رأي ومقالات

الجمعة اليتيمة وهي الجمعة الاخير من رمضان.. هو اليوم المعني لعشاء الميتين .. او الرحمتات او الحارة


ضل الضحا
*عشاء الميتين ?
الرحمتات .. الجمعة اليتيمة .. عشاء الميتين .. الحارة ..*
واعتقادا موروثا منذ القدم ان الموتي يشاركون الاحياء الرحمة .. ويُعزي ذلك لقوله تعالي .. كل عمل ابن ادم له .. ألا الصوم انه لي وانا أُجزي به .. اذن رحمته تسع كل شئ … احياءً وامواتا .. والرحمتات .. تعني الرحمة جات او الرحمة تأتي ..
.. والعادة ليست سودانية كما نعتقد ، وحسب .. بل عربية متجذرة .. وفي دولة الخليج تُسمي القرقعيان .. بل وبعض الدول تؤذن مساجدها .. تيمنا في التبرك بالرحمة .. وقد تختلف الطقوس اختلافا طفيفا من دولة لاخري .. ولكن العادة شبه اندثرت خاصة في المدن الكبري .. ويعلو صيتها في القري والاقاليم ..

ومنذ الصباح الباكر تري الاطفال يعدون اسلحة التنبيه من كشكوش وخلافة .. ليبدأوا نهارا في ضرب ادواتهم والتي تصدر صوتا .. كفيل باسماع المستهدف بالرحمتات .. لاخراج ما عندهم من الاكل ..

وارتبطت وجبة الفتة بالرحمات .. ومن الطرائف ان الامهات يكن مشغولات بالخبيز .. ويتركن امر الشوربة باللحم لبناتهن يتعلمن بها كيفية الطبيخ .. وتقطع البصل واللحم .. علي طريقة القطر قام .. ورغم ذلك تخرج كاملة الدسمة ..

وتقدم الفتة للصبية ومعها بلح مبلول … واحيانا الجود بالموجود .. ونادرا حلوي وخبيز .. والصبيان .. وهم يطرقون الاتهم .. وينشدو بابيات بسيطة متكررة ..
كبريتة كبريتة ست الدوكة عفريتة …
ليمونة ليمونة ست الدوكة مجنونة ..
الحارة ما مرقت ست الدوكة مابركت ..
قشاشية قشاية ست الدوكة نساية …
ويتجولون من دار الي دار ومن حي الي حي .. والعجب يلتهمون كل مايقدم اليهم .. ورغم ان الفتة واللحم .. سخنة وحارة .. ومن هنا جاءت (تسمية الحارة) .. وهم يتكابسون فيها ولايتركون الاناء الا فارغا .. وفي حركة دائرية يصب الماء من اعلي لغسل الايادي مع ترانيم الاطفال .. وتختم برش الاطفال .. بنوع من العطور كركار او بت السودان …

ومن الطرائف ايضا .. انه اليوم الوحيد .. الذي تتوحد فيه وجبة افطار رمضان للكبار .. فتجد معظم الصواني يتصدرها صحن الفتة واللحم ..
الجمعة اليتيمة .. وهي الجمعة الاخير من رمضان .. هو اليوم المعني لعشاء الميتين .. او الرحمتات او الحارة .. علي سبيل التصدق والتبرك برحمة الشهر الفضيل ..

وفي الاونة الاخير .. ظل البعض يجعلها الخميس قبل الجمعة الاخيرة .. واختلط الامر .. بعد ان رحلن حبوبات الزمن الجميل .. ورغم ندرة الاعلام حينها .. كنا يحفزن الاطفال الاحتفال .. لخسوف القمر .. القمرة خنقت .. وعاشوراء واللهيوب .. وكتير من العادات والتي اندثرت او شبه ذلك ..
طفولة ما اروع بساطتها ..
كل عام والجميع بالف خير ،،،
✍ معتصم حسن عوض