ياشماتة ابله ظاظا فينا!!
اخشى أن يأتي يوماً (ترونه بعيداً، ونراه قريباً، بسعر هذه الأيام) وتطالب أي سيدة أو طالبة جامعية أو طالبة بأي مرحلة تعليمية أخرى، تطالب من زوجها أو من ولي أمرها، أن يعطيها مصروفها اليومي بالدولار أو أي عملة أخرى، مبرئة للذمة، غير العملة السودانية، التي صار لا بواكي عليها، وفي رواية لعمنا شكسبير، رواية، يوليوس قيصر، قال بطل الرواية لصديقه الذي يقف أمام جثة قيصر، (إذا كان في عينيك دموع فاستعد لتسكبها الآن)، ونستأذن من ورثة عمنا شكسبير، ونقول، لكل من يرى الحالة المزرية التي وصل لها الحبيب الجنيه السوداني، (إذا كان في عينيك باقي دموع فاستعد لتسكبها الآن)، ولا نملك إلا أن ندعو الله أن يشفي الجنيه من التضخم، ومن قلة القيمة، وان يجنبه ناس (المكن البدور رب رب) ومن هوانه وضعفه وهزاله بين العملات الأجنبية، واللهم أشفه شفاءً عاجلاً غير آجل.
(2)
المحللون السياسيون، والخبراء الاستراتيجيون والامنيون، هم ثلاثة، أولهم الذين يقرأوون أكثر ممايكتبون، وثانيهم الذين يكتبون أكثر ممايقرأوون، وثالثهم، الذين لا يقرأوون، ولا يكتبون، ، ولكنهم يظهرون فقط في الفضائيات السودانية!!.. بالمناسبة لا تخلو فضائية سودانية، ويومي وعلى الريق، من محلل سياسي أو خبير استراتيجي وأمني!!!، وظهور هؤلاء المذكورين أعلاه، هو في ذاته برنامج أساسي، لا غنى لأي فضائية عنه، فالتحليل السياسي لبعض الفضائيات، هو (نقاطة) وجاذب للاعلانات.
(3)
البرتوكول البريطاني، أمره عجيب (حبة حبتين ثلاثة) وإذا لا قدر الله، وصادفت احد افراد الاسرة المالكة، قول مثلاً قابلت الأمير ويليام، فالبرتوكول البريطاني، يحتم عليك أن لا تنطق بكلمة أو حتى ربع كلمة، وتقف زي الصنم، إن شاء الله تقيف يوم يومين ثلاثة، حتى ينطق الأمير بكلمة، وبعد ذلك تتكلم انت، ولكن شاهدنا وشاهد العالم معنا، ماجرى من فوضى غير خلاقة، اثناء جلسات المؤتمر الاقتصادي القومي، حيث كانت الفوضى هي العنوان الأبرز، فلا برتوكول، ولا توزيع للفرص، ولا احترام لكبير أو وزير، كل انسان كان داخل القاعة، اعتبر نفسه يملك تفويضاً ليتكلم ويتحدث حديث العالم والمعارف بكل شئ، فيقول كما غنا المغني (قول الفي ضميرك وخلي لي باقي الكلام)، كل هذا حدث تحت سمع وشوف التي كانت تدير الجلسة، والتي لم تستطع أن تحسم هذه الفوضى والهرجلة، التي لم نر مثلها ولو في جمعية عمومية، لأي ناد رياضي، او حتى في جمعية أدبية، !! وبرغم أن ماحدث قد حدث، نتعشم أن تجد توصيات المؤتمر الاقتصادي، حظها من المتابعة والتنفيذ، ولا يكون مصيرها مجرد هرجلة وانتهت!، ونخشى من شماتة ابله ظاظا فينا، والمشابهين لها من فطاحلة كتاب ظل النظام البائد، ويتبجحوا ويقولوا (لو المؤتمرات بالطريقة دي، فالاقتصاد السوداني، منه العوض وعليه العوض).
الجريدة
طه مدثر