مقالات متنوعة

ما توقعتها منك دكتور أكرم

تأمُلات

. سألني العديدون عن احتجاب زاويتي خلال الأيام الماضية، وبالطبع لا يعلم الدكتور أكرم أنه أحد الأسباب غير المباشرة لهذا التوقف المؤقت.

. فقد ظللت أنظر للرجل كمهني بارع يعرف شغله جيداً ووزير محترم لا يريد أن يصغي الناس لما يقوله جيداً.

. وبعد أن أدليت بدلوي مراراً حول خطورة الوباء، وضرورة أن يلتزم الناس بموجهات وزارة الصحة، وما يردده وزيرها العارف ببواطن الأمور وبضعف إمكانياتنا، وأمام إصرار الكثيرين على نشر الجهل والخوض في الجدل العقيم آثرت أن أريح قلمي لبعض الوقت.

. لكن المؤسف أن الدكتور أكرم الذي كثيراً ما أسعدني بعمله الميداني وشفافيته ووضوحه المطلوب، نفس هذا الوزير أحبطني بقرار تعيينه لدكتورة في منصب ليست أهلاً له.

. صدمني جداً خبر تعيين الدكتورة نهلة جعفر مديراً للإعلام والعلاقات العامة بوزارة الصحة.

. ليس لدي معرفة شخصية بالمذكورة، ولا أعلم شيئاً عنها سوى أنها طبيبة تعمل بالمملكة العربية السعودية، وأنها ربما اتفقت أيدولوجياً مع الدكتور أكرم.

. ولو كنا نقبل بتعيين الأفراد في المناصب وفقاً لتقاربهم الفكري مع هذا أو ذاك لما ثار شعبنا وقدم التضحيات الجسيمة لإزالة حُكم الكيزان.

. ولا أدري كيف يطيب لوزير ثوري ومهني محترم مثل الدكتور أكرم أن يعين بجرة قلم ودون الرجوع للجنة الإختيار، ليهزم فكرة تحقيق العدالة التي تعد أحد أهم متطلبات الثورة.

. وما علاقة طبيبة بالعمل الإعلامي!

. ألا يوجد بين الإعلاميات والإعلاميين الثوار الذين عاشوا تفاصيل ثورتنا من المقيمين بالداخل من هو أولى بهذا المنصب!!

. إلى متى ستتجاهل حكومتنا الإنتقالية الإعلاميين الذين سخروا أقلامهم منذ سنوات طويلة لتوعية الناس وحشد الآراء المناهضة لفساد وظلم وطغيان الكيزان!!!

. لماذا تصر هذه الحكومة على تعيين من يعيشون بالخارج، أو الإبقاء على من تماهوا مع اللصوص والمفسدين الذين دمروا البلاد!!

. لا تزال بعض الوجوه الكالحة تشكل حضوراً دائماً في قنواتنا وصحفنا وشتى وسائل إعلامنا، وحين تأتي حكومة الثورة بجديد لا تتبع في ذلك المنهج السليم أو تختار من يستحقون الوظائف.

. ثم أليس نهلة جعفر هي ذات الطبيبة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها حين تم تعيين الدكتورة إيناس إبنة كابتن الطاهر هواري في إدارة طب الأسنان بولاية الخرطوم، بالرغم من أن ذاك المنصب تلاءم مع مؤهلات الدكتورة إيناس!!

. يومها رفضت نهلة تعيين إيناس وأعتبرته محاصصة غير مرغوبة.

. وبعد ما حدث من ضجيج إعتذرت الدكتورة إيناس عن المنصب.

. فكيف تقبل الدكتورة نهلة التي قدمت للسودان في إجازتها السنوية منصباً عُينت له بذات الطريقة التي رفضتها لغيرها!!

. فهل يراجع الدكتور أكرم نفسه في هذا القرار المعيب الذي لا يشبهه، أم نتوقع أن تتصرف دكتورة نهلة بذات الأسلوب النبيل الذي تصرفت به إيناس فترفض المنصب الذي سيكون قبولها به وبالاً عليها وعلى دكتور أكرم الذي تنتظره معركة شرسة مع الوباء الفتاك يفترض أن يتفرغ له ويترك أمر التعيينات للجهات المعنية!

. هذا بالطبع إن كنا ننشد واقعاً مغايراً وعدالة لم نجدها طوال الثلاثين سنة الماضية.

كمال الهِدي

الراكوبة