رأي ومقالات

الحقيقة مشكلتنا في السودان هي نفس مشكلة لبنان

التحقت في السابق بالشرطة السودانية عن حب و قناعة و إيمان كبير جدا بفكرة تحقيق العدالة و إنفاذ القانون رغم إني كنت عارف نفسي شغال في ظل نظام فاسد و متجبر لكن كنت واثق من نفسي شديد اني قادر على الإصلاح من الداخل و انو طالما انا في السليم مافي قوة ح تقدر تتسلط علي و ما فكرت ابدا” انو ابتعد عن الشرطة بسبب اعتراضي علي خططها و سياساتها و برامج النظام الحاكم فيها و عشان انا مؤمن بي دورها العظيم و رسالتها يستحيل اني اعمل على تفكيكها او اهاجمها و لو عندي انتقادات كبيرة كنت و لا زلت بوجهها في رسائل خاصة من على البعد عشان بخاف عليها من الفشل و استقلال الاعداء لانتقادنا الموضوعي و تحويله لنقطة هجوم و إساءات و بسبب حبي للمهنة دي لا زالت اعمل في مجالها خارج الوطن و في خدمة شعب اخر و وطن ثاني .
و ده ما حالي براي ، ده حال كل جندي و قائد عسكري حقيقي و غيور و محب لمؤسسته و وطنه ، عشان كده دائما” بنقول انو العسكريين ولاءهم الاول و الاخير لعسكريتهم و وطنهم و الناس البتمردوا او يهاجموا او يحاولوا من كراسي المعاش انو يفككو المنظومات العسكرية و الامنية الوطنية ديل في الاساس ما كانوا في يوم من الايام عندهم ولاء للمهنة و للوطن ، ديل ولاءهم الاول لذواتهم و احزابهم و اجندة مموليهم و سادتهم .

عشان كده دايما” كنت بعتبر انو اي إنشقاق حزبي او انسلاخ جماعات او افراد من داخل حزب او كيان بعتبرهم ما كانوا مؤمنيين بفكرة الحزب او الكيان و بعتبرهم كانوا مجرد ( غواصات ) داخل الحزب او الكيان و بشوف انو الحزب فشل في تربيتهم و ارضاعهم من ثديه حب و فكرة الحزب .
النضال الحقيقي انك تناضل من داخل المؤسسة او الحزب او الكيان من اجل الإصلاح و التغيير و ليس عن طريق الاستقالة و الانشقاق و كشف الحال وده سبب احترامي و تقديري للبروف غندور و لدكتور امين حسن عمر و دكتور الشفيع خضر و امثالهم من القادة العسكريين و الشرطيين .
احترمت جدا رئيس الوزراء اللبناني لامن قدم استقالة الحكومة اللبنانية و قال سبب مشاكل لبنان هي الطبقة السياسية ، و في الحقيقة مشكلتنا في السودان هي نفس مشكلة لبنان ، مشكلتنا الاساسية و الحقيقية في الطبقة السياسية السودانية ، هي طبقة فاشلة و قديمة و نتنة و متعفنة و مترعة بالفساد و العمالة و الخيانة .

و لو الجيش السوداني نظر لمشكلة السودان بنظرة وطنية و مهنية حقيقية فان الواجب بيتطلب منهم انو يفضوا الشراكة الفاشلة و يحلو الحكومة و يحلو جميع الاحزاب السياسية و يحظروها تماما” و يفتحو الطريق للشباب لتكوين حزبين بس ، واحد من اليمين و التاني من اليسار ينافسوا بعضهم البعض كحزبين كبيرين لا ثالث لهم للدخول و المنافسة في انتخابات حرة و نزيهة بمراقبة المجتمع الدولي .

بعض الاصدقاء في الصفحة بيشوفوا تحليلاتنا و كتابتنا و بيشوفونا مؤهلين للعمل العام و في الحقيقة دي اكبر حاجة غلط قاعدين نمارسها في حياتنا السياسية و هي عشمنا في الناس البتعرف تكتب و تحلل و تنتقد في انو يكونوا ناجحين في العمل التنفيذي ، و خير مثال لفشل امثالنا في ادارة الدولة هي النخبة الحاكمة حاليا و الكانت بتحلل و تنتقد بالامس القريب .

امثالنا يا جماعة ما بنفعوا لادارة الدولة ، امثالنا ممكن ينجحوا في الإعلام و كشف مكامن الخلل و في البرلمانات كممثلين للشعب و مراقبين للحكومة واداءها ، لكن يستحيل ننجح في العمل التنفيذي و ادارة شئون الدولة لانو ده مجال عايز ناس بمواصفات مختلفة ، عايز ناس عندهم خبرة و علم ، عايز ناس بتعرف تشتغل ، ما عايز ناس بتعرف تتكتب و تنتقد و تتعمج .
نزار العقيلي

‫3 تعليقات

  1. جزاك الله خيرا على هذا الكلام الجميل والصريح والصحيح
    وصدقت حين قلت إن مشكلة السودان هي في الطبقة السياسية فهي طبقة فاسدة وخائنة ومتكلسة ومعفنة وخائبة ويجب تجاوزها بعد الآن بل يجب أبعادها عن العمل السياسي وأبعادها عن التحكم في مصير السودان وهي التي فشلت فشلا ذريعا منذ استقلال السودان.

  2. دا شايت وين دا ومجرد انك قلت انك دخلت العسكرية من اجل ان تصلح من الداخل فهذه فرية كل من يريد ان يقنع نفسه بالباطل انه على صواب فمن بيده السلطة ليس قطة وديعة بل هو اسد هصور يلتهم كل من يعترض طريقة نحو فريسته يا هذا وحزب يمين مين وحزب يسار مين التى تتحدث عنها ولماذا العسكريين هم من يقرروا مصير شعب وامة باسرها ومن غير العسكريين قد دمر هذا الوطن فلم نسمع بانهم حرروا حلايب ولم نسمع بانهم وقفوا سدا منيعا للحيلولة دون انفصال جنوب السودان وهذا هو دورهم الاساسى وذلك لانهم مشغولين بان يصبح عبود رئيسا للسودان وكذلك النميرى واخيرا المجرم المخلوع البشير فكان الفشل الزريع حليف السودان فى كل حقبهم السوداء وبعد كل الذى فعله العسكر بالسودان يريد هذا الهندى رقم ٢ ان ينصبهم اوصياء على السودان من مقبل ايامه
    لبنان ياهذا يحكمها حزب الله لذا هى دولة فاشلة انهم اخوة كيزان السودان ورئيس عصابتهم المجرم المخلوع البشير فالفشل يكون اينما حل الكوز واخوانه امثال حزب الله

    1. طبعا اسم زول ساي في محلو
      حزب الله و الكيزان اعداء و الدليل حرب اليمن و مشكلة القحاتة مع حزب الله شنو انا ما عارف على اساس انو القحاتة مستفيدين من الخليج
      و الاهم من كدا انفصال الجنوب دا ما ساهمت فيهو نفس الاحزاب الهسي حاضنة سياسية لحمدوك
      و الحاضنة السياسية بتاعت حمدوك سنة 95 ايدت احتلال مصر لحلايب تحت اسم التجمع الوطني من القاهرة
      و كمان في انقلابين من الانقلابات قامت بها حاضنة جماعتك السياسية و جابت العساكر و ادلجة المؤسسات بأيدلوجيا يسارية
      يا زول ساي(و هو اسم على مسمى) كان انت جاهل بالسياسة و التاريخ فالغيرك افهم حتى و ان لم يردوا عليك و حدكم قريب و نهايتكم المرة دي ح تكون أسوء من نهاية جماعة هاشم العطا