مقالات متنوعة

نحيي الشرطة (2)

لعناية السيد وزير الداخلية
بواسطة السيد مدير عام الشرطة
بواسطة السيد مدير ادارة الجوازات والهجرة
تلقيت رسالة في الايميل على اصداء مقالي الأسبق بعنوان (نحيي الشرطة) والذي تناولت فيه تنمر بعض منسوبي الشرطة على المواطنين العزل دون وجه حق ..وأذكر انني طلبت توضيحاً من وزارة الداخلية حول هذه الممارسات التي تسئ لصورة الشرطي السوداني وتزيد من حجم المسافة بينه وبين المواطنين والمفارقة ان الشعار المرفوع هو (الشرطة في خدمة الشعب).
رسالة الايميل كانت من طبيب سوداني مقيم باحدى دول الخليج ..عاش تجربة مريرة مع طليقته في حضانة الأطفال ..وحدثت منازعات حول أحقية كل منهم بالاطفال وقد أرسل لي كافة المستندات التي تسرد سير المحاكمات حتى ظفر بحضانتهم ..الحقيقة ان القصة محزنة فالضحايا هم الاطفال في النهاية ..لكن تلك قصة أخرى ربما نفرد لها مساحة ثانية في وقت لاحق.. نحن الآن بصدد حكاية الفساد الذي طال مفاصل مهمة في وزارة الداخلية ..وهي قسم الأوراق الثبوتية ..الطبيب يسرد حكايته بالتفصيل و هو انه أرجع أطفاله الى السودان بعد استخراج جوازات سفر جديدة لهم ..وقفل عائدا الى مكان عمله ..ليتفاجأ بعد مدة قصيرة بطليقته وهي تغادر السودان مع الأطفال بالجوازات القديمة الملغية رغم مرور شهور و أحدهم جواز أخضر أوقف التعامل به وأكمل 12 عاماً من تاريخ استخراجه …شوف ازاي ؟ كيف يحدث هذا ؟ تأشيرة خروج على جوازات منتهية وملغية ؟ جديدة دي !!
الحقيقة انني في البداية لم أصدق ..حتى أرسل لي صوراً لقرار النيابة بعد ان فتح بلاغا يشكو فيه الجوازات السودانية على سفر أطفاله دون علمه وبجوازات سفر منتهية المدة وملغية ….وفيه النيابة تبطل التأشيرة التي سافر بها الأطفال ..لكن الامر فعلا مستفز ..نفترض ان الواسطة قد استطاعت استخراج تأشيرة الخروج وختمها على الجواز ..كيف خرج الاطفال عبر المطار بالجوازات منتهية الصلاحية ؟ هل استشرى الفساد وطال كل المنافذ ؟ لاحظ ان الاطفال سافروا (عديل) عبر المنافذ العادية ولم يتم تهريبهم..ولم يتم اكتشاف الخلل الا في الدولة الأخرى ..يا عيب الشوم ..كيف تعجز النيابة عن إنقاذ أمرها والزام إدارة الجوازات بالافصاح عن منسوبيهم مانحي التأشيرات..؟
الطبيب الذي رفض هذا الظلم ..شرع بفتح بلاغ ضد ضباط الجوازات الذين قاموا بهذا التزوير وطالب برفع الحصانة عنهم ..ولكن حتى كتابة هذه السطور تتجاهل وزارة الداخلية هذا الطلب متسترة على منسوبيها والطبيب طرق كل الأبواب ولم يجد من يحل له معضلته ..ومن ثم راسلني شاكياً هذا الظلم الفادح وأرسل لي كل الأوراق التي تؤيد موقفه ..بقي لنا فقط ان نتساءل ..(لي متين ؟ )
الأيام الماضية ضجت الأسافير بقصة تنمر أحد منسوبي الشرطة على شابة سوادنية تمت بصلة القربى لناشطة سياسية ..تابعنا قضيتها حتى نهايتها ..(الف حمد الله على السلامة ) ..حينها تساءلت في نفسي . هل يجب على اي سوادني ان يكون (واصل ) او له علاقة بالناس (اللي فوق) حتى يتم أخذ الحق له؟؟ من يقتص للصابرين الصامتين ؟ للذين خرجوا وهتفوا ملء أفواههم وعادوا دون ان تصورهم الكاميرات ؟؟ ولم يكتب عنهم احد في الفيس بوك وتوتير؟ ..تلك المواكب الهادرة كانت مؤلفة من ملايين الأفراد العاديين ..أوصافهم كالآتي: الطول ستة اقدام ..لون العيون عسلي .. والشعر قرقدي .. من يقتص لمحمد احمد الأشعث الأغبر ..الذي يكتوي بنار التنمر كل يوم ويأسرها في نفسه ويحتسب؟ من يقتص لهؤلاء لو وقع عليهم ظلم من أحد افراد المؤسسات العسكرية والشرطية..؟
من أجل كل هؤلاء نكتب يا أصحاب السعادة ..السيد وزير الداخلية ..السيد مدير الشرطة ..السيد مدير الجوازات ..ارفعوا الحصانة عن المذكورين في المقال اعلاه ..ارفعوا الحصانة عن كل فاسد ومتنمر ..قدموهم للمحاكمات العلنية ..فكلنا سواسية أمام القانون ..دعونا نتنسم عبير الحرية والسلام والعدالة .. ..بعد طول غياب.
ملحوظة هامة جداً: كل المستندات بطرفنا ..وهاتف الطبيب وعنوانه الحالي أيضاً ..ونحن في انتظار الرد الرسمي على شكواه.
الجريدة
ناهد قرناص