٦/ صفر
فشلت مظاهرات الفلول فشلاً ذريعاً في تحقيق هدف لصالحها طوال يوم أمس الذي شهد مواجهة بينها وبين مواكب الثورة ، ليس لضعف جمهورها فقط ، ولكن لضعف اللياقة السياسية للاعبيها في الميدان وقلة خبرتهم، ومعرفتهم الضحلة بفنون وقواعد اللعب في براحات التظاهر، فالشارع (ليهو ناسو) ومتوقع أن تضيع ملامحهم وهتافاتهم وسط هدير الثوار.
الذين قلنا عنهم بالأمس انهم ولو خرجوا سيكون خروجهم مختلفاً ليس كما يتوقع اعداء المدنية وبالفعل تصدر شعار (الجوع ولا الكيزان) قائمة الشعارات، ذلك الشعار (المميت) والناسف لكل الاحلام التي تراودهم باسقاط حكومة الثورة.
ففي ظل صفوف الخبز وصفوف الوقود ووسط هذه المعاناة أن يعلو هذا الهتاف على غيره فهذا له اكثر من دلالة واشارة ان الشعب بثورته قادر على ان يعبر وينتصر وهي رسالة واضحة وموجهة للفلول الذين خططوا لأن يكون هذا اليوم هو يوم لاسقاط الحكومة ليس بتوقيعهم فهم مثلما فشلوا في سبل وطرق العودة فشلوا عشرات المرات في إسقاط الحكومة ان كان بالمؤامرات او بحرب الشائعات او بدمار الاقتصاد ولكن يعد الفشل عبر الشارع فشل (فاضح) لايشبه غيره، ولكن كانوا يريدونه إسقاطاً بتوقيع الثوار حتى يكون أكثر وقعاً وتأثيراً ولكن خاب ظنهم كما تتوالى خيباتهم دائماً.
ولكن ومع هذه النشوة والانتصار للشارع (الثورجي ) يجب أن لا تنوم حكومتنا في العسل ولابد من اصلاح اقتصادي عاجل يلبي مطالب الثوار الذين لا ننسى انهم قصدوا الشارع من أجل الاصلاح الاقتصادي والسياسي والجوع ولا الكيزان قد تعني ان الشارع ترجم مشاعر سخطه للفلول بهذه العبارة ولكن لا يعني هذا الرضا عن حكومة حمدوك، فدعم الحكومة الانتقالية لا يعني الموافقة على أخطاء قحت ولا على اداء بعض الوزراء في حكومة حمدوك.
ونتمنى ان تأخذ القيادات في المجلس السيادي ومجلس الوزراء المطالب على محمل الجد وتبدأ في تنفيذها قبل فوات الأوان فمزيدا من الدعم لك في خضم اخطاء كثيرة وواضحة يعني مزيداً من المسؤولية التي تقع على عاتق الحكومة بشقيها المدني والعسكري.
وثورة متجددة كنهر النيل العظيم لن تنفد طاقتها ولو نفد البحر، ستظل الى الأبد كطائر الفينيق كلما هلل عدوه وفرح بضعفه انتفض وانقض عليه وحلق في فضاء الحرية.
وانتهى (الماتش) أمس بفوز الثوار على الفلول ٦/ صفر ونقلت القنوات التي كانت تريدها ثورة ضد حمدوك هتافات ماكانت تتوقعها ابداً جعلتها تعيد حساباتها في كتابات التقارير الأنيقة لوداع رؤساء الدول… لماذا لأنها ثورة سودانية لا تشبه كل الثورات لكن ليتهم يعوا.
طيف أخير:
لو حتى نبدأ من الصفر ثورتنا لازم تنتصر
الجريدة
صباح محمد الحسن