مقالات متنوعة

ياهو ده السودان الذي نريد


كلام الناس

رغم أجواء الإحباط الناجمة من بطء تنفيذ أهداف وبرامج ثورة ديسمبر الشعبية، وتداعيات فايروس كورونا المقلقة هاك إشراقات طيبة تؤكد أن السوداني بخير.

من الإشراقات الإيجابية المبادرات الرسمية والشعبية التي تستهدف مكافحة إنتشار فايروس كورونا في البلاد، خاصة المبادرات المجتمعية الطوعية.

دعوني أقف اليوم معكم عند مشهد مجتمعي ذكرني ما كان يحدث إبان إعتصام الثوار أمام مقر قيادة القوات السلحة عندما كانت الأسر تتبارى من كل حدب وصوب في تقديم ماعندها من الوجبات بروح تكافلية سودانية متفردة.

هذا المشهد جسدته مبادرة نفذتها مجموعة من النساء اللاتي كن من بين النساء اللاتي كن يقدمن الوجبات إبان إعتصام الثوار قبل أن يغدر بهم أعداء السلام والديمقراطية والعدالة والخير، لكن هذه المرة في ساحة فداء أخرى.

كتب عنهم – من على البعد – البروفسور عبدالله على ابراهيم تحت عنوان ” الجيش الأبيض” في إشارة لملائكة الرحمة بكل تخصصاتهم الطبية والعلاجية والوقائية الذين أصبحوا بالفعل يشكلون خط الدفاع الأول في مكافحة هذا الوباء.

قال البروف عبدالله إنهن نساء من نسابته ال عوض الكريم والخليفة سليمان والزين وجاد اللاتي تحركن لدعم الجيش الأبيض على حد تعبيره وتكريمهم بوجبة يشاركن فيها كل ب”صينية” ويذهبن بها إلى مستشفى جبرة للحجر الصحي.

فعلاً نفذن المبادرة وذهبن إلى مستشفى جبرة للحجر الصحي حيث إلتقين بالمدير الطبي الذي رحب بهن بعد أن قلن له أنهم بهذه الوجبة الجماعية قصدن تقديم الشكر والتقدير لكل العاملين بالمستشفى الذين يؤدون واجبهم في مكافحة الوباء رغم المخاطر المحدقة بهم.

الجدير بالذكر أن هذه الفكرة إختمرت في ذهن نجلاء حسن جادالله بعد أن شاهدت في التلفزيون كيف شكر الشعب الإنجليزي الطاقم الطبي الذي يسهر على مكافحة الكورونا، وطرحت فكرتها في بعض القروبات ووجدت إستجابة طيبة إلى أن نفذنها.

كان ذلك في الرابع من أبريل الجاري وسط تصاعد الحراك الرسمي والشعب لدعم الجهود الوقائية والعلاجية لمكافحة فايروس كورونا إستهدفت بعض المصالح والمؤسسات العاملة.

هذا هو السودان الذي كان قبل أن تتسلط على انفاسه الجماعة المتأسلمة التي إدعت انها تهدف لأسلمة المجتمع الذي كان مسلماً وطيباً ومتسامحاً يعيش فيه كل المواطنين في سلام ومحبة وتعايش لإيجابي بلا تمييز أوقهر ولم يكن في حاجة لمنظمة دعوة تهديه للإسلام، وهذا هو سودان المستقبل الذي نعمل على تحقيقه.

نورالدين مدني

الراكوبة