكاب الجرم؟؟ ماذا يريدون فعلا ان لم تكن المماطلة ومضيعة الوقت؟ وهل يطمع المجرمون وحماتهم في كسب الزمن؟ هل يفكرون في سقوط الحكم الانتقالي او انتهاء فترته للإفلات من العقاب؟؟ ليعلم الكل بان هذا لن يحدث وان مرت علي هذة المماطلة قرون من الزمن!! هذا موءكد لان لهذا الشعب ذاكرة وارادة وللشهداء امهات وآباء وأسر، وفوق كل ذلك لهم رب يحميهم وينصفهم وهو القادر علي احقاق الحق وهو الحق جل وعلي.

لذلك لا يوجد مبرر لضياع هذا الزمن الطويل. نعم هناك جراءم كثيرة ارتكبت ولكن لماذا لا نبدأ بالجريمة الأولي، الكبري، ثم ناتي للجرائم الاخري؟

وهناك ايضا جراءم بينة اخري لماذا لا يبدأ ألَفصل فيها؟ جراءم قتل الشهيد مجدي محجوب محمد احمد والطيار جرجس وضباط ٢٩ رمضان وجرائم الإبادة الجماعية في دارفور. هذة جراءم موثقة “وغير منكورة أصلاً “.!! لم تتأجل؟ كذلك هنالك جراءم حيازة أراضي الدولة، لماذا تتأخر؟ لماذا لا تبدأ محاكمة من امتلك عشرات القطع في “منطقة كفوري” المميزة؟ وذلك موثق في سجلات الاراضي الكترونيا!! وكذلك مزارع شرق النيل والنيل الأبيض، علما بان من استحوذوا. علي هذة الاراضي لم يكونوا من الاثرياء او رجال الاعمال قبل انقلاب الجبهة الاسلامية المشئوم.

علي القائمين علي النظام القضائي الإدراك بان هذا الشعب قد يصبر لبعض الوقت علي هذا التاخير غير المبرر فيما يخص محاكمة قيادات انقلاب الجبهة القومية الاسلامية في ٣٠ يونيو ١٩٨٩ ومحاكمة الذين اجرموا في حق الشعب السوداني خلال الثلاثين عاماً الماضية، ولكنه لن يقبل بإضاعة الوقت ولن يسكت علي التلكؤ الذي يمارس الان.

لا يطالب احد بالتشفي، بل علي العكس المطلب هو ان تتم محاكمات شفافة وعادلة، ولكن يجب ان يعلم الجميع ان زمن الافلات من العقاب قد ولي دون رجعة. وفي القتل قصاص، قالها أولياء الدم،

والشعب أيضاً قالها داوية “لا نقبل الدية”.

اللهم قونا علي تحمل الصبر والهم جهازنا القضائي القدرة علي احقاق الحق. وألهمهم اليقين والادراك بان للصبر حدود وان مقدرات البلاد ودماء الشهداء لن تضيع هدراً مهما طال الزمن.

تحركوا قبل ان تقلع الطائرة!!

الحسن النذير

الراكوبة