مقالات متنوعة

في انتظار الانفجار


بعد ثلاثة أيام من إجراءات تطبيق الحظر الشامل التي اتخذتها الحكومة لمنع انتشار وباء كورونا بدت لي كل تلك التحوطات والإجراءات في ظل استهتار المواطن وتكدس الناس في صفوف الخبز والغاز بدت لي بلاقيمة وغير ذات جدوى، الحكومة راهنت على وعي الناس وشعورهم بخطر الوباء القاتل، وقد خسرت الرهان بامتياز.

صحيح هناك تقصير كبير جداً من الحكومة التي عجزت تماماً عن توفير الدقيق للمخابز، كما فشلت في توفير الغاز، وقد كان هناك اعترافاً صريحاً من وزير الاعلام، الناطق الرسمي، لكن هل تقصير الحكومة يبرر استهتار المواطن بالوباء القاتل وإلقاء نفسه وأهل بيته ووطنه في التهلكة.

في المخابز تتطاول وتتلاحم صفوف المواطنين، إي والله تلاحم بالأجساد والأنفاس مع قليل من “الكحة” الخجولة المكتومة، والعطس المكبوت، ولاكمامات ولامسافات للوقاية ولاتحوطات ولاحذر، وحالات الوباء ماضية في تصاعد، وتوقعات بانفجار الوضع الصحي بصورة لن يتخيلها احد، وأما شعبنا البطل ولا على بالو.

هذا الاستهتار تجده بالمخابز وأماكن بيع الغاز، وفي المساجد، لذلك استطيع القول وفقا لمشاهداتي أن الرغيف والغاز هزما كل تحوطات الحكومة لمنع انتشار الفيروس القاتل اللعين، الحكومة فعلت ما تستطيعه، فيفعل المواطن ما يستطيعه فالأمر ليس معاندة وركوب راس، دا موت أحمر بالجملة.

من يقول أن السبب في هذا الازدحام الذي يجوز لي أن أسميه الانتحار هو تقصير الحكومة وقلة حيلتها، نقول له صحيح انت محق لكن هل يبرر تقصير الحكومة الانتحار بهذه الطريقة خاصة وأن هناك خيارات وان كانت صعبة فهي افضل من جلب الموت لك ولاسرتك وشعبك ووطنك بهذه الطريقة المتخلف ، وهناك ألف طريقة للتباعد بين الناس وتجنب الزحام بالمخابز.

في منطقة مجاورة للحي الذي نقيم فيه جيء بسيارة اسعاف تحمل جنازة ومعها ثلاثة من الأطقم الطبية بكامل جهازهم الواقي وعندما هَمّ بعض الناس بالصلاة على الجنازة وارادوا انزالها من السيارة قيل لهم صلوا عليها داخل سيارة الاسعاف دون ان يقترب منها أحد حينها أدرك الحاضرون أن الجنازة لحالة وفاة بكرونا ووقتها تفرق معظم الناس أيدي سبأ وقد كانوا يتسابقون حتى قبل ساعات من كتابة هذا المقال إلى المسجد رقم الحظر، لكن من لحظتها بدت المساجد في كل المنطقة بالنداء ان صلوا في بيوتكم.

أعود وأقول ياشعبنا العظيم (الأسمر) لاتدعها تخبط رأسك وتضربك في جبهتك لتفكر بعدها في الأمر ولكن فكر قبل أن تقع الفأس في الرأس فسلامتك وسلامة أهل بيتك مسؤوليتك الشخصية، فلاتدع هذه المسؤولية لأحد سواك، وتقصير الحكومة وقلة حيلتها يجب ان يكون دافعا ومحفزا لأخذ كل الاحتياطات لا مبرراً للاستهتار.

اللهم هذا قسمي فيما أملك.

ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

/////////////

نبض للوطن

أحمد يوسف التاي

الانتباهة