مقالات متنوعة

تفكيك الجيش .. دعوة باطل أريد بها باطل!!

علي الأقل فإن الجيش قد منحنا خمسين عاماً (5+16+30)..
-السنة ما بيناتنا-
سنوات مفعمة بالعزيمة.. وفيها كان امرنا مقدوراً عليه، حققنا في تلك الحقب نقلات باذخة لا نستطيع إنكار تأثيراتها وتجذراتها في تشكيل ملامحنا التي نحن فيها الآن..
50 سنة أفصحنا فيها عن ذواتنا بما لا يساوي تلك التي قضيناها في سنوات الأحزاب المنقسمة و المتشرذمة والمخترقة وعضم (ام قبيح)..
كما أن جيشنا لا يتحمل وحده مسئولية جبل المشاكل الجاثم على صدورنا.. ولم يكن منتجاً أو حاضنة لتلك الفوارق الماثلة بين أبناء الشعب السوداني..
⁦▪️⁩عيبه الذي لا يصلح عيباً انه كان متماسك وراسخ ليمنع الجميع من الانزلاق والانهيار..
لذلك لن ينسى له المتآمرون والمتنمرون والمتمردون أنه السد المنيع أمام اطماع الفوضوية الخلاقة وغير الخلاقة..
لاشك ان آل خليل ابراهيم لا يضمرون الخير لتلك المؤسسة التي حالت دون أحلام الدكتور في غزوته الاثنية العنصرية المميتة..
ولا بولاد وفيليب غبوش..
عبدالواحد بعد (قوز دنقو) صار مقهورا وملوما محسورا ومحصوراً..
⁦▪️⁩أن تجريف كل مشكلاتنا ووضعها على أوزار المؤسسة العسكرية لهو خطأ بنيوي يخل بالميزان نفسه الذي نستدعيه لإنجاز المهام الوطنية..
فحين (افرنقعت) النخب ولاذت المجموعات الثقافية المكونة للشعب السوداني بالغنيمة عن ادارة حوارها الوطني ومخاطبة جذور المشكل السوداني وحلحلته كان الجيش السوداني يحافظ فقط علي سلامة البدن وتفكيك أحلام تلك المجموعات الموقوتة الساعية لاحداث انتصار حاسم يغذي نزعاتها التوحشية..
لذا فإن أكثر الأوساط الداعية لتفكيك الجيش كانت هي المجاميع العنصرية التي تعرف أنها لن تستطيع الضرب عميقا دون إجراء ذلك التفكيك..
نرغب في انجاز تلك المعادلة التوافقية.. وان يواصل الهامش المشاركة والتناغم، ليس جبراً ولكن على روح التراضي والقبول..
وهو مشوار صعب وعملية ستكون معقدة وطويلة (Long process) نظراً للطبيعة التي عليها تلك المشكلات من حيث تعددها وانسحابها على كافة تفاصيل حيواتنا ومهاربها..
وطول تلك العملية ومشقتها نابع من كونها تعالج المشكلات في مظان مختلفة.. والجيش برغم انه أكبر مؤسساتنا، الا انه الأقل خروقات والاكثر التزاماً، وبمعاييره الخاصة ومعاييرنا هو بعيد عن داء التعنصر واعراضه ..
لقد خربنا دنياواتنا ومدنيتنا ونريد ان نلحق الجيش بذات المصير..
(جنس حسادة)..
⁦▪️⁩آفة العنصري انه لا يملك الا زاوية نظر واحدة لكل الحوادث والوقائع..
يلوي عنق الحقائق لتتماشي مع نظريته السقيمة..
⁦▪️⁩المشهد الذي أنتجته المؤسسة العسكرية بعد ديسمبر كان دالاً على متانة إيمانها بالمساواة..
ولكم أن تعيدوا قراءة مشهد الجلافة التي تعامل بها المكون المدني واشياعه في صراعهم مع (كباشي) حين خالط (أكرم) ابان ازمة العالقين..وكيف خاضوا وتسفلوا بما نتوارى خجلاً عن ترديده هنا اكراماً للقراء وكباشي..
عرف الناس من هو حقاً:

(العنصري ومغرور)..

يومها-ومثل كل مرة- اثر العسكري وأنصاره الصمت أناة وحلماً.. ⁦
⁦▪️⁩وهم كبير يحاولون تمريره بقدرة مشروع تفكيك الجيش على أنجاز كل المعالجات الوطنية وفق ضربة خاطفة (snapshot).. في محاولة لاغراءنا وجرنا لـ(نطالعهم الخلا)!!..
وهناك سنكون (اباطنا والنجم) بلا عزوة ولا نصير..
▪️ليس المطلوب نسيان أمر رتق النسيج الاجتماعي والتراخي ..
فلنتقدم دون ان نكسر ظهر (سندالتنا) واستبدال (فارس الحوبة) والنزول لنركب (الكركابة)!!..
⁦▪️⁩الجيش هو الضمانة الحقيقية الوحيدة المتوفرة لإنجاز مهام الانتقال والتحول..
بغيره سنعود إلى غمار اللاعودة و سنخسر كل الوسائل السلمية المتاحة لاثارة الجدل وتثوير الحوار وتمدينه فنرتد إلى الجحيم..
(مكره أخاك لا بطل)..
⁦▪️⁩لا زال العنصريون على اعتقادهم الضال القديم في أن فوهة البندقية قادرة على جلب السلطة للساق والمال للخناق..
وليست دعوات تفكيك الجيش إلا مناورة صاخبة لإنجاز تلك الصلات والفوضى..
وهو تفكير منبت حاقد وفطير..
ولو اتفقوا وانجزوا أمر التفكيك و(فكفكوا) الجيش (وردة، وردة) فان الوجدان الذي أبقى الجيش على ذلك التماسك لا يموت..
جربت العنصرية أن يكون لها جيشاً في مركز عصبنا وطوابيراً بين فرثنا والدماء فماذا انتجوا لذواتهم المريضة..
⁦▪️⁩الوحدة الوطنية التي لا تأتي إليها القلوب علي (المحنة) لن تبني قشة قشة..
ولن تصمد..
ولا يحتاجها أحد.

أشرف خليل
الانتباهة