مقالات متنوعة

شيوخ (الكيزان) والتدين الزائف


التدين الزائف هو إقتصار الدين على المظهر والعبادة دون السلوك والمعاملات هذا التدين غير مكلف للشخص لأنه يقف عند الشكل والعبادات ويركز على الحجاب والصلاة والصيام وأداء الحج والعمرة فقط

في سنوات إغتصاب الجبهة الاسلامية للسودان ظهرت حالة مرضية الا وهي الانفصال بين العقيدة والسلوك وهناك آلاف وربما ملايين السودانيين أصابهم فيروس التدين الزائف بعد ان أنتقلت اليهم العدوى من النظام المتأسلم القاتل ويرون الدين بطريقة مختلفة تماما والامثلة عديدة:

صاحب السوبر ماركت جارنا في حينا بام درمان رجل متدين جدا وادى فريضة الحج اكتر من مرة وله علامة الصلاة على جبهته ويحس أبنائه على اغلاق المحل لاداء الصلاة في جماعة ولديه سماعات كبيرة يبث من خلاله حديث محمد حاج وحديثه دائما عن الدين وعن السيرة لكن هذا التدين لا يمتد الى طريقة عمله كل شغله غلط فالاسعار مبالغ فيها ويغش في الاوزان وكثير المخالفات ولكنه يفلت منها باكرامياته للجهات الرقابية وما يستحق التأمل هذا التناقض بين تصرفات صاحب السوبر ماركت وادائه فروض الدين وانه لا يعتبر نفسه متناقض فهو نموذج للمتدينيين التدين الزائف.

(الشيخ) عطا المنان و(الشيخ) عبد الباسط حمزة يرون الدين كما صاحب السوبر ماركت يدافع عن تصرفاته وسلوكه الاجرامي الذي افقر البلاد ويدافع في كيفية حصوله الثروة فهو لا يحس أبدا بانه متناقض في تصرفاته كما لا تخدش ابدا احساسه بالتقوى ويتصدق على الفقراء والمساكين وكذلك بنى مساجدا في كثير من الاراضي التي تحصل عليها بطريقة غير قانونية ويعتبر بعد ذلك انه قد أدى واجبه الديني كاملا ويقيم الليل ويصوم الايام البييض فينام قرير العين مرتاح الضمير . وذكرتني ايضا شابة كانت تدافع عن قريبتها (هند التقانة) وقالت في دفاعها انها كانت حنينة علي الفقراء والمساكين وهم الان يدعون لها فهند التقانة كانت تكسب، بفضل اللعب بالقوانيين ، أموالا طائلة وتقتطع منها جزءا بسيطا تتصدق به على الفقراء وبهذا تعتبر نفسها ادت واجبها الديني وعدم أمانتها لا تخدش أبدا إحساسها بالتقوى.

وأيضا من يرون الدين بنفس طريقة صاحب السوبر ماركت الالاف من نواب (دستوري) حزب المؤتمر المنحل لا اعتقد في مثلهم في اداء فرائض الدين ويحصلون على العمولات والاعفاءات وكتبة صحف النظام البائد الذين ينافقون المسؤولين كل يوم ويعملون الان ضد الثورة لأنها اوقفت مصالحهم والمقاولون الذين يغشون فى خامات تشييد الطرق مما يؤدى إلى انهيارها وتقتل الناس وضباط الأمن الذين يعذبون ويقتلون الناس كل هؤلاء أو معظمهم، مسلمون ومسلمات لو تتبعتهم تجدهم يؤدون الفرائض علي اكمل وجه.

هذا النوع من التدين يلحق أضرارا لا حصر لها بالمجتمع والفرد وهو سبب تخلفنا ودمارنا لانه يدفع الشخص إلى ارتكاب أشياء مشينة بضمير مستريح مثلا هند التقانة التي تحصلت على عمولات اضرت بالاقتصاد عندما تبني كم مسجد ومدرسة وتتصدق على كم اسرة فانها ادت واجبها الديني وتنوم قريرة العين مرتاحة البال وكل يوم تزيد من رصيدها بهذه الطرق الملتوية المضرة بالاقتصاد دون ان يرف لها جفن

المعركة الحقيقية ليست ضد الاسلام كما يدعي الفاسدين من الاسلاميين بل في كيفية تحرير الدين من هذه الخزعبلات والعمل على ترسيخ مبادئ الدين الاساسية وهي الحق والعدل والمساواة والحرية

ياسر عبد الكريم

الراكوبة