مقالات متنوعة

لمن تُقرَعُ الأجْراسَ!!


– ما جاء إختياري لهذا العنوان بغرض إستعراض رواية الكاتب الكبير آرنست همنغواي
(For whom the bell tools) والتي يحكي فيها خبير المتفجرات روبرت جوردون الأمريكي الجنسية والمنتمي للكتائب الدولية التي كانت تساعد العصابات الشيوعية في الحرب الأسبانية وكان الأمريكي جوردون مكلفاً بتفجير أحد الجسور!
ولكن يبدو لي حتى الآن أن الأمريكان لا يزالون يعشقون نفس دور الكتائب الدولية مع مختلف العصابات المحلية لكن بأنواع مختلفة من المتفجرات والتي لنا منها نصيب وافر.
– أعلنت وزارة التربية والتعليم في حكومة حمدوك – بعد إجازة قسرية طويلة – أن تقرع الأجراس للصف الثالث الثانوي، والثامن الأساس، في اليوم الحادي عشر من أكتوبر، ليستكمل الطلاب والتلاميذ المقرر الذين سيجلسون لأداء إمتحانات الشهادتين الصغرى والكبرى عليه ولكن!! هل أكملت الحكومة في المركز والولايات الإعداد لهذه الخطوة الجزئية، أو المجتزئة من العملية التربوية والتعليمية الكلية؟ وتأتي الإجابة القاطعة من ولايتي سنار والشمالية، بأنَّ لكل ولاية أسبابها الخاصة التي تحول بينها وبين الاستجابة لهذا القرار الإتحادي!! ولعلَّ لولاية الخرطوم من الحيثيات بأكثر مما هو لدى ولايتي سنار والشمالية لكن الله لم يفتح عليها لإبرازها مع إنَّها أوضح من الشمس في رابعة النهار، إذ لا يحتاج الأمر إلى (برهان) وهناك أزمة الوقود، المفضية إلى أزمة المواصلات وأزمة الخبز، وأزمة إمداد المياه، وأزمة عدم إستقرار التيار الكهربائي، هذا على المستوى العام، أما بالنسبة لجاهزية أو جهوزية المدارس فلا تبدأ بالعجز عن طباعة الكتاب المدرسي، بتاع الفكر الجمهوري من إعداد وتقديم القراي، أو بالمنهج القديم بتاع الحركة الإسلامية كما يقول القراي!! الذي قد يكون نجح في أي شئ إلَّا القراية! وينسحب نفس الكلام على التجليس، وعلى البيئة المدرسية فالكثير من المدارس قد انهار جزئياً أو كلياً بسبب الفيضانات والسيول، أما الحديث عن المعلمين أو عمال التعليم فلا يحتاج إلَّا على الإطلاع على بيانات نقاباتهم التي تترى من الاتحادية والفرعيات، وهم يطالبون المالية بسداد مرتباتهم، وبتطبيق الهيكل الراتبي عليهم، وبحل مشاكل المبتعثين، وغيرهم من عمال التعليم.
وفوق هذا وذاك أعلنت حكومة حمدوك عن وجبة إفطار مجانية للطلاب، مع مجانية عملية التعليم بأكملها، ثم بلعت لسانها، ومدَّت قرعتها لشحدة تكلفة طباعة كتاب القراى مقطوع الطاري!! أضم صوتي لمناشدة الأستاذ مبارك الكودة أحد المنافحين عن التغيير والمتحمسين له (في الأول خالص) للبرهان وحمدوك بأن أدركوا قومية التعليم في السودان قبل أن يتحول إلى جزر معزولة، ناس كسلا براهم، وناس الشمالية براهم، وناس دارفور براهم، وناس الخرطوم براهم!
ويبقى السؤال إذا ديل كلهم بره، (لمن تُقرَع الأجراس)!
محجوب فضل بدري
الانتباهة