نلتقي في مآتم العزاء فيعزي السلفي في الصوفي والإسلامي في الشيوعي والختمي في الأنصاري بصدق ومحبة
لم أكن على وفاق سياسي مع حمدي سليمان فهو من أنصار النظام السابق وأنا من أنصار التغيير.
ولست من الذين يخلطون السياسة بالعلائق الإجتماعية لذا أحتفظ بعلاقات قوية جداً من أقصى اليمين السلفي إلى أقصى اليسار، سلفيين اسلاميين إخوان مسلمين شيوعيين وملحدين.
في ميدان السياسة قلمي مسلول كسيف ابن الوليد وفي ميدان الإجتماعيات أخفض جناح المحبة لا افرق بين قيس وروميو فكلاهما إنسان.
قبل عام كتبت منشوراً في الفيسبوك انتقدت فيه موقف معيناً لحمدي وبلغني من صديق مشترك أنه غضب مني.
ولعلي من أنصار جبر الخواطر ولا أحب أن يكون بيني وبين أحد خصومة، فانتظرت شهراُ لتغسل الأيام ذلك الغضب ثم اتصلت به وتبادلنا الحديث لساعةٍ إلا قليلاً وضحكنا وتسامرنا ورأيت وجه قلبه الأبيض، والذين يعرفون حمدي يدركون أنه يملك قلب طفل هش ويدٌ كريمة لا تمسك في ميعاد البذل.
فجعت اليوم بخبر رحيله بفيروس كوفيد١٩ ، أسأل الله العظيم أن يغسله بالماء والثلج والبرد وأن يكفر عنه خطاياه وكلنا خطاء، وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه وكلنا وارد ذلك الحوض لا مناص، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
وهكذا هو طبعنا كسودانيين نختلف في السياسة ونلتقي في خيم الأفراح يهنئ هذا ذاك وذاك هذا، ونلتقي في مآتم العزاء فيعزي السلفي في الصوفي والإسلامي في الشيوعي والختمي في الأنصاري بصدق ومحبة ويخلص هذا لهذا في الدعاء.
تعازي الحارة لشقيقه حسام وحسن ووالدته المكلومة وزوجه التي ترملت بفقده ورفاق صباه في الصحافة خصوصاً عادل هلال وعبد المنعم هلال و د. محمد صالح و د. وليد صالح وبقية أصحابه وأهله وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لؤي المستشار
احسبك والله حسيبك انك ابيض القلب نقي الدواخل والا لما سعيت لمصالحته بعد ان زعل منك