رأي ومقالات

مدماك في صرح الوطن رسائل إلى حمدوك


مدماك في صرح الوطن رسائل إلى حمدوك ….1

سيدي الرئيس:

ليست لدي فذلكة أو مقدمة لابدأ بها رسالتي هذه … إنما الج إلى الموضوع مباشرة بجملة من خطابك الأخير إلى الشعب السوداني بأن السودان يمر بظروف اقتصادية غاية في الصعوبة .نعم هذه الصعوبات الاقتصادية ورثناها من النظام السابق ، لكنه من المخجل أن تستمر إلى ما يقارب العام من نجاح ثورتنا المجيدة .
هناك مبالغ ضخمة نهدرها فيما يسمى بالدعم الحكومي على المواد الاستهلاكية . للأسف هذه المبالغ يستفيد منها تجار المؤتمرالوطني بالتعاون مع بعض الموظفين الفاسدين و أظن حتى هؤلاء يتبعون لهم . هذه الأموال و الأرباح التي تتحقق يستخدمونها في أنشطة هامشية مدمرة للاقتصاد هي الأخرى و تعمل على رفع قيمة الدولار ….

إذن باستمرار هذا الدعم لن تنجلي الأزمة . حتى لو جمع الشعب مليارات الدولارات ، فحفرة الدعم ستبتلع أي أموال تجمع ، و كلها تصب في بطون التماسيح ، و يظل المواطن البسيط يلهث خلف رغيفة أو خلف المواصلات و تتوقف انشطة الإنتاج لأن المواطن مشغول بالصفوف.

سيدي الرئيس :
صباح اليوم اتصل بي صديق من ولاية النيل الأزرق و الحسرة بادية في صوته بسبب عدم وجود وقود لتحريك الشاحنات لترحيل محاصيلهم البستانية من الموز و المانجو و التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من النضج و التساقط من الأشجار ، فإن لم يتوفر الوقود و الترحيل خلال اسبوع من اليوم فإن محاصيلهم ستكون هشيما ينشر الذباب و الأمراض و الفقر في المنطقة بدلا عن تصديرها و جلب الدولار الذي اعيانا ارتفاع سعره … حصة هؤلاء المنتجين من البترول يتوزعها مجموعة من التجار و يبيعونها في السوق الأسود و يحققون بها أرباحا فاحشة . لكنهم يدمرون الإنتاج ، و صديقي و أهله سيكونون عرضة للدائنين لعدم سداد ديونهم. واجبة السداد . هذه واحدة فقط من مئات المساوي للدعم على الاقتصاد .
ضرر آخر على السودان أن مافيا الجشع بدأت تجر شباب لجان المقاومة إلى مستنقع الفساد ، يدفعون لهم أموالا باهظة كي يديروا وجوههم عما يتم تحت الترابيز. . و هؤلاء سيتحولون قريبا إلى كيان آخرون بعد أن تتسع ثيابهم بالمال الحرام . فالكوزنة سلوك و ليس أشخاص .

سيدي الرئيس :

كل المواطنيين باتوا اليوم مقتنعين بضرر الدعم على الاستهلاك و يترقبون قرارا شجاعا من سيادتكم بتحرير كل السلع و توجيه الأموال إلى دعم الإنتاج بتوفير التقاوي المحسنة و الاسمدة و توفير مياه الري و استيراد الحاصدات بواسطة البنوك . هذه الإجراءات و القرارات ستجعل المواطن داعما للدولة بدلا أن كان مستجديا لها، يضيع وقته في صفوف الخبز و الوقود ، هذا الأمر سيؤتي اكله خلال عام واحد أو اثنان ، و ستعبر بلادنا إلى بر الأمان .

سيدي الرئيس
كل ما نخشاه اليوم هو انهيار بلادنا لتكون نهبا للعصابات بأنفلات الأمن نتيجة التردي الاقتصادي ، و وقتها يكون قد فات الأوان لأي علاج أو رفع الدعم . لا زالت الفرصة أمامك لتستمتع إلى أصوات جديدة توجهك إلى موضع الألم بعيدا عن أصحاب (كلو تمام سعادتك) ، و أصحاب شكرا حمدوك .

انا و حتما معي كثيرون سنهتف لك و ندافع عن قراراتك عندما تسد ثقرات هدم الاقتصاد و البلاد برفع الدعم …

سيدي الرئيس :
ستتعالى مجموعة من الأصوات النشاز بمجرد أن تعلن نيتك لرفع الدعم ، لكن لا تهتم بها لانها لا تنظر أبعد من مصالحها الآنية و التي تخشى كسادها . فأول درجات الإصلاح الاقتصادي هي سد ماسورة التسريب . بعدها سنتعافى و تتعافى بلادنا …
كل يوم يمر في وجود هذا الدعم يغني مزيدا من الدمار و مزيدا من انسداد الأفق لإيجاد مخرج آمن لبلادنا . فقد أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من الطوفان .
كل ما نخشاه اليوم هو مغامرة عسكرية فاشلة للاستحواذ على السلطة مما يدخل بلادنا في نفق مظلم . مما يئد أحلامنا بسودان حر ديمقراطي . سودان الحرية و السلام و العدالة …
الفرصة لا زالت بيدك لإيجاد الحلول الناجعة و سنقف معك و نساندك و نشد من ازرك ، و سنصطبر على العلاج مهما كان قاسيا ما دمنا نعرف أننا نسير في الطريق الصحيح . فعدم الشفافية كانت أكبر مشاكلنا مع الإنقاذ . و الآن في عهد الثورة لا زلنا نستبشر خيرا بأن غد أفضل ، و حتما سنبني بلادنا . للأسف هناك العديد ممن حولك يحاولون كبت أصواتنا الناقدة للمسيرة حتى لا تصل إليك ، بعضهم يكبت أصوات الآخرين عن قصد لاستمرار مصالحهم ، و آخرين يكبتونها نتيجة لعواطف و احلام التغيير و العبور ، ظانيين أن هذه الأصوات تصب في مصالح أعداء الثورة … ولا يدرون أن بناء الدول و الأمم لا تبنى بالعواطف و الأحلام ، إنما بالتخطيط السليم و العمل المضني الجاد ، و الشعب جاهز للعمل الجاد أن وجد التخطيط السليم . و الكرة الآن في ملعبك و الخيار لك ان تكون شجاعا و تبني لنفسك تمثالا من الماس في كتب التاريخ و تعبر بنا إلى رحاب أوسع ، أو أن تشيع باللعنات كمن سبقك و تغطس حجرنا .

نواصل
Salim Alamin


‫3 تعليقات

  1. والله انت بتناجي ليك في زول عديم الفائدة. ولاحياة لمن تندادي..

  2. كلامك خطة لإنقاذ حياة السودانيين وحفظ ماء وجه الحكومة وتأكيد للاستمرارية والنجاح ،،، دا كلام من عقل كبير ودى أفكار ناضجة مستنيرة، أى كلمة تحتوى على دلالة واضحة (سد ماسورة التسريب) (مافية الجشع بدأت تجر شباب لجان المقاومة إلى مستنقع الفساد) والملاحظ كل الناشطين والخبراء مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي لا يرون جوانب إيجابية ولا تحسن طفيف حتى في الأوضاع ،،ودا مؤشر قياس حقيقي لحمدوك ومن معه حول الإعتراف بالفشل فى إدارة البلاد!!!!السؤال لحمدوك :في مسيرتك المهنية خارج السودان بالمنظمات والبنك الدولي نفذت مشاريع ساعدت في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستقرار لدول لا بأس بها!!!! لم تكن الشخص التنفيذي المنقذ وكنت موظفاً والآن رئيس مجلس وزراء هل غلب عليك طابع المزاج السوداني المعروف؟ أم لم تتوفق في فك الارتباط بين الواقع والخارطة الذهنية لدولة تبلغ مليون ميل مربع؟؟؟؟

  3. الصرف الان صعب شديد طيب لما يرفعو الدعم ح يبقى كيف اي حاجه ح تزيد
    الحل في 1/كل زول يتقي ربنا ومايستغل اخوه والبيلقوه بيهرب يكون عقوبته الموت ولا غير
    2/كل الاسر بقت مستهلكه ومافي اسر منتجه زي زمان لازم الناس تخفف شويه من صرفها وتوفر احتياجاتها من اللبن ومنتجاته والبيض واللخم وبعض الخضر في البيت بالطرق الكانت زمان
    3/ محاربت الفساد في كل ماسساته دي الحفره الحقيقيه البتبلع
    4/واهم حاجه انو يتولى امرنا من هم اهل له دون محاصصات علي اساس الكفاءه وبس
    والله المستعان