مقالات متنوعة

عورات (الاخوان) !


مردها ومرجعها الى ثقافة المعارضة وصبغتها حني في حالة تسلم زمام الحكم بالقوة تظل روح المعارضة هي التي تسير دفة الحكم اليومية فالمال يجمع علي طريقة ( (Hit and run كسبه غير مشروع وبالتواء ثم تخزينه وتشوينه خارج السودان تحت أسماء متنفذين في الجماعة لاتقاء مصادرته بغرض استخدامه في محاربة السلطة القادمة بذات أدوات اسقاط الانظمة التي برعوا فيها عن طريق تجارة العملة خارج البلاد ورشوة أياد داخلية لخلق الازمات التموينية وافتعال مظاهرات بعضها ترفع المصاحف وأخري تجتزئ ايات قرآنية فغياب المعرفة بتأسيس حكم راشد قوامه ومرتكزة الحرية والعدل يجعل الخوف يسيطر علي جماعة (الاخوان) فتغيب ممارسة سوس العباد والبلاد الراشدة العادلة.

أولي العورات هي مصادر الحصول علي المال فقد كان تمويل (الاخوان) في ستينات القرن الماضي يأتي عطية أو (شرهة) من احدي دول الخليج ما يعادل مبلغ الفين من الجنيهات السودانية باسم الدكتور الترابي يمنح التنظيم منها الفا ثم في سبعينات القرن الماضي تعددت مصادر الحصول علي المال فوزعوا كوادرهم في مجموعات المبعوثين في الدول الاوربية لشراء الاعفاءات الجمركية التي تمنحها حكومة السودان للمبعوثين وأعضاء السلك الدبلوماسي بعد انتهاء البعثة أو التكليف لفترة عامين أو أكثر علي ما أذكر وتفضل كوادر (الاخوان) تصديقات إعفاء السيارات وبموجبها تستورد سيارات من أوربا وكانت بلجيكا هي المحطة المفضلة لمثل تلك التجارة وتترافق تجارة العملة خارج المصارف نشاط اخر تتركز حركته في دول المعسكر الاشتراكي ويعرف ب (فتل الدولار) وبرعت شخصيات معينة في تلك التجارة حتي لحقت صفة دولار باسمها ومنطقة الحليج هي قمة منحني النشاط التمويلي لحركة الاخوان وشيكات بنك فيصل الاسلامي بالخرطوم كانت الضامن للحصول علي المقابل المحلي لما سلمه المغترب من عملة حرة لمندوب الصرافة وتسارعت وتيرة النشاط التمويلي خلال فترة مايو واستطاع التنظيم بناء امبراطورية مالية غدا معها صوت الترابي وجماعته تهديدا وتلميحا أكثر استعدادا للاستيلاء علي الحكم.

انقلاب يونيو 1989م أطلق يد الاخوان في خزائن أرض السودان وبذات ضيق الافق في ادارة المال واصلوا تمكين أشخاص متنفذين للحصول دون وجه حق علي عائدات البترول و أراضي وأصول الدولة مثل مشروع الجزيرة والخطوط الجوية السودانية وعقارات ذهبت في شعار التخصيص والتمكين وسجلت بأسماء أشخاص أيضا لمنع مصادرتها وتسهيل حركتها بعيدا عن أعين نظام البنوك العالمية بعد وضع السودان في اللائحة الامريكية للدول الراعية للإرهاب والعقوبة من كسب نظام الانقاذ وصارت حركة الاموال من والي السودان تتم مناولة عبر متنفذين بطرق بدائية في حقائب شخصية أو بين ملابس المسافر أو محمولة في أكياس تسوق للتمويه والوضع المتخلف لنقل الاموال جعلها عرضة للوقوع في أنصبة مواريث بعض الاسر عند وفاة المتنفذ أو فقدانها بطريقة أو أخري بفرض سلامة النية.

ثم تضاف عورة هي الناتج الطبيعي لذلك الارتجاف والتلجلج في الحصول علي المال وطرائق جمعه وتخزينه فأصبح عامل الامان في الحكم مفقود والحرص علي الاحتفاظ بالمال المنهوب في حسابات خارج السودان أو أراضي أو أصول أخري تمكينا وتخصيصا للمتنفذين عائق لنهج حكم رشيد تظلله عدالة توزيع الثروات وفرض أعباء الالتزامات فتجد الضرائب والمكوس تفرض علي غير الموالين والإعفاءات والمنح والهبات تفصل للموالين تارة عبر منظمات خيرية وأخري عبر قرارات رئاسية فانفرط عقد الرشد في الحكم وضل الحاكم طريق النزاهة والعدل.

نزع الله العقل والحكمة عنهم فتخبط (الاخوان) في سبل كسب العيش لتنظيمهم فجاءت مصادره سحتا وحراما وعجزا في حفظ خزائن تلك الاموال فهربوها الي بلاد يظنون الامان بين حدودها ولا يدرون أن الامن غاب ولحق بالعقل المفقود كما العدل بعيد المنال ولو أن الاخوان وظفوا الاموال داخل السودان عبرا نشاء شركات مساهمة بخليط مع تقنيات أمريكية وأوربية لتصنيع سلع استراتيجية مثل الصمغ والكركدي والسمسم والقطن لتحقق توظيف عمالة محلية تؤسس لاستقرار تلك الاموال المكشوفة حاليا في حسابات خارجية وما أسهل صيدها وانتفاع الدول والمنظمات الاجنبية بها فتحريك أجهزة المخابرات هنا وهناك لقرون استشعارها تجعل أرسخ البنوك التي تحتفظ بتلك الاموال في مهب الريح وتحت طائلة عقوبات وغرامات تنوء بحملها أموال قارون.

وتقبلوا أطيب تحياتي

مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد

الراكوبة