مقالات متنوعة

القندول الشَّنْقَل رَيَكة المهدى !!


* تجدد الصراع الذي نشب بقيام عدة اطراف منها تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل وحراك ابناء الجزيرة وجماعة موالية لشيخ عبدالله ازرق طيبة وأخرى عرفت بالانتهازية، بترشيح قوائم تمثل اللجنة التسييرية لاتحاد مزارعي مشروع الجزيرة الى حين قيام انتخابات عامة، وعندما لم يتم التوصل الى قائمة موحدة متفق حولها، انفض المؤتمر الصحفي الذي كان من المفترض ان تعلن فيه قائمة اللجنة التسيرية في طيبة الشيخ عبدالباقي، دون الاتفاق الأمر الذي دفع كل الأطراف المتصارعة ان ترفع بقوائم منفصلة الى اللجنة العليا المختصة في قوى الحرية والتغيير.

* بالأمس اعلنت القائمة النهائية التي تم اعتمادها من قبل مجلس السيادة لعضوية اللجنة التسيرية لاتحاد مزارعي الجزيرة و المناقل وهي ذات القائمة التي كان من المتوقع اعلانها في المؤتمر الصحفي بطيبة عبدالباقى وتشتمل على (تشكيلة) من 25 شخص من كل القوى المتصارعة. ارتبطت هذه التشكيلة، بدخول حزب الامة القومي كطرف عدائي في الصراع ليعلن بوضوح تمسكه بخلفيته الحزبية الأمر الذي يتعارض مع طبيعة الصراع الذي كان يقوم على أساس مهني و ليس حزبي وكان تحالف المزارعين الذي لم يتكون على اساس حزبي تدور في رحاه الصراع لاختيار عناصر امينة شريفة مجربة في الاداء المهني و ليس لهم ادنى محرك حزبي كالذي يديره حزب الصادق المهدي.

* دخول الصادق المهدي حلبة الصراع لاختيار اللجنة التسيرية ورئاستها تم في إطار عرقلة عمل الحكومة الانتقالية وتهديداته المستمرة للجنة ازالة التمكين وابتزازه الواضح في تجميد عضويته في قوى الحرية والتغيير لاجبار الحكومة الرضوخ لمشروع هبوطه الناعم والاعلان عن انتخابات مبكرة وفي سبيل ذلك صار يغتنم اي فرصة تقربه من مخططه المعادي لحكومة حمدوك بعد ما شعر أنه اصبح في نظر الثوار عدوهم الاول اكثر من الكيزان الذين صار يتوددهم ويحاول ان يخفف عنهم مصائبهم ويكشف تحالفه الاستراتيجى معهم وانه ما يزال يرضخ (لابتزازاتهم) السابقة خاصة ما يعرف ب (صورتك الخائف عليها).

*حزب الامة خاض صراع اللجنة التسييرية لاتحاد المزارعين بحثا عن زخم جماهيري يسند مشروعه السياسي الذي وجد معارضة داخل حزبه وخاصة في مناطق نفوذه التاريخي في دارفور التي طرد منها مع بداية الثورة . هذه المرة هداه تفكيره (المضطرب) لاستنهاض جماهير المزارعين في الجزيرة المنطقة الثانية لنفوذه ولأنه لم يعد يعرف قدر نفسه وسط المزارعين، طوال فترة الانقاذ لم يقف بجانبهم ولم يقدم لهم الدعم السياسي المتوقع فكان بعيدا عنهم وبدلا من اختيار الطريقة المثلى للاقتراب منهم فشل هذه المرة في دخول حلبة الصراع لفرض اكثر العناصر غير المرغوبة داخل حزبه (مختار النعمة) وسط المزارعين والاصرار عليه ليكون ممثل لحزبه في الجنة التسييرية لاتحاد المزارعين الذي صار مثل ذلك القندول الذي شنقل ريكة حزب الامة وسط المزارعين .

* لم يلق احد معارضة من الجميع مثل ما لقي النعمة من اعتراض عليه، لدرجة ان صرح عدد من المزارعين من قيادات حزب الامة بأنه في حالة اصرار الحزب على تمثيل النعمة في اللجنة فاليذهب الحزب الى الجحيم وكان النعمة احد الاسباب التي جعلت المؤتمر الصحفي ينفض بمجرد ذكر اسمه ولعل هذه رسالة واضحة لحزب الامة الذي هدفه العرقلة، بان النعمة لا يمثل مزارعي الحزب في منطقة الهدى . احتدم الصراع أكثر بقيام عضوي تحالف المزارعين بالانسحاب اللجنة بحجة ان هذه القائمة لا تمثلهم، يتواصل اصرارهم في السير الخاطئ بالانسحاب لأجل شخص واحد يمكن هزيمته بشتى السبل ولا داعي للانسحاب لأن الصراع مؤسسي والانسحاب لن يفيد وهذه مرحلة جديدة تتطلب تجديد اسلحة الصراع واعادة النظر في التاكتيكات إلا والتحالف سيكون الخاسر .
نواصل

حسن وراق
الجريدة