مقالات متنوعة

تساؤلات حول زيارة حميدتي لاثيوبيا

يوم الاربعاء الماضي غادر نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان الى اثيوبيا في زيارة لم يعلن عنها ،وانتشر الخبر في وسائل الإعلام تحت عنوان عاجل على اساس انها زيارة مفاجئة كما تخيل الناس ، ثم ذكرت كالة السودان للأنباء بعد أن وان الخبر وعم القرى والخضر بأن الزيارة جاءت لمناقشة مسيرة العلاقات الثنائية بجانب عدد من الملفات الإقليمية، لا سيما المتصلة بعمليات السلام في المنطقة و ليلتقي حمدان بعدد من مسؤولي الاتحاد الأفريقي لمناقشة ملفات السلام وبخاصة في السودان ودولة جنوب السودان ، المهمة مدنية سياسية كاملة الدسم والمسئول عسكري أمر غريب .

لم تذكر الاخبار ان محمد حمدان ناقش ملف عسكري واحد أو قضية، رغم كثرة الملفات والقضايا العسكرية العالقة بين الدولتين ،بل لم يناقش ولا حتى مشكلة عصابات الشفتة التي تستبيح الاراضي السودانية وتقتل وتنهب كل يوم ، ولا أدري لماذا يناقش حمدان مهام من صميم عمل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ووزارة خارحيته، ولا أدري متى وجد زمن لمناقشها وهو مشغول بكرم الضيافة ،يا خوفي من مثل هذه الزيارات للمسئولين العسكرين فالرئيس الأثيوبي سياسي شاطر ويمكنه إحراز الأهداف السياسة عبر من خلال ملاعبة العسكريين .

الأمر المدهش والمحير اتضح أن الزيارة مرتب لها ترتيب دقيق بدليل ما رأيناه ، ولم يقصر ابي احمد في استقبال حمدان والاحتفاء به ووضع له برنامج طويل فيه جانب سياحي اجتماعي و سياسي دقيق جدا وساحر، وإثيوبيا بلد ساحرة وشعبها ساحر وكذلك طبيعتها ويمكنها اغواء أي شخص من أصحاب المال والسياسة وعاشقى الجمال والطبيعة لمصلحتها طبعا وليتنا نتعلم منها ، فنحن لم نرى في حياتنا مسئول عسكري يزور السودان ويتمتع بكرم الضيافة عندنا.

الأسئلة المهمة التي تفرض نفسها الآن أين مجلس الوزراء من مهامه التي يقوم بها حميدتي؟ وهل كان على علم ام لا ، وفي الحالتين يعتبر الامر مشكلة كبيرة ، و هذا يجعلنا نتساءل هل هذه الزيارة أيضا (ضُر) ؟ نريد توضح من السيد حمدان ومجلس الوزراء و من حقنا أن نعرف تفاصيل ونتائج أي زيارة خارجية يقوم بها مسئول في حكومة الشعب.

بعد عودة حميدتي مباشرة صرحت اثيوبيا أنها ستملأ سد النهضة حتى ولو لم يوافق السودان ، ولا ادري ان كان الموضوع له علاقة بالزيارة أم أنها مجرد صدفة ، مع ان بعد هذه الزيارة يفترض أن تراعي اثيوبيا مشاعرنا و تتحدث بطريقة لطيفة ولكن هذا الامر مؤشر لشيء ما والله يكضب الشينة.

في نهاية الزيارة عبر محمد حمدان عن إعجابه بالنهضة والتطور الذي تشهده إثيوبيا تحت قيادة آبي أحمد، وتقدّم بالشكر له وللشعب الإثيوبي على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال التي وجدها والوفد المرافق له ولا ندري من كان في رفقته طبعا .
ما لا يعرفه الاخ حمدان أن الشعب السوداني يعرف اثيوبيا جدا ويعرف ما يقوم به ابي احمد السياسي المحنك الذي لم يذور السودان الا عند الشديد القوى وعلى عجل ولم يتمتع بكرم الضيافة ، قام بعمل رسمي حساس وترك بصمته وغادر والعالم يراغب جديته، ويا عزيزي حميدتي الرئيس الاثيوبي ابي احمد يعد نفسه لمشروع أفريقي كبير سياسي طبعا فلا تجاريه .
في الحقيقة نحن مأساتنا كبيرة فاغلب الساسة السودانيين مدنيين كانوا أو عسكرين يتعاملون بمزاجهم مع مصالح السودان وقلما يعود أحدهم بمنفعة وكثير ما نتضرر منهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

المهم ننبه السادة المسؤلون أن (يتقلوا شوية) ولا داعي للزيارات في الوقت الراهن والبيت الداخلي مقلوب راسا على عقب، رتبوا بيتكم وليلتزم كل بمسئوليته وليكف السادة العسكرين عن التغول على المهام المدنية والسياسية.

اسماء محمد جمعة

الراكوبة