من الاحق بالتعويض ؟! حادثة ضرب مصنع الشفاء .. أغسطس 1998 م
عدد كبير من الناس قالوا أنهم شاهدوا الصواريخ .. لا اعرف أن كان ذلك حقيقة أم حلمآ لكنني اعتقد أنني لمحت صاروخين يشعلان سماء الخرطوم كالشهابين ..
مصنع الشفاء في الخرطوم كان أكبر مصنع للأدوية في البلد ويعمل به أكثر من 300 عامل، و ينتج الدواء للاستخدام البشري والبيطري.
في أغسطس من العام 1998م .. وقع الهجوم الصاروخي .. حيث أستهدفت حكومة الولايات المتحدة برئاسة بيل كلينتون موقع المصنع .. أسفرت الغارة عن مقتل موظف واحد وإصابة أكثر من 12 أخرين ..
تسبب هذا الهجوم بمقتل عشرات الآلاف من المدنيين السودانيين .. حيث تسبب توقف المصنع عن الأمداد بندرة حادة في سوق الدواء في البلد ..
هذه الضربة هي أول مرة تقدم فيها الحكومة الأمريكية على توجيه ضربة عسكرية مباشرة للأراضى السودانية .. بعيدآ عن الدعم غير المباشر للجماعات المتمردة التي ظلت تحارب الحكومة السودانية في جنوب السودان ..
لم تطالب حكومة السودان أو المواطنين السودانيين الذين أستهدفتهم الحكومة الأمريكية بأي تعويضات من (أمريكا) ..
تطلب الولايات المتحدة من الحكومة السودانية دفع تعويضات قدرها 300 مليون دولار الى أسر ضحايا المدمرة كول و سفارتيها المنكوبتين بهجمات تتدعى ان السودان قد يكون مسؤول عنها (بطريقة غير مباشرة) .. هل يجروء حمدوك و جوقته على مطالبة امريكا بتعويضات عن هذه الغارات و هولاء المواطنين الذين تسبب الرئيس الأمريكي (بطريقة مباشرة ) في قتلهم بالصواريخ .. أو قتلهم (بطريقة مباشرة) بحرمانهم من الأدوية ؟!
الأجابة هي لا بالطبع ..
فليتواصل و ليتماسك (مد) و حلب المواطن السوداني ..
#وهكذا
عبد الرحمن عمسيب