رأي ومقالات

الشيخ محمد احمد حسن يتضايق من أسئلة الطلاق، خاصة إذا كان فيها تهاون من الرجل


#ذكرياتي_مع_الشيخ_الوالد_محمد_أحمد_حسن رحمه الله(4)
كان الشيخ رحمه الله لا يحب الأسئلة التي ترتبط بالسياسة البتة ، وكان رحمه الله سريع البديهة ، حاضر الذهن ، قوي الحجة حافظاً للآيات والأحاديث وأقوال الصحابة والتابعين وآراء المذاهب وكان يفّصل المسألة تفصيلاً حسب أقوال المذاهب ، كان إذا أشكل عليه أمر يقول ( خليني أبحث الجواب وبكرة إن شاء الله نقول ليك الجواب ، فيكتب السؤال في كراسته الصغيرة أو في ورقة خارجية ، ليبحث عن المسألة ويأتي بالجواب في اليوم التالي ؛ وكنت أحياناً أنسى السؤال لكنه لشدة حرصه يقول لي : أمس كان في سؤال فلان قلنا حنبحث ليهو الجواب ، ثم يسرد الإجابة ..
كان رحمه الله يتضايق من أسئلة الطلاق ، خاصة إذا كان فيها تهاون من الرجل ، فيشد عليه في الإجابة ويعاتبه ! ثم يقول لي في الفاصل أو في نهاية الحلقة ( رأيك شنو أديتو هرشة مش كدي )
كان إذا قال السائل ( فلان يسب الدين ) كان الشيخ ينتفض رحمه الله وتتغير ملامح وجهه ويقول لا إله إلا الله .
كان إذا ذكر الحديث وقال اسم الراوي وأخطأ في اسمه يقول : استغفر الله ثم يذكر الإسم الصحيح .
كان رحمه الله بعد الإنتهاء من الحلقة يقول : الحمد لله ، ( سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك )
وبعد الحلقة مباشرة أقوم بمناولته عصاه وتعليق العباءة داخل الاستديو إن كان قد لبس العباءة في تلك الحلقة ، وكان يقوم بهذه المهام بعض الزملاء داخل الاستديو ، كان الشيخ يجلس أحياناً لفترة طويلة بعد الحلقة ليجيب على أسئلة بعض الزملاء والزميلات ، ثم بعد ذلك يخرج ليعود مع السائق المكلف بإرجاعه ، وفي بعض الأحيان يجلس في الاستقبال ينتظر السائق دون ملل أو تضجر ، رغم أن الزملاء المنتجين للبرنامج كانوا حريصين أن يكون السائق موجوداً بعد نهاية الحلقة مباشرة ، وكان في بعض الأحيان يقول للسائق ( الليلة عفيتك عشان جاييني ناس عندي محاضرة في المكان الفلاني )
كان الشيخ رحمه الله دقيق المواعيد حريص أن يكون قبل الموعد المحدد بوقت كافٍ ، أما إذا كان على موعد مع سائق قادم إليه في منزله ، فإنه يكون مستعد وبمجرد ( ما يضرب السواق البوري يطلع مباشرة )
وكان يتصل باكراً بالمنتجين للبرنامج في يوم الحلقة ويسألهم إذا كانت الحلقة قائمة !
أما إذا كان سيعتذر عن الموعد فإنه يجري إتصالاته باكرا مبرراً سبب اعتذاره
كان عنده كراسة فيها أرقام الهواتف ، ” ومفكرة العام ” فيها مواعيد محاضراته ودروسه على مدار العام ، وكان إذا طُلب منه محاضرة أو موعد يقول ( خليني أرجع البيت وأشوف المفكرة بتاعتي وأشوف اليوم ده فاضي ولا عندي موعد ! ) …
وللذكرى بقية …

بقلم
محمد عثمان