رأي ومقالاتمدارات

علامات الساعة .. وسيول جزيرة العرب وشمال السودان ..والأنهار التي ستعود


علامات الساعة .. وسيول جزيرة العرب وشمال السودان ..والأنهار التي ستعود
+ كوارث سيول الشمالية وشرق النيل… طرق أم سدود ؟!
☆ نعم ستعود مروجا وأنهارا كما كانت وقد بدأ جريان العودة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من أخبرنا بها حين قال: (لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض، حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا) رواه مسلم.
☆ وقد شاهدت بنفسي التصاعد الشديد في معدلات هبوط الأمطار في السعودية منذ منتصف الثمانينات ومصحوبة بتساقط كثيف للبرد وكان يتسبب في تحطيم زجاج السيارات وواجهات المباني خاصة معارض السيارات ، وشاهدت في أسفاري المتعددة بين الرياض والقصيم تكون بحيرات كبرى في الصحراء وكان الماء في بعض هذه البحيرات لا يجف إلا بعد مرور أشهر من انتهاء موسم المطر ، وكنت ترى الكثبان والسهول الرملية على مدى البصر وقد اهتزت وربت وانبتت بساطا أخضرا زاهيا وأزهارا ذات بهجة وشجيرات.
☆ إما التزايد السنوي في معدلات تساقط الثلوج في شمال المملكة العربية السعودية فقد وصل مرحلة أن الصحراء صارت تتغطى بالكامل بطبقة ثلجية بيضاء كأوروبا.
☆ إن جغرافيا ومناخ وطبوغرافيا جزيرة العرب وما يقابلها من الجانب الغربي من البحر الأحمر على إمتداد خطوط العرض حتى سواحل الأطلنطي هي نفس الجغرافيا والطبوغرافيا وتركيبات التربة والترسبات التي كشفت عديد الدراسات فيها والحفريات أن صحاريها كانت ذات يوم عامرة بالأنهار والبحيرات وعثر فيها على بقايا المخلوقات البحرية في عمق الصحراء ومتحجرات الأشجار.
☆ من هنا نفهم أن معدل سقوط الأمطار في شمال السودان سيزداد عاما بعد عام وإن شاء الله ستعود الأنهار الجافة المنحدرة من دارفور وكردفان للجريان مجددا نحو النيل.
☆ الطرق الجديدة ومآسيها :
إن المياه تعرف طريقها جيدا عبر مسالك الطبوغرافيا عبر المنحدرات والخيران والأودية ، وبالتالي فإن الماء في سيلانه لا يعتدي علينا بل نحن البشر الذين نعتدي عليه حين نهمل حقوقه التاريخية في مساراته فنقوم بردمها وإغلاقها بردميات الطرق المسفلتة دون وضع اعتبار للكباري أو فتحات تصريف السيول في المجاري والأودية ولو كانت جافة لعشرات السنين.
☆ إن جينا للحق … السيل على حق :
إعتدى الإنسان على مسارات الماء المنحدر من شرق النيل نحو النيل الأزرق والنيل الكبير ، واعتدى كذلك على مسارات الماء عبر الخيران والأودية من غرب النيل نحو النيل الأبيض والنيل الكبير ، لهذا صرنا نشهد سنويا مآسي القرى الواقعة على حواف هذه الطرق حين يرتطم السيل بتلك العقبات فيرتد نحوها غاضبا مهتاجا فيحدث ما يحدث ، ولهذا تجد أن سكان تلك القرى والبلدات هم من يبادر بتكسير الطريق الأسفلتي وردميته لفتح مسار الماء.
☆ لهذا ستظل نفس المآسي والمشاهد والصور تتكرر عاما بعد عام فالسيول لا دخل لها بسوء تصميماتنا ولا سوء تنفيذنا.
☆ لا مناص من الكباري ولو بالمئات :
لا يراودني الشك أبدا أن هندسة الجسور والكباري ذات أولوية قصوى ربما أهم من الطريق نفسه ، وسيحتاج السودان للمئات من الجسور من مختلف التصميمات والأحجام لتغطية احتياجات شبكة واسعة من الوديان والخيران وفي دارفور مثلا فإن كثيرا من هذه الوديان هي في الواقع أنهار موسمية لا تقل عن أنهار الرهد والدندر الموسمية فلماذا هذه أنهار وتلك أودية ؟ لست أدري.
☆نهر أبو حبل :
مظلوم حقيقة هذا النهر حين همشوه فأسموه خورا وهو نهر رأيته للمرة الأولى في 2007م وكنت نائما وايقظني رفيق الرحلة لأشاهده فأخذتني الدهشة قائلا : النيل هنا في كردفان ؟!! فضحك مرافقي وقال : نيل شنو ياخ !! ده خور أبو حبل !!
وأبو حبل ينحدر وفي طريقه نحو الشمال الشرقي وقبل أن يصل النيل الأبيض يتفرع لعشرات الخيران فيما يشبه الدلتا ولك أن تتخيل كم سيكون عدد الكباري التي سيكون مطلوبا وجودها فيما لو تم بناء طريق مسفلت غرب النيل الأبيض جنوبا حتى حدودنا مع دولة جنوب السودان ؟
👓 كمال حامد.


تعليق واحد