مقالات متنوعة

بعد عام من اطاحته بمذلة: غندور يتعهد بمواصلة “النضال!!


١- عودة الي خبر نشر قبل عامين في عدة صحف محلية واجنبية ـ وتحديدآ في يوم ١٩/ ابريل ٢٠١٨- وجاء في سياقه:
(قالت وكالة السودان للأنباء الخميس إن قرارا جمهوريا صدر بإعفاء وزير الخارجية من منصبه.وقالت الوكالة “أصدر المشير عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية مساء اليوم قرارا جمهوريا أعفى بموجبه بروفيسور إبراهيم أحمد غندور من منصبه كوزير للخارجية”. وكان غندور تقدم باستقالته من منصبه في يناير الماضي، من دون أن يوضح سبب قراره، لكن الرئاسة لم توافق على طلبه آنذاك. ودق غندور، ناقوس الخطر جراء الوضع الذي تعيشه البعثات الدبلوماسية بالخارج، وقال إنها “لم تتلقى رواتبها ولم تسدد إيجارات مقار البعثات لمدة سبعة اشهر”.وأوضح غندور، خلال تقديمه بياناً للبرلمان حول مستجدات السياسة الخارجية الأربعاء، أن عدد من الدبلوماسيين أخطروا وزارة الخارجية رغبتهم العودة للبلاد بسبب الظروف التي يعيشونها وأسرهم، وقال إن مستحقات البعثات الدبلوماسية بالخارج حوالي عن “30” مليون دولار. وعبر غندور عن أسفه الحديث حول هذا الأمر أمام البرلمان، وأضاف: “أنا بأسف أعلن هذا الكلام أمام الملأ لكن اضطرتني الظروف”، وقال الوزير إن وزارة الخارجية تعمل في ظروف بالغة التعقيد. واستنجد الوزير بالبرلمان لحل القضية مع بنك السودان، وتابع: “أنا بستنجد بالبرلمان للتدخل لحل المسألة، لأن وزارة الخارجية قامت بما يليها من إجراءات كاملة لكن المسألة الآن لدى بنك السودان”.).- انتهي الخبر –

٢- اطاحة إبراهيم أحمد غندور من منصبه كوزير للخارجية لم تكن كغيرها من الاطاحات السابقة التي عرفناها من قبل، فقد درجت العادة عند الرئيس السابق المشير/ جعفر النميري ومن بعده الرئيس المخلوع، ان كانت كل الاطاحات خلال سنوات حكمهم قد تمت بدون ذكر الاسباب، بل حتي العزل، والاعفاءات، والطرد من الخدمة، والاحالة للصالح العام ، تمت ايضآ بقرارات جمهورية خلت من اي معلومة ولو في سطر واحد عن الاسباب.

٣- اطاحة إبراهيم أحمد غندور من منصبه كوزير للخارجية جاءت بعد ثورة غضب عارمة من البشير، الذي لم يعجبه تصرف غندور واستنجاده بالبرلمان لحل القضية الشائكة مع بنك السودان، وان غندور عبرعن أسفه للحال المزري في وزارته، وان غندور اعلن صراحة انه لم يكن من حل اخر امامه الا ان يعرض الوضع الحرج أمام البرلمان، وأضاف: “أنا بأسف أعلن هذا الكلام أمام الملأ لكن اضطرتني الظروف”، وقال الوزير إن وزارة الخارجية تعمل في ظروف بالغة التعقيد.

٤- وخلافآ للعادة منذ (٢٩) عامآ مضت، عرف الشعب لاول مرة لماذا تمت الاطاحة، حتي وان لم يجي ذكر التفاصيل في القرار الجمهوري، بعد اقل من يوم واحد من وقوف غندور في البرلمان جاءت الاطاحة بصورة غير لائقة لشخص قيادي كبير في المؤتمر الوطني، قدم الكثير للنظام، ودافع عنه في المحافل الدولية طوال سنوات عمله بوزارة الخارجية، واثناء عمله كرئيس لإتحاد عمال نقابات السودان، ورئيس لإتحاد عمال أفريقيا.

٥- في كثير من المرات، قام البشير باجراء تعيينات في مناصب عليا بالدولة لشخصيات سبق ان طالها سيف العزل والطرد من الخدمة، فهناك مثلآ تعيين الفريق/ محمد عطا بعد اطاحته من منصبه في جهازالأمن في سفارة السودان في واشنطن، وتعيين مصطفى عثمان إسماعيل سفيراً للسودان بجنيف، وصلاح قوش مديرآ لجهاز الأمن عام ٢٠١٨، وتعمد البشير عدم تعيين إبراهيم غندور في اي منصب وزاري او حزبي بعد الاطاحة به، وظل غندور شخصية قيادية سابقة مهملة حتي سقوط النظام.

٦- كنت اتوقع بعد ما لحق بغندور من ظلم شديد، وتجاهل الحزب الذي خدمه، ان ينأي بعيدآ عن السياسة ويتفرغ للتدريس في كلية طب الاسنان بجامعة الخرطوم، ان يتبرأ من ماضيه، ويعتذر للمواطنين مثلما تبرأ واعتذر اللواء/ عبدالرحمن المهدي، ومن بعده الدكتور/ اسماعيل الحاج موسي، ولكنا فوجئنا بما لم يكن في الحسبان، ان غندور قد ظهر فجأة في الساحة السياسية بعد طول سبات، وصرح في الصحف انه بصدد اعادة حزب المؤتمر الوطني المنحل ليحتل مكانه مجددآ!!

٧- وليت غندور اكتفي فقط بالتصريح حول اعادة الحزب، بل راح بهمة دافقة يشن الهجوم وراء الهجوم علي كل من ندد بعودة الحزب المقبور، ادلي بتصريحات كثيرة ومتنوعة في محاولة لاثبات ان حزب المؤتمر موجود وعنده جماهير عريضة، اخر تصريحاته كانت بتاريخ يوم السبت – ١٨/ أبريل 2020 (نفس يوم الاطاحة به عام ٢٠١٨)، ونشر في موقع “كوش نيوز” تحت عنوان (غندور: نحن لن نتوقف في مواصلة رسالة حزبنا).
وجاء في سياقه:( أعلن رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول إبراهيم غندور، عن إيقاف صفحة حزب المؤتمر الوطني الرسمية من قبل شهر ونصف من خلال شركة الفيسبوك، نسبة للبلاغات المتواصلة عليها بعد تجاوزها اكثر من 35 الف متابع. وقال غندور على صفحته الرسمية (الفيس بوك) بحسب صحيفة السوداني، إنهم خاطبوا شركة فيسبوك بخطاب رسمي، ووعدت الشركة بإرجاع الصفحة بعد اكمال دورة الإجراءات لديها. وأضاف: “نحن لن نتوقف في مواصلة رسالة حزبنا”، لذلك تم انشاء صفحةجديدة لتكون الصفحة الرسمية للحزب وعندما يتم استراجع الصفحة السابقة سيتم دمج الصفحتين.).

٨-
في مثل هذا اليوم ١٨/ ابريل من عام ٢٠١٨، غادر غندور السلطة بصورة مهينة ومذلة، ولكنه قرر مع الاسف الشديد العودة مجددآ للساحة السياسة بنفس شكل وملامح النظام البائد المرفوض من قبل (٤٣) مليون سوداني، مع الاسف، ان غندور مازال يعتمد في اعادة الحزب القديم علي من نبذهم الشعب، وعلي شخصيات مكروهة وممقوتة من الجميع، علي الفارين من السودان الذين اتخذوا من تركيا ملاذآ لهم ويعادون من هناك توجهات السودان الجديد.

٩- لن تنجح مساعي غندور في اعادة حزب المؤتمر مرة اخري، ونعرف ان هدفه من اعادة الحزب هو ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة عسي ان يكون رئيسآ للبلاد، ولكنه نسي هناك اقتراح ما زال تحت البحث، انه لا فرصة لاي قيادي سابق في حزب المؤتمر المنحل الترشيح في الانتخابات القادمة.

١٠- واخيرآ، اود ان اسال غندور، ان كان له علاقة بالخبر ادناه؟!!:
المخلوع يمنح “32” ألف جواز دبلوماسي لأشخاص بينهم شيوخ خلاوي
– 2020-04-14 – مصدر الخبر/ جريدة “التيار”-
(كشف وزير الدولة بالخارجية؛ عمر قمر الدين عن منح نظام المخلوع الجواز الدبلوماسي لـ(32) ألف بينهم شيوخ خلاوي، وقال قمر الدين في حوار مع “التيار” يُنشر غداً إن لجنة مكلفة بمراجعة الجوازات الدبلوماسية، حصرت عدد المستحقين للجواز الدبلوماسي وبلغ (3) آلاف. وأضاف أن اللجنة المختصة بهذا الملف دفعت بمقترح إلغاء الجواز الحالي وإعادة تصميمه وتعديل اللائحة الخاصة بمنحه، وتابع؛ لا يزال تفكيك التمكين داخل الوزارة مستمراً، وقد نكتفي بقائمة الإحالات الأولى مؤكداً وجود عناصر تعيق العمل داخل الوزارة. وفي سياق آخر قال قمر الدين إن الخرطوم وواشنطن في مرحلة اعتماد السفراء بعد قرار الترفيع الدبلوماسي بين البلدين، مؤكداً إرسال الخرطوم أوراق اعتماد سفيرها لدى واشنطن قبل نحو شهر.).

بكري الصائغ
الراكوبة