الوطني أير !!!
ولد لاكشمي ميتال في الهند وكان ينتمي لعائلة فقيرة ثم عمل في مجال صناعة الصلب وتطورت صناعته يوماً بعد يوم حتى اصبح واحدا من أغنياء الهند بعد ما أصبحت شركاته من أكبر شركات صناعة الصلب في العالم وبلغت ثروته أكثر من ١٣ مليار دولار لاكشمي يعيش حياة مترعة بالبزخ والرفاهية ويعمل معه الآف الموظفين والعمال ، لكنه لم يحدث نفسه يوما بشراء طائرة خاصة ، وفي مقابله له عبر احدى محطات التلفزة عندما سأله مقدم البرنامج لماذا لم تمتلك طائرة خاصة وانت من أكبر الأثرياء في الهند قال كل ماحدثت نفسي بها تذكرت ايام العوز والفقر والحاجة التي عشتها وكبحت جماح نفسي لمقاومة تلك الرغبة في (الرفاهية السافرة )
وحزب المؤتمر الوطني الذي لم يعمل قادته في مجال الصلب ولم تصيب اياديهم خشونة الأسمنت لترسم عليها خطوط الفقر والشقاء او علامات الكد والنصب بل ظلت اياديهم ناعمة من فرط الغنى والنعيم وعدم التعرض للاشعه فوق البنفسجية ، هؤلاء لم يتذكروا ماضيهم ابداً ، ولم تكن لهم الرغبة في تذكر الايام الخوالي ايام الفقر والعدم ، ولايعرفون شي أسمه ( النوستالجيا) بل كانوا اول المدمرين لمعالم الماضي والأمكنة التي تذكرهم حقيقتهم وكيف كانوا يعيشون ، ظلوا دائما عندما يتحدثوا عن حياتهم وبدايتها يتذكرون دائما انهم ( درسوا بجامعة كذا وعن اركان النقاش وذلك الاستاذ كان عميد الجامعه ) ذكرياتهم كلها مابين الثانوي والجامعه وكأن الواحد منهم ولدته أمه( بخور طقت ) لايذكرون ابدا ايام الطفولة وكيف كانت حياتهم الأسرية وماذا كان يعمل الوالد وكيف كانت حياته في الصغر ) تلك الفترة بالتحديد يسقطونها عمدا عند اجترار ذكرياتهم
فالحزب اتضح انه يمتلك طائرة خاصة من شركة ( جت ون ) بعد أن كشفت عنها لجنة إزالة التمكين في مؤتمرها الصحفي أن ملكيتها تعود للحزب المحلول وهي طائرة من طراز دورنير تم شرائها من ألمانيا ويبلغ سعرها الحقيقي (٢) مليون دولار، غير أن مصدر كشف للانتباهة بأن السعر الذي تم شرائها به أكبر من هذا الرقم ..ودرونير 328 طائرة نفاثة التي اشتراها المؤتمر الوطني تسع لثمانية عشر راكبا ومخصصة لرجال الأعمال وتتمتع بتصميم فخم وأبعاد مريحة
والحزب له طائرة خاصة ورئيسه المخلوع كان يتقاضي نثرية شهرية قيمتها 20 مليون دولار والبشير الرجل الذي يرأس حزب واجهته اسلامية ونصبت خيام حكمة من فكرة الحركة الإسلامية لم يكبح جماح نفسه يوما حتى لايدخل في فساد سافر ناهيك عن رفاهية سافرة وان ضمير لاكشمي الرجل ( الهندوسي ) كان يقظاً بالرغم من ان مايمتلكه من عرق جبينه والبشير الرجل ( المسلم ) كل مايمتلكه من عرق وجبين الشعب ورغم ذلك تفوق لاكشمي على البشير في باحات المبادئ والأخلاق ومحاسبة النفس الأمارة بالسوء ومن المفارقات مثلما تسمع شركة ( جت ون ) بالاكشمي الملياردير الشهير صاحب التاريخ الحافل في الهند تتحسر انها لم تتعامل معه ولم يشتر منها طائرة خاصة على عكس البشير الذي ربما لاتعرف له تاريخ الا بعد شراء الطائرة
والبشير يمكن ان يكون إنموذجا جيداً على مر الزمان والتاريخ كأغنى رئيس سوداني جلب ماله عن طريق الفساد والتمكين واستغلال السلطة وسياسية التعدي على ثروات الوطن وممتلكاته وشركاته ومعادنه
دمر هو وأخوانه في الحزب واخوانه في البيت اكبر شركة خطوط سودانية وحطموا تاريخها المشرف نهبوها وعاثوا فيها فساداً وحصروا أسطول سودانير كله في طائرة واحدة ( الوطني إير )
ولو استمرت لجنة التفكيك في عملها وكشفت عن المزيد يبقى النظام المخلوع وقادته … ثروتنا كملوها ( جت ) .
طيف أخير :
خليك بالبيت
الجريدة
صباح محمد الحسن