مقالات متنوعة

هاجر سليمان تكتب: التمكين لمباحث التموين


حينما أصدر وزير الداخلية قراره بتشكيل ادارة متخصصة لمباحث التموين استبشرنا خيرا وقلنا ان القرار جيد جدا لانه يعكس مدى اهتمام وزارة الداخلية بالمواطن وبمعاش الناس، وكنا وقتها نصر على معرفة كيفية تكوين تلك الادارة وكيفية توفير الكادر البشري لها خاصة فى ظل تناقص قوات الشرطة واعدادها المحدودة فى مقابل الاحتياجات الزائدة للعنصر الشرطى خاصة فى هذه المرحلة التى تشهد انهيارا فى الاقتصاد انعكست سلبا على الامن والاستقرار والسلم المجتمعي.
رغم قوة القرار إلا أنه من الغباء تكوين ادارة متخصصة ذات صلة بالمواطن دون ان ترصد لها اعداد كبيرة من القوات تمكنها من اداء عملها والاضطلاع بدورها كاملا ، فمباحث التموين وعلى الرغم من انجازاتها المتلاحقة وجهودها الكبيرة فى بسط الامن وتوفير السلع الضرورية وضمان استمراريتها خاصة سلعتى الدقيق وغاز الطهى الا ان الطريق لازال امامها شائكا ومترسا للوصول الى ماتصبو اليه من غاية تضمن انسياب تلك السلع للمواطن وضمان عدم احتكارها وتهريبها وتسريبها الى السوق السوداء .
ان مباحث التموين هى قوات محدودة العدد عدد افرادها يمكن عدهم باصابع اليد لذلك لا اعتقد انهم سيكونون قادرين على متابعة ايصال السلع لكل المواطنين اذ انه من الصعب على قوة لايتجاوز عدد عناصرها العشر افراد ان تقوم بمراقبة الف مخبز وضمان وصول الدقيق اليها وعدم تسربه على الرغم من الجهود الجبارة التى يبزلها منسوبي الشرطة الذين يعملون الان تحت وطأة ظروف قاسية ، عدم الوقود يقف عائقا امام مباحث التموين لتوفير ناقلات للدقيق يمكنها ان توصل الدقيق للمخابز فى زمن قياسي كما ان عدم وجود افراد بالعدد الكافي وعدم وجود دوريات كافية ومتحركات سيقف عائقا امام هذه الادارة الوليدة .
نعم نقر بان الادارة الوليدة سابقت البرق فى تحقيق انجازات مقدرة فى فترة وجيزة الا ان ذلك لن يشفع لها امام المواطن الذي يعاني الأمرين من جراء عدم توفر الخبز وغاز الطهى والصفوف المتراصة والمعاناة التى أضرت بالمواطن وافقدته الثقة فى كل اجهزة الدولة، فما لاتعرفونه فالمواطنين فى الاحياء الطرفية يذهبون الى صفوف الرغيف وهم يحملون سواطير وسكاكين وهذه هي ثورة الجياع التى ظللنا تحذر من حدوثها .
فليس من اللباقة يا وزير الداخلية ان تفرد ادارة متخصصة لمباحث التموين وتجهل مكونها الداخلي فاذا اردت ضمان نجاح التجربة فعليك بان توفر الكادر البشرى فهذه الادارة تحتاج لكادر بحجم قوات شرطة ولاية الخرطوم او يزيدون لانها الادارة المنوط بها حفظ وبسط الامن والاستقرار بطريقة غير مباشرة من خلال ضمان سريان الخبز والتخفيف من حدة الازمات الخاصة بالدقيق والغاز ولضمان ذلك لابد من رقابة لصيقة بالمخابز بتوفير افراد مسلحين للمراقبة وضمان عدم تسرب حصص الوقود من المخابز للسوق السوداء مع مراقبة مؤاكز بيع الغاز وضمان عدم احتكاره ومحاربة السوق السوداء التى تنشط فى مثل هذه الظروف وحتى لاتكون مباحث التموين شماعة يعلق عليها فشل الحكومة وسوء ادارتها للموارد عليكم بالانتباه لماقلناه فلازلنا ننتظر الكثير من هذه الادارة التى ولدت بأسنانها وحتما سنقيم التجربة بعد ايام ونخرج اليكم بالمختصر المفيد فاما نجاح وصعود او فشل وهبوط فالتكونوا اكثر حذرا في هذه المرحلة.

هاجر سليمان
الانتباهة