مقالات متنوعة

الجيلي عجيب ومطبعة الجزيرة يا لجنة التمكين

أعلم علم اليقين كما يتيقن غيري كذلك أنّ الثورة والتغيير لم تصل للولايات وأنّ كوادر الكيزان الملوثة لا تزال تفعل أفاعيلها (وتتسحلب) في مفاصل الدولة وخدمتها المدنية وشركاتها ومؤسساتها وكأنّ شيئاً لم يكن.

ولذلك ليست طرفة تلك التي تداولتها الأسافير حينما سأل أحد الشيوخ كبار السن عضو مجلس السيادة التعايشي في زيارته الاخيرة لدارفور حيث أبدى الرجل المسن ولاءه للحكومة وانهم مع الرئيس البشير فأخبره التعايشي إنّ البشير مليان حبل ومقبوض في السجن فلم يصدق الرجل أذنيه ورد باندهاش مخاطباً التعايشي قول واللاي.

أقول ليست طرفة ما دار بين التعايشي وذلك الرجل الدارفوري بقدر ماهي مأساة الثورة في صورتها الجلية المأساة حيث لا تغيير محسوس يمشي بين الناس.

في الولايات بل في الخرطوم نفسها تظل وتيرة التغيير بطيئة جدا جدا بل بعض المواقع ظلت كما هي منذ أيام النظام الهالك وبعض المتنفذين فيه والمستمتعين به لا زالوا يمارسون ذات صلاحياتهم دون حياء ودون ان يسألهم احد لا لجنة تمكين ولا جن احمر,
من هؤلاء الجيلي عجيب المحافظ السابق والكادر الامني والاسلامي الذي شغل في غفلة من الزمان موقع فني لا يستحقه بتعيينه في زمن التمكين مديرا عاماً لإحدى الشركات الحكومية وهي المطبعة الحكومية وما ادراك ما المطبعة الحكومية بتاريخها العميق في خدمة التعليم وخدمة النشر التربوي والنشر الثقافي وطباعة الكتب وغير ذلك.

جاءها الجيلي عجيب مسنوداً بالتمكين فالكيزان كانوا يحولون أعضاءهم مثلما يحولون قطع الليدو من محافظ لمدير عام أبدا لا يقتنعون بالذهاب لمنازلهم ومهما فشل هؤلاء الكيزان فإنهم بسبب الولاء باقون فوق الرقاب وإن تطاولت السنوات.
هكذا بقي الجيلي عجيب في حلق المطبعة الحكومية التي تدهورت في عهده تدهورا مريعاً وحكمها بالحديد والنار وشرد كفاءاتها وموظفيها وخبراتها وانفرد هو بالمخصصات والامتيازات والعقد ذي المخصصات العجيبة بينما شرد مؤسسيها والعارفين بمفاصلها وفواصلها وتاريخها وقائمة طويلة ليس اولها محي الدين المصمم البارع الذي فصله عجيب بقرار عجيب وليس آخرهم علي آدم المتمكن في مهنته وفنيات العمل بل هذا الأخير شغل الإدارة بحكم الأقدمية والتخصصية والتأسيس ولكن جاء عجيب العجيب مسنوداً بالتمكين والولاء الحزبي جاء من منصب المحافظ ومؤسسات الكيزان ليشتت هؤلاء الفنيين المهرة ويجلس على كرسي لا يستحقه ويفعل فشله كشأن الكيزان في تفتيت وتخريب موروثات السودانيين فالمطبعة الحكومية تاريخها ضارب منذ تبعيتها للتربية والتعليم وكانت تعمل بصمت ونبل كبير في تأدية دورها قبل أن يختطفها السياسيون امثال هذا الجيلي العجيب ليتمتع بالراتب العالي بينما يشرد ويفصل بقرارات منه العشرات من العمال المهرة ويمنح البقية القليلة الفتات بل ويطلق يديه بلوائح غريبة تتنافى مع القوانين وتاريخ المطبعة دعك من قيم العدالة والانضباط المؤسسي.

والادهى والامر قيام الجيلي عجيب في عهده ببيع الكثير من ماكينات المطبعة والشراء من اشخاص بعينهم دون التقيد بالاجراءات المرعية في الاجراءت الحكومية للشراء والتعاقد والبيع. والادهى كذلك اعتماده كمدير على موظفين متعاقدين بينما المطبعة حكومية يجب ملئها بكوادر موظفين من هيكل الخدمة المدنية والغريب في هذا الخصوص كما علمت من أحد المنتسبين وكوادرها القدامى أن غالبية موظفيها هم موظفين لديهم ملفات في ديوان الخدمة العامة ورغم ذلك يستكتبهم الجيلي عجيب بسبب جهله باللوائح وبسبب استناده على تنظيمه يجبرهم على كتابة عقود موقعه من جانبه وكأنه صاحب ومالك المطبعة فكيف لموظف لديه وظيفه أن يتم تعويمه بعيدا عن وظيفته الرسميه وفق الملفات بديوان الخدمة وهو امر بحاجة للمعالجة العاجلة.

المطبعة الحكومية يا لجنة التمكين وقعت فريسة للكيزان منذ أن حكمها احد الكيزان الذي وقع في شر أعماله وبفضل متابعات الخلص تم الحكم عليه وادانته بالسجن وكان أيضا معتمد سابق ولا ادري ماهي حكاية المعتمدين السابقين من ازلام النظام البائد مع المطبعة الحكومية، فقد ذهب مديرها الاسبق الذي كان معتمد ذهب للسجن حينا من الدهر ولكن هاهو خلفه كذلك الجيلي عجيب المعتمد السابق والكوز الاسلامي المجاهر يفعل بالمطبعة ما يفعل طوال سنوات دون ان يسأله احد وقد كان مسنوداً بالتنظيم والتمكين والمجاملات والعلاقات التنظيمية ولكن لماذا لا يتم فتح الملفات الآن ومعالجة المطبعة الحكومية؟؟
ألم نقل أن التغيير لا يزال بعيدا في الولايات وانها لم تسقط بعد.

وليس عجيب فقط من يحتاج لقذفه بعيدا بل الكثيرين في الولايات والوزارات الولائية وحتى الاندية الرياضية من أزلام النظام ال1ين سبحوا بحمده كثيرا (ولغفوا) تحت حمايته كثيرا.

يا لجنة التمكين ابدأوا بالمطبعة ونفضها ومعالجة ملفاتها وموظفيها وفيهم من هو من كوادر الامن المتسلقين ومعروفون بالإسم وهم ليست لهم ملفات بل كيزان عملوا بالتعاقد والتمكين.

المطبعة يجب ان تعود كإدارة تبع وزارة التربية والتعليم وفق الغرض الرئيسي الذي قامت له وكفاها تسييس وتعيين بالمجاملات من امثال عجيب وغيره.

افتحوا ملفات المطبعة وغيروا ادراتها قبل أن تتدحرج لمزيد من البؤس الذي جعل البوم ينعق فوقها في غفلة من الزمان.

حسين الصادق أب كيعان
سوداني في سيدني

الراكوبة