الى منبر جوبا .. استعجلوا التوقيع
منذ ان انطلقت ثورة ديسمبر وإهتز كرسي السلطة السلطة الذي يتمسك به النظام المخلوع ،تركت حكومته أمر البلد وانشغلت بتثبيت الكرسي، ولكن الأوان كان قد فات وقال الشعب(تسقط بس) وكلمته لا يعلى عليها ، وفعلا اسقطها سقطة تليق بها ، ثم جاء المجلس العسكري الانتقالي الذي كان يجب أن يسلم السلطة إلى من يمثل الشعب، ولكن اعتقد انه من الممكن يبقى في السلطة وحاول التمسك بها ، إلا أن غضب الجماهير ادى إلى تسليم السلطة لحكومة انتقالية بعد مماطلة كلفت من الزمن ستة أشهر اثرت سلبا على حال الشعب والدولة.
بعد التوقيع اطمئنأت جماهير الشعب بأنها لن تكون تحت رحمة حكم عسكري ينفرد بها ،ولن يكون هناك حركة اسلامية تزلها مرة اخرى ،عادت الحياة تدب في مؤسسات الدولة خاصة الجامعات والمدارس ،ورغم أنها ازدادت بؤسا وكآبة بسبب المعاناة، الا ان روح الامل والتفاؤل التي نفختها الثورة في الشعب بدت واضحة على الجميع الذين ابلوا بلاء حسنا في اسقاط ذلك النظام الفاشي وامالهم معلقة بحاضر وغد أفضل.
حقيقة ثورة ديسمبر المباركة خلقت حالة وعي عام بالمرحلة شملت حتى الاطفال وكان الجميع يتوقع أن يمضى التغير سريعا و قويا كسرعة الثورة وقوتها ،خاصة بعد تشكيل الحكومة الانتقالية ولكن لم تمضى الامور كما تمنى الشعب ،فقد دخلت الأهواء الشخصية والصراعات الحزبية فولدت حكومة بها الكثير من العيوب التي أدت إلى بطء التغيير ، وما زاد الأمر سوء التأخير في توقيع اتفاق السلام الذي فتح له منبر بجوبا وللسلام حكاية.
ظن الشعب أنه بعد سقوط حكم مافيا الحركة الإسلامية، لن يأخذ السلام زمنا طويلا الا ان ظنه خاب ،فقد أخذ التفاوض ثلث الفترة الانتقالية التي حددت للحكومة لتأتي بعدها انتخابات تحقق الانتقال الكامل إلى الديمقراطية، الأمر الذي أدى إلى أن تظل البلد واقفة في نقطة سقوط النظام المخلوع لم يمضي التغيير بشكل جيد وتأخرت الكثير من الإجراءات الا من بعض الأشياء التي لم تؤثر في حياة الشعب التى اتسمت بالمعاناة من كثرة الأزمات واستمرارها.
لهذا السبب نرسل رسالة للحركات المسلحة والحكومة في منبر جوبا ، استعجلوا التوقيع والعودة في اسرع وقت فقد أصبح الأمر ضروي من اجل الشروع في تنفيذ إصلاحات شاملة تجعل البلد تتنفس الصعداء ،فالسودان 30 سنة تحت ضغط النظام المخلوع وخمسة اشهر تحت ادارة المجلس العسكري وعشرة اشهر في ظل حكومة انتقالية تواجه مشاكل ومعوقات كثيرة ،وقعوا حتى يتنفس السودان الصعداء.
ما زال الشعب السوداني صابر يتحمل عبء ظروف قاسية حتى لا تتحقق اماني نظام الحركة الإسلامية في العودة ويقع في ورطة سوريا وليبيا واليمن، فعندما كان البشير يخيف الشعب بهذا كان يعلم انه لن يحدث لأن الإرهابيون معه في السلطة، اما الان فهم خارجها ولن يترددوا في أن يفعلوا أي شيء اذا وجدوا الفرصة، استجعلوا التوقيع حتى ولو ما زالت هناك نقاط خلاف تجاوزها بأي شكل من أجل هذا الشعب.
اسماء محمد جمعة
الراكوبة