مقالات متنوعة

المقاومة ووكر الكيزان (2) !!


واهم من يظن أن ماحدث في الإجتماع الذي داهمته لجان المقاومة هو مجرد تعدي على الخصوصية ومحضر الإجتماع كشف ماهو أكبر من هذه التبريرات الواهية ، فهو لم يكن الأول من نوعه وقد تمت عدة اجتماعات في ذات المكان وان ماسُجل وقُرر في نهايته هو تخطيط كبير بدأت ملامحه تظهر على السطح بصورة جلية، مباشرة وغير مباشرة ، ولندلف الى بقية توصياته وأهمها (تشتيت الطاقات والصفوف عبر ارباك المشهد العام ، اشعال الصراعات بين لجان المقاومة وزعزعة الثقة بينهم وقحت ،وغرس الافكار السالبة والمخاوف منهم ، استقطاب لجان المقاومة عبر الدعم المادي وزعزعة العضوية ، تمرير الخطاب عبر المؤسسات الدينية لمواجهة قحت ،العمل على تلميع قيادات الصف الثاني والكوادر الشبابية عبر إحتضان الثورة واحتوائها وحمل شعاراتها والتغلغل في صفوفها ، تسليط الضوء على الإعلام لكسب التأثير الشعبي في فشل حكومة قحت عبر الكتائب الإكترونية ، إلهاء الرأي العام بتصوير كم كبير من الشائعات والنقد المتواصل لحكومة قحت ، التركيز على الناشطين في الأحياء من لجان المقاومة واغتيال شخصياتهم إعلامياً).
وتوقفنا بالأمس في واحدة من توصيات الإجتماع وهي (ضرورة التواصل مع الشرطة والأمن والقوات المسلحة عبر قياداتها ، ان كان في تنفيذ المخطط الداخلي او الخارجي للتواصل مع الدول الخارجية الداعمة وشددت التوصية على ان لا يتم ذلك إلا عبر القيادات العليا وان يكون في سرية تامة، وهذا يؤكد ان هذه الإجتماعات تتم بمباركة واضحة من قيادات عليا وان التواصل معها لم يكن إجراء أولي انما شئ طبيعي ومعتاد درجت عليه المجموعة ، وهذا يكشف مايجري تحت الجسر من مخططات لقتل الثورة ليس من قبل الفلول وحسب وانما من جهات عليا تشارك في الحكم الآن ستأخذ بذريعة فشل قحت، التي جففت لها المنابع قصداً لتأتي هذه الجهات وتبسط أطروحاتها (السحرية) لإنقاذ الموقف اقتصادياً، ومعلوم ان كل المفاتيح بيدها وان الحال يمكن ان يتغيير بين ليلة وضحاها وان فرضنا ان المكون العسكري يضع يده مع الفلول لطرح حكومة عسكرية بمشاركة البعض من عناصر قحت وموافقتهم وان هذا المخطط يريد ان يقدم البرهان رئيساً على طريقة (سيسيه) نجحت في مصر ولكن هل يتوهمون نجاحها في السودان وهل الشارع السوداني والثورة السودانية تنسف بمثل هذه المخططات فدعهم يبنوا أحلامهم وأوهامهم ويخسروا أموالا طائلة ولتستعيد الثورة صفوفها عبر لجان مقاومتها للخروج من جديد لنسف كل مايبنوه في موكب واحد ومثلما استفادوا من هذا الجو الصحي وركوده لابد ان تستفيد المقاومة أيضا من هذه الفرصة بالرغم من اختلاف الأهداف والمقاصد وليكون الفضاء الإسفيري هو المنبر الرئيسي لاستعادة صفوف الثورة لاجهاض كل هذه المخططات
فكل ماذكر في المحضر المكشوف يعني ان المقاومة الآن تشكل بعبعاً كبيراً للفلول ومن يساندهم من العسكر لأنه وماذكرت توصية الا وذكرت لجان المقاومة وهذا سبب واضح يجب ان يجعل لجان المقاومة اكثر وحدة وثباتا وتكاتفاً وتشبثاً بمبادئهم لأن كل المخطط الخارجي والداخلي لا هدف له سوى قتل الثورة باطلاق رصاصة على قلبها النابض ( لجان المقاومة ).
فالثورة لا تموت ، فهي ليست الأصم في استقالته من التجمع ، ولا في عمل فارس نور مستشاراً لحميدتي ، ولا في شراء الاقلام الرخيصة المفروشة على قارعة طريق المبادئ، ولا في مخطط دعم اجهزة اعلام الفلول واضعاف الأصوات الداعمة لها ، ولا في شراء حتى اقلام الثورة التي دعمتها في البداية وتحولت اليوم بهجومها على حمدوك وحكومته ، الثورة ليست في قحت من باع منها ومن رفض ، الثورة في الشارع ، ومن يستطيع شراء الشارع، فليتقدم .
طيف أخير : خليك بالبيت

صباح محمد الحسن
الجريدة