أفضل الخيارات أمام الحكومة هي خطة لرفع الحظر بشكل جزئي مع إجراءات وقائية مستديمة وصارمة
من الواضح أن إقامة وباء الكورونا ستطول في السودان، ومن الواضح أن استمرار الحظر الشامل هو أمر في حكم المستحيل لما يترتب عنه من آثار لا تقل كارثية عن الوباء نفسه، ومن الواضح أيضا أن نظامنا الصحي متهالك وشبه منهار، ومن الواضح ان رفع الحظر بشكل كامل و عودة الحياة الى سابق طبيعتها سيكون أمرا كارثيا، ولكن في النهاية هي كارثة كل الذي نملكه امامها هو التخفيف من حدتها قدر المستطاع.
أمام هذه المعطيات فإن أفضل الخيارات أمام الحكومة هي خطة لرفع الحظر بشكل جزئي مع إجراءات وقائية مستديمة وصارمة. هذه الإجراءات لا يُمكن تركها لوعي المواطن و اختياره و لابد من ترجمتها في شكل قرارات و سياسات تتركز حول منع الازدحام بشكل أساسي.
إن حرمان المواطنين من الخروج الى العمل هو أمر غير ممكن، و لكن يُمكن تخفيض أيام العمل، وسيكون ذلك مقبولا حتى بالنسبة لعمال الأعمال الحرة واليومية.
بالنسبة للقطاعات الحكومية المشكلة سهلة و محلولة بقرارات مباشرة من الحكومة. و لكن بالنسبة للقطاع الخاص و الأعمال الحرة من الممكن بحث خيار اعطاء مثلا ثلاثة أيام عمل في الاسبوع لكل مواطن، ذلك قد يقلل الازدحام بنسبة 50% و في الوقت نفسه يسمح للمواطنين بكسب قوت يومهم بلا توقف. يمكن تطبيق هذا الأمر بشكل حاسم من خلال تصاريح الحركة و من خلال أرباب العمل بشكل أساسي. كما يمكن أيضا مد ساعات العمل و تفريقها بدلا من حصرها في المدة المحددة من الثامنة صباحا الى الخامسة مساء. يُمكن عمل جدول لساعات عمل المهن و المجالات المختلفة، مثلا المجالات المختلفة تفتح في أوقات مختلفة و متباعدة بشكل يقلل من الازدحام في المواصلات، و كذلك تطبيق إجراءات وقاية على المواصلات نفسها و طريقة و عملها، مع اعطاء اولوية قصوى لأصحاب المهن الصغيرة من الفئات المحتاجة و المتضررة بشكل أكبر من الحظر.
يبدو لي أن التفكير في مثل هذه الاتجاهات هو الخيار الوحيد أمام الحكومة و امام الشعب.
Haliem Abbas