مقالات متنوعة

ده كان بحرق لساتك

عندما قُلنا أن هذه الحكومة (سايقانا) بالخلاء و(الدقداق) منذ أن أعلن وزير ماليتها الدكتور إبراهيم البدوي زيادة الرواتب وتعديل الهيكل الوظيفي بزيادتها ووجهوا الكاميرات تنقل لنا الفرحة الكاذبة والزغاريد المخدوعة على وجوه المُعلمين والمُعلمات الأجلاء كُنا نُدرك أنه كسب رخيص وزبد لن يصمد طويلاً كمن يدلق ماءهُ على السراب. تبخر الدعم الخارجي وذاب أصدقاء السودان وما زال حمدوك وصحبه يرون أنه ماءاَ زلالاً حتى إستعصت الرغيفة وتدللت في عليائها وقد تُزاحمُ الدواء قريباً عبر (روشتات) الأطباء وقد يأتي يوم يكتبونها للناس. ود البدوي (إنتفخ) يومها وبشّر بأن وزارته على علم بما تفعل وأن القروش (رااقدة) وما على الموظفين إلا الإتيان (بمواعينهم) للرواتب السمينة والثمينة وأن النقود المسروقة قد عادت لجيوب الغلابة وغنوا كذباً وإبتهجوا زوراً وبُهتاناً يزيلون خطاباتهم الخادعة بدعوات اللعنة المُغلظة على النظام البائد و(حرامية الإنقاذ) حتى تحسّر كاتبهم مُتحسراً أن (ساندويش) الطعمية الناااشفة دي أصبح بخمسة جنيهات وختم عموده الشهير بعبارة (ده كلام ده) فماذا يا تُرى هو قائل اليوم وليته خرج ليحدثنا عن سعر (الساندويش) اليوم! فأين ذهب هؤلاء المخمومين بالأمس؟ كذلك ما قاله ود البدوي وحكومة حمدوك في المال المسروق (في خيالهم المريض) لم يقُله مالك في الخمر ذماً في الإنقاذ ورمياً بالباطل للأبرياء ومدحاً للمستقبل الآتي وها هُم اليوم يقفون خُرسٌ أمام الحقيقة الصادمة كل يوم يخلعون قطعة من ثيابهم ومصداقيتهم حتى عرتهم الأيام وفضحتهم الوقائع. فهدد بالإضراب مَنْ هدّدَ وأضرب مَنْ أضرب بسبب الكذب والخداع و(الخيار والفقوس) والرجرجة والنشوة الكذوبة التي صاحبت إعلان هيكل الرواتب الجديد فوصل بعضه للموظفين تحيط بهم كاميرات المن والأذى ولم يلحق بآخرين رغم وعود الحكومة البرّاقة تعرفون لماذا؟ لأن حبل الكذب قصير كما يُقال ولأن الحكومة لم (تدُق) (طُورية) واحدة في صرح الانتاج فمن أين لها بالرواتب (النفخة) ولم يزُور وزير المالية ورئيسه (حمدوك) مشروعاً إنتاجياً واحداً حتى يومنا هذا ولأنهم لا يملكون رؤية ولا فهم للنهوض بالإقتصاد بل راهنوا على (الشحدة) تحت ذريعة أنها حق مُستحقٌ للسودان من المجتمع الدولي فقبضوا (الهوا) وسيقبضونه مائة مرة إن عادوا (للشّحدة) ولم يتجهوا للانتاج والتنمية.
من طرائف (المخمومين الكُبار) أن أستاذاً جامعياً مرموقاً بأحدى الجامعات شغل عُدة مواقع إدارية وأكاديمية في عهد الإنقاذ ما بين رئيس قسم وعميد كلية وغيرها من المهام العلمية التي نُمسك عن ذكرها عمداً حفاظاً على صحته. هذا الدكتور أصدر بياناً قبل أيام مُخاطباً زملائه في تلك الجامعة بخصوص تعثر الرواتب بإعتباره وكيلاً لتلك الجامعة قال إن قضية الرواتب لم تُبارح مكانها وأنهم موعُودُون (أي أساتذة الجامعة) بهذه (الشحتفة) كل شهر يقصد (قروش مافي)! بصريح العبارة! ومن الطرائف أن مُدير تلك الجامعة سُئل ذات مرّة في بواكير التغيير لماذا عيّن هذا الدكتور (الفلّتة) في وظيفة قيادية رغم ما يُشاع عنه أنه (دولة عميقة)! أجابهم بفخر مُشيداً به قائلاً أنه ما خرج في موكب مُناهض للإنقاذ إلا ووجد هذا الدكتور (حارق لستك) أي ورب الكعبة يعني صاحبنا الدكتور كان شغال (حرق لساتك) في سبيل أن تذهب الإنقاذ ولا أستبعد أنه أضاف هذه الخبرة النادرة لسيرته الذاتية وهذا من حقه (برأيي) أن يكتب: خبرة طويلة إمتدت لعام ونصف في (تقانة) حرق اللّساتك بأنواعها ومقاساتها المختلفة مع التخصص الدقيق في التعامل مع لساتك الكوارو والركشات وفق نظرية علم (lasatcology) ! واليوم يتأسف هذا الرجل على تأخر الرواتب! وما أكثر النادمين من أمثاله.
قبل ما أنسى: ـــ
(حقك تلاوي قلع) والآن على الحكومة أن تركز لهذه (الملاواة) التي غنوا لها طويلاً طالما أصبح طالب الحق هو (بُرُوف) وأستاذ جامعي فستصبح (الملاوة) غير والكلام غير! وحتى لا يستغربنْ أحدٌ أن حرق (لستك) أدخل أستاذاً قاعة الإدارة فهناك أيضاً قميصٌ مُمزق أجلس صاحبه على كرسي الوزارة!

صبري محمد علي
الانتباهة