رأي ومقالات

هل من انقلاب قادم في السودان ؟


تبدو فرص تنفيذ محاولة انقلابية في هذا التوقيت أشبة بالعملية الانتحارية!! .. الفرص تكاد تكون صفرية .. والنتيجة الحتمية لأي محاولة انقلابية هي (الدماء) و(الأشلاء).. ليس من سبيل لإذاعة بيان يفند واقع مأساوي .. أو يبشر بمستقبل جديد.

المؤسسة العسكرية نفسها لم تعد لديها القابلية لتقبل محاولة انقلابية .. رغم حب العسكر لروح المغامرة، ورغم حب السلطة وشهوتها .. لكن الجزم باستحالة وقوع انقلاب، قد يعتبره البعض محاولة منا للتضليل .. وأن إمكانية الانقلاب واردة وبشكل كبير.
الشاهد أن أي ضابط كبير أو صغير يمكن أن يغامر .. لكن مربط الفرس في مدى فرص نجاح الانقلاب! .. لم يعد للشارع قابلية أو حماسة للانفعال مع الانقلابات .. دعكم من تأييدها ومباركتها .. منذ نهاية حقبة الإنقاذ تغيرت قواعد اللعبة وبشكل كبير .. وتغير الحال تماماً عن ماكان عليه في السابق.

نجاح أي انقلاب يتطلب توفر عاملين .. التأييد الدولي والمباركة الشعبية .. المجتمع الدولي منذ سنوات طويلة كفر بالانقلابات .. لا أذكر أن صاحب بزة عسكرية يحظى بدعم وتأييد دوليين .. حتى مساع ومحاولات الليبي خليفة حفتر لم تؤت أكلها رغم تأييد واشنطن له .. ورغم اختلاف الحسابات التي جعلت حفتر حاضراً في المشهد الليبي عقب إطاحة ومقتل العقيد القذافي.

الأمر الثاني وهو تأييد الشارع للانقلابات وهو العامل الحاسم، ولا أعتقد أن الشارع الذي تم تعبئته ضد العسكر يمكن أن يقبل بعسكر جدد .. بعد سعي جهات لترسيخ مفهوم المدنية .. ورفض تمدد العسكر في مساحات المدنيين على ملعب السلطة.

لكن هناك حالة واحدة فقط، يمكن معها أن يحدث انقلاب، وهو أن تسوء الأوضاع الاقتصادية أكثر مما هو عليه .. وأن تعجز الحكومة عن إدارة شؤون الدولة وتقوم هي – أي الحكومة – بعملية أشبة بالتنازل عن الحكم .. وتسليم السلطة.

وفي هذه الحالة حتى تضمن المؤسسة العسكرية صد أى محاولة انقضاض من أي جهة .. تقوم بتنفيذ انقلاب .. وترتب لوضع جديد .
لكن بعيداً عن تنفيذ انقلاب لنقف عند الجهات التي يمكن أن تنفذ تلك العملية .. أي قوة سياسية بمقدورها تحريك العسكر أو التعاون معهم .. في إحداث انقلاب.

الجهة الوحيدة التي لا يمكن أن تزيح الستار عن وجهها أو تعلن تنفيذها لانقلاب .. وإن فعلت فلن تجد مؤيدين لها داخل المؤسسة العسكرية .. هي الحركة الإسلامية .. لا أحد بالجيش يمكن أن يتحالف في هذا التوقيت مع الإسلاميين.

وليس بمقدور الإسلاميين إيصال انقلاب عسكري إلى درجة النجاح.. على الأقل في الوقت الراهن .. حتى ولو حاولوا التخفي من وراء ستار كما فعلوا ، عند تنفيذهم انقلاب 1989م .. وذهاب زعيمهم الراحل د. حسن الترابي إلى السجن حبيساً، وقائدهم العسكري عمر البشير إلى القصر رئيساً.

في كل مرة تخرج جهة وتعلن عن اعتزام الإسلاميين الانقلاب على الحكومة الانتقالية .. فهل ينقلب على الحكومة أبناؤها ولو بذريعة قطع الطريق أمام الإسلاميين ؟.

أسامة عبد الماجد


‫2 تعليقات

  1. لكن هناك حالة واحدة فقط، يمكن معها أن يحدث انقلاب، وهو أن تسوء الأوضاع الاقتصادية أكثر مما هو عليه .. وأن تعجز الحكومة عن إدارة شؤون الدولة وتقوم هي – أي الحكومة – بعملية أشبة بالتنازل عن الحكم .. وتسليم السلطة
    بالله عليكم دا كلام اكتبو صحفي مبتدئ .. من اين لك هذا التحليل الخرف … صدقني اكثر وانسب فترة لحدوث تغيير هذه اللحظة لهوان الحكومة والضائقة المعيشية والتردي الخدمي من كل المناحي …قال عندما تسوء الاوضاع الاقتصادية … ؟؟؟؟؟ الراجل ده واعي وهو يكتب ولا مستهبل … اسوأ من كده كيف يعني ؟؟؟ ورينا يا فاهم زمانك … ولا شكلك ما فاعم شنو اقتصاد ؟؟ تكون فاكر بنظمو الاتحاد العام ناس شداد وبرقو وميرفت ولا شنو فهمك

  2. طيب يا ريت تقول الكلام دا للقحاتة عشان يشوفوا شغلهم ويهتموا بمعاش الناس ويبطلوا استخدام شماعة الكيزان . لأنوا الناس ملت سماع هذه الاسطوانة المشروخة