بالله ده عُذر ليكم..؟
في حملته الانتخابية وعد أحد نواب ولاية البحر الأحمر في منتصف الثمانينيات أيام الديمقراطية الثالثة أنّه في حال فوزه سيقوم بتشييد جسر على البحر الأحمر يربط مدينتي بورتسودان وجدة في المملكة السعودية تخفيفاً للمواطن من عناء السفر بالبواخر ومشقتها ، نجح النائب ودخل البرلمان وفشل في أن يشيد كيلومتراً واحداً من الأسفلت داخل مدينته ولم يُنجز شيئاً داخل حدود دائرته ولم يُنتظر منه الناس أن يفعل شيئاً كهذا ، واتخذوها مُجرد دُعابة وقفشة من قفشات الرجل خفيف الدم وطُرفة سارت بها الرُكبان في ذاك الزمان والقصة مشهورة.
وبما أنّ الساسة كعهدنا بهم في هذه البلاد المعلولة المُازومة بهم ظلّوا يوعدون ويخلفون ولا يعتذرون ، ولو تحقّقت نسبة 5% من وعودهم لقفز السودان إلى الأعلى ولخرج من مربع البؤس والأزمات ، لم نُصدق أنّا خرجنا من عهد كثُرت فيه وعود الساسة وقلّ فيه الإيفاء بما وعدوا به الناس ولم يعُد المواطن وقتها يهتم بما يقولون إلى أن قال من لا يخلف الوعود قولته وأخرجهم من المشهد وشهم يلعن قفاهم .
خشيتنا كانت كبيرة من أن يسير من جلسوا في مقاعد الحكومة الانتقالية بعدهم في نفس الطريق المُعوّج ومن أن يُصابوا بعدوى الكلام (الساي) وعدم المبالاة من تبعاته والواقع يدعم خوفنا ، السيد مدني عباس وعد من قبل وأمام حمدوك بأنّه سيقضي خلال أيام معدودة على صفوف الخُبز (نهائياً) ومرت الأيام وأصبحت شهور وللأسف الصفوف تزايدت والأزمة تطاولت ومدت بلسانها للسيد الوزير ساخرة ولسان حالها يقول بأن لا توعد بما لا تستطيع الإيفاء به ، وأوجدنا لسيادته العُذر لعلمنا بثقل التركة الموروثة وصعوبة حلها هكذا ولقناعتنا بأنّ ما غُرس في سنوات بل عقود لن يُقتلع في شهور.
قُلنا غلطة من مُبتدئ دخل للتو لفصول السياسة الدُنيا ، ولكن أن يخرُج علينا ثانية دون أن يُطلب منه ويوعد بتوفير سلعة السُكر عُبوة (10) كيلو بالسعر الرسمي للمواطن باعتباره سلعة رمضانية لا غنى عنها ، ولم يف ورمضان يطرُق اليوم على أبوابنا ، والمواطن يُلاحق بالسؤال في لجان المُقاومة التي وعدتهم على لسان الوزير وما من رد لديهم سوى أنّهم قد ذهبوا مرة وثانية وثالثة ولم يعودوا حتى بخُفي حُنين ، وقائمة الاحتياجات الطويلة تنتظر الناس وحالهم يُغني عن السؤال.
حملت لنا الأخبار بأنّ وزارة التجارة بولاية الخُرطوم اعتذرت عن التأخير وجاءت بمبرراتٍ أوهى من مُبررات الخضر في بيعه ورهنه للحتات الفاضية والمليانة وتعتذر بتأخرها عن توفير السلعة بسبب عدم توفر (الوقود) للشاحنات الناقلة للسكر وليتهم صمتوا ، أيُعقل أن تعجز ولاية الخرطوم عن توفير وقود للشاحنات وسياراتها تجوب طرقات الولاية ليلاً ونهارا ، ولم نسمع عن شُح للوقود أوقف سيارات الدولة عن العمل.
كيف يعني مافي وقود ده كلام يا حكومة.
رمضان كريم عليكم..
زاهر بخيت الفكي
الجريدة