ميثاق شرف الدفاع عن الثورة والديمقراطية
في ١٧ نوفمبر ١٩٨٥ أي بعد نصف عام تقريبا من نجاح ثورة ابريل في اقتلاع السفاح نميري ، وقعت الاحزاب السياسية السودانية والقوات المسلحة ميثاق الدفاع عن الديمقراطية في ميدان الأهلية ، الحزب الوحيد الذي لم يوقع على الميثاق هو حزب الجبهة الإسلامية ، وهو الحزب الذي أضمر الانقلاب على الديمقراطية منذ ذلك الوقت حتى حقق هذا المراد في ليل ٣٠ يونيو ١٩٨٩ الغادر .
الآن بعد مضي عام على اقتلاع الدكتاتور البشير مازال الكثيرون يدعون إلى ميثاق شرف مماثل توقع عليه الأحزاب السياسية والقوات المسلحة لحماية الثورة والديمقراطية وعدم الانقلاب عليهما ، وهي دعوة مع انها سوف تضيف بعد أخلاقي للصراع على السلطة ، فإنها ستفضح ايضا نوايا الكثيرين من الذين يتحينون الفرص للانقضاض على الديمقراطية على طريقة الجبهة الإسلامية .
ميثاق الشرف سيكون صخرة صلبة في بناء الثقة بين مكونات الحكومة الانتقالية ، كما سيعيد ترميم الثقة بين مكونات قوى الحرية والتغيير ، هذا غير انه سيكون دليل من القوى السياسية والعسكرية للجماهير بأنهم على قلب رجل واحد خلف الثورة والديمقراطية ، وأنهم لن يسمحوا بعودة الدكتاتورية عسكرية كانت أم مدنية ، وأنهم سيقفون معا صفا واحدا ضد اي اعتداء على الثورة أو على الديمقراطية .
ميثاق شرف الدفاع عن الثورة والديمقراطية يكتسب أهمية خاصة في الوقت الحالي بعد صدور تصريحات واتهامات صريحة وواضحة أطلقها الفريق البرهان بأن هناك أحزاب سياسية تسعى لاختراق الجيش ، وهي تصريحات لا يجب ان تمر مرور الكرام بل يجب الوقوف عندها من الجميع ، فالخطر الأكبر الذي ظل وسيظل يهدد الثورة هو خطر خيانتها والانقلاب عليها ، وبالتالي أي ثغرة لاختراق القوات المسلحة واستغلال ضباطها في الانقلابات يجب أن تردم بالصخر والحديد .
تجمع المهنيين يمكنه أن يقود الدعوة إلى ميثاق شرف الدفاع عن ثورة ديسمبر وحماية الديمقراطية ، فهو من قاد الثورة ، على التجمع ان يحدد تاريخا يجتمع فيه الناس ومكانا مفتوحا كساحة الحرية مثلا ، تقدم الدعوة لجميع الأحزاب السياسية وللقوات المسلحة للحضور والتوقيع، أمام الجماهير وتحت ناظريها يتم التوقيع على الوثيقة من ممثل كل حزب وجهة على انفراد ، من ثم يتم تسليم صورة من الميثاق لكل الموقعين ، يعلن الميثاق والموقعين عليه في الصحف وقنوات الاعلام المسموع والمشاهد ليطلع الشعب على اسماء الأحزاب والقوات التي أقسمت على حماية ثورته والدفاع عن نظامه الديمقراطي ، فيعلم من معه ومن ضده .
يوسف السندي
الراكوبة