مقالات متنوعة

وما الحرية والتغيير.؟؟

حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي وحزب المؤتمر السوداني برئاسة عمر الدقير، يشكلان لجنة مشتركة لتوحيد الرؤى لمواجهة تحديات الفترة الانتقالية.

هذا وفقاً لبيان مشترك صدر بعد لقاء الدقير بالمهدي في أم درمان على خلفية موقف حزب الأمة الأخير والذي بمقتضاه جمد نشاطه داخل “الحرية والتغيير” وأشار البيان إلى أن الطرفان ناقشا “العقد الاجتماعي”؛ المشروع الذي طرحه المهدي بديلا للمصفوفة التي طرحتها “الحرية والتغيير”.
قبل يومين، استقبل المهدي وعلى خلفية موقف الحزب الأخير، رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ووفقا لبيان صادر من المكتب الخاص للإمام فإن المهدي سلم حمدوك نسخة من مشروع “العقد الاجتماعي”.
لقاء الدقير أمس ومن خلال البيان المشترك –رغم دبلوماسيته- يؤكد على ضرورة إصلاح داخل الحرية والتغيير، ورغم الهجوم الكاسح الذي تعرض له المهدي إلا أن مواقف كل مكونات “الحرية والتغيير” مضت في ذات الاتجاه، أي، ضرورة الإصلاح داخل “الحرية والتغيير”.

وقبل ذلك اجتمع تحالف نداء السودان، أكبر كتلة داخل “الحرية والتغيير” ناقش الاجتماع وضعية النداء داخل التحالف الحاكم، وطرحت خيارات الانسحاب أو التجميد وانتهى الأمر بتشكيل لجان للتقييم.
قبل يومين أيضاً، أصدر حزب المؤتمر السوداني بيانا مفصلا، أشار فيه إلى هشاشة الوضع السياسي والأمني والاقتصادي وصوب مباشرة إلى الوضع داخل “الحرية والتغيير” وضرورة الإصلاح.
أمس الأول، نقلت صحيفة “الجريدة” تصريحا من حزب البعث العربي والذي أكد فيه أيضاً على الحاجة لإصلاح داخل “الحرية والتغيير”.

حزب البعث السوداني، ظل ينادي بضرورة تصحيح مسار “الحرية والتغيير”
أما الحزب الشيوعي فقد أعلن موقفه مبكراً.

إذا كانت كتلة نداء السودان، وهي أكبر كتلة داخل التحالف الحاكم تكاد تتفق بالإجماع على موقف الصادق المهدي، ومعلوم أن الجبهة الثورية وهي أبرز أعضاء نداء السودان قد اتخذت موقفا قاطعا تجاه “الحرية والتغيير” بشكل مبكر، وإذا كان حزب البعث العربي أيضاً يؤمن على ضرورة الإصلاح، وإذا كان الحزب الشيوعي منذ وقت مبكر اتخذ ذات الموقف، لمن توجه هذه الانتقادات؟ من بقي من “الحرية والتغيير” لم ينتقد أو يحمل قلم التصحيح لـ “الحرية والتغيير”.

“الحرية والتغيير” بالإجماع تنتقد “الحرية والتغيير” وتطالب بضرورة إصلاح “الحرية والتغيير” هذا الوضع إذا استمر سيقود إلى فشل هذه الحكومة.

لابد من تحديد قاطع لعلاقة “الحرية والتغيير” بالحكومة، إما أن تكون حاضنة سياسية بشكل كامل –وهذا يبدو مستحيلا- وإما تفك علاقتها بالحكومة وتتحول إلى حكومة مستقلة بشكل كامل.

شمائل النور
التيار