مقالات متنوعة

مذبحة المدارس الخاصة


قامت إحدى المدارس الخاصة بمخاطبة أولياء الأمور بضرورة الاسراع بسداد الرسوم المدرسية قبل منتصف هذا الشهر كآخر موعد، تلك المدرسة حاولت استباق خطوات الوزارة التي أمرت بإيقاف التسجيل حتى الوصول إلى قيمة مالية مناسبة .
الشاهد في الأمر إن تلك المدرسة طالبت أولياء الأمور بدفع الرسوم بالعملة الأجنبية أو ما يعادلها ، رسوم هده المدرسة قفزت هذا العام لقرابة الثلاثة آلاف دولار..!! بزياده ١٠٠٪‏ منها مائة دولار سعر (التي شيرت) .!! و (٦٥٠) دولار قيمة رسوم الكتب..؟؟
هل يعقل هذا (تي شيرت) فقط مطبوع عليه (لوقو) المدرسة يباع بـ (١٠٠) دولار و كتب دراسية بـ (٦٥٠) دولار..؟؟
أين وزارة التربية والتعليم من هذه المجزرة..؟ ، أين بنك السودان من المضاربة بالعملة..؟ ، أين حماية المستهلك..؟ ، أين إدارة التعليم الخاص بالوزارة..؟ ، أين ذهب الجميع ..؟ هل هم نائمون …!! أم أنهم يعيشون في وطن آخر غير الذي نعيش فيه ..؟!
كيف تاتى لهذه المدرسة و غيرها الكثير من المدارس الخاصة أن تقيم كل عام مقصلة يتم فيها إعدام مدخرات الأسُر و حفل راقص على شرف تنظيف جيوب الآباء ..!!
الأسوأ من كل ذلك إن بعض الآباء و على الرغم من هذه المبالغ المهولة يلجأون بكل اسف لاستقدام أساتذة خصوصيين بالبيت للمراجعة والشرح لأبنائهم …!! وتلك مصيبة أخرى حين تصبح المدرسة الخاصة عبارة عن حقل تجارب للاساتذة على مدار العام وأن يكون أبناؤنا هم فئران التجارب لتلك المدرسة .
عندها ينتهي العام الدراسي دون تحصيل أكاديمي يذكر ، و يصبح التعويل على الاساتذة الخصوصيين .
المضحك في الأمر أن صاحب إحدى هذه المدارس يدرس ابنائه في مدارس خاصة أخرى..!! يا للمهزلة و السخرية..!!
إن ذلك أبلغ رد و أقوى رسالة أنه لا يثق في مدارسه ولا يؤمن بمستوى التحصيل الأكاديمي فيها كما لايؤمن بمقدرات الاساتذة و خبراتهم أن ما يحدث من فوضى الاسعار في المدارس الخاصة هو مسؤولية وزارة الترببة والتعليم في المقام الأول ، فلا يعقل أبداً أن يترك الحبل على الغارب لتجار و سماسرة لا يهمهم شيء سوى تحقيق مكاسبهم الخاصة وليذهب المواطن ومعه الوطن للجحيم .
خارج السور :
حتى تصدر الوزارة قراراً واضحاً و حاسماً ينبغي أن يتحد أولياء الأمور ويتقدموا الصفوف في ثورة حقيقية للتصدي لـ (مافيا) التعليم.

سهير عبدالرحيم
الانتباهة