مقالات متنوعة

المهدى ماذا قبل ؟!!


قبل أن أسأل نفسي عن تأثير انسحاب حزب الأمة القومي برئاسة الصادق المهدي، من ائتلاف قوى الحرية والتغيير إثر خلافات داخل المجلس المركزي للقوى بشأن تعيين الولاة المدنيين وتشكيل المجلس التشريعي.. أسألها عن ماهي أهمية وجود هذا الحزب داخل قوى الحرية والتغيير، وماذا استفادت الحكومة من خبرات الإمام الصادق المهدي، أو بالإحرى ماهو المفيد الذي قدمه السيد الصادق للساحة السياسية التي عانت الكثير منذ توقيع الإتفاق والى يومنا هذا، وهل كان الصادق المهدي فاعلاً ومؤثرا بحكم عمره وعضوية حزبه العريضه وتاريخه السياسي الطويل، لا أظن فالحزب أصبح ومنذ زمن طويل ( يلعب) لصالحة ان جرت المياه عبر جسره خرج مرحباً ومباركاً وظهرت قياداته على أجهزة الإعلام تحكي تجاربها السياسية وتتكيء على تاريخها، وظلت مواقف المهدي رمادية متأرجحة، تجعل الجميع لايثق فيها، وكل مايقدم المهدي حلاً يكون قد تم الإعداد له جيداً وقرأ الامام كل جوانبه ومايترتب عليه من ردود أفعال، ومن ثم يقدمه للحكومة، فإن وجد ان مارسمه لايوصله الى أهدافه ( قلب) ورقة ذات البيان وكتب على ظهرها ماينقض مايحويه باطنها، وهكذا كان الرجل يجيد لعبة المراوغة السياسية.
والضبابية والموقف المُتحور للسيد الصادق المهدي طِوال تاريخه السياسي العريض ماضياً وحاضراً ومستقبلاً يجعل من القوى السياسية العاقلة المتفحصة والقارئة للخُضم السياسي زرقاء يمامة ولكن لم تكن قوى الحرية والتغيير في تعاملها مع هذا الواقع إلا كمن (وضعوه في اليَّمِ مكتوفاً وقالوا له إياك إياك أن تبتلَ بالماء) إذ أن الصادق ذات نفسه يتلقى تعليماته بقرنا إستشعار خارجية وهذا ما يجعله كالحرباء على غابة نخلٍ باسقة والمعلوم أن من تلوّن بالطباعِ والمواقف حتماً مصيره السقوط في مستنقع اللا موقف ولا رؤية ولا بصيرة وهذا قطعاً ما قاد هذا المكون إلى حالة التأرجُح والهذيان.
وخروج المهدي مغاضباً يجب أن يستفيد منه رئيس مجلس الوزراء فهو مفيد للغاية لأن وجود المهدي كان عائقاً كبيراً، لمسيرة الحكم والعملية السياسية، وكان الرجل ( خميرة عكننة) لها تأثير سلبي على دور وأداء حكومة حمدوك فالرجل يريد أن يأتي تعيين الولاة على رغبته وهواه ليسقينا من ذات الكأس الذي شربنا بها ( مقلب ) بعض الوزراء في الحكومة فقد كان له يد طويلة في اختيار الوزراء وله نصيب الأسد في المشورة والأخذ بالرأي.
والواقع السياسي الذي نعيشه تخيم عليه الغيوم ولكي يكون هناك طريق واضح وبين للعبور والانتصار كما يقول رئيس مجلس الوزراء يبقى السبيل لهذا يكمن في قوة قبضة حمدوك الذي لابد أن يتحرر من قوى الحرية والتغيير ومن الجلوس الدوري على طاولة حزب الأمة وان تكون له إرادة قوية بحجم الثورة والشارع وانصاره لمواجهة مستقبل لابد أن يكون القرار فيه يرجع لحمدوك وحده، لا لسواه عندها سينتصر لنفسه قبل الثورة، فهذا الجيل العظيم يحتاج الى قيادة توافق تطلعاته وتعمل بفكرة وعبقرية جديده تناسب المستقبل لا أن تجره الي الوراء بعقلية أحزاب أكل عليها الدهر وشرب، كانت ومازالت تعتقد إن لا مخرج ولا حل بدونها، هذا الاعتقاد مشروع بالنسبة لها ولكنه غير مشروع حين ندور نحن معها في ذات الفلك، والسؤال ليس ماذا بعد خروج المهدي …ولكن
ماذا قبل ؟؟؟!!!
طيف أخير :
إن الشدائدَ للورى غربالُ
الجريدة

صباح محمد الحسن